كيف بررت خارجية واشنطن جرائمها في سوريا؟.. الإجابة من ملفات الكونجرس الأمريكي
الأحد، 17 يونيو 2018 08:00 ص
في غفلة من الزمن، ووسط ساحة الصراع التي أشعلتها ميليشيات وتنظيمات دينية مسلحة، تحولت سوريا إلى ملعب مفتوح لعديد من القوى الإقليمية والعالمية، يحمل كل منهم قائمة أطماع وقوائم تبريرات.
ضمن اللاعبين المباشرين في الداخل السوري حاليا، الولايات المتحدة الأمريكية، التي تواترت إشارات عديدة حول تورطها في دعم كثير من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، والتي تعتبر الأراضي السورية مسرحا جيدا للصراع مع روسيا والعمل على تقليص نفوذها في المنطقة، وأيضا محاصرة إيران وحليفها (حزب الله اللبناني).
الوجود الأمريكي اعتبرته دمشق احتلالا مباشرا، بحسب حوار تليفزيوني للرئيس بشار الأسد قبل أسابيع، بينما تبرر واشنطن هذا الوجود وما يثيره من مشكلات ويخلفه من آثار جانبية، مستخدمة حجة إيران، وهو ما قاله ديفيد شينكير، المرشح لمنصب مساعد وزير خارجية أمريكا، مبرر وجود قوات بلاده في سوريا الذي اعتبره "ضرورويا"، بقوله إن هذا الوجود يستهدف منع طهران من إقامة جسر بري إلى المتوسط"، فضلاً عن تعزيز مواقع واشنطن في مواجهة روسيا.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي، للبحث في مستقبل سوريا بعد سنوات من الصراع المسلح، رسم "شينكير" معالم استراتيجية أمريكية لمواجهة إيران. وأبدى تفهمه لمخاوف السعودية والإمارات الأمنية في مواجهة طهران، ومع ذلك أعرب عن قلقه من العملية التي ينفذها التحالف العربي في الحديدة باليمن.
في بداية جلسة الاستماع ذكر السيناتور بوب منينديز، كبير الديموقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية، أن الكونجرس طلب من الإدارة تقديم استراتيجية كاملة بشأن التعامل مع إيران بحلول يناير 2018، قائلاً: "مع أننا في يونيو 2018، لم نر شيئاً حتى الآن". وسُئل شينكير: "في حال تثبيتك بالمنصب، هل تتعهد بالعمل مع وزير الخارجية لوضع مثل هذه الاستراتيجية؟"، فأجاب بشكل فوري: "نعم".
واعتبر شينكير أن عناصر هذه الاستراتيجية، تشمل في رأيه، أولاً استخدام الدبلوماسية التي تقضي بالعمل مع الحلفاء الأوروبيين لإقناعهم بالانضمام إلينا في مسألة العقوبات، فرغم وجود ثمة خلافات بيننا، "هم يشاطروننا موقفنا من خطط إيران المتعلقة بالانتشار النووي وتطوير الصواريخ والنشاطات الإقليمية المزعزعة للاستقرار". وثانياً، الحفاظ على وجود عسكري في سوريا لمنع إيران من إقامة جسر بري إلى البحر المتوسط. وثالثاً، العمل مع الحلفاء لمنع شحن قطع الصواريخ إلى اليمن. ورابعاً، السعي إلى علاقات جيدة مع العراق لعدم ترك بغداد في مهب طهران.
وفي شأن اليمن، أكد شينكير الذي كان مدير السياسة العربية في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط" أن واشنطن نصحت الإمارات والسعودية بعدم شن عملية الحديدة نظراً إلى التداعيات الإنسانية لمثل هذا الهجوم، وأبدى قلقه الشخصي من العملية، وخصوصاً أن المرفأ الموجود فيها يعد منفذا مهماً للمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية لليمنيين.
وأعلن تفهمه لمخاوف السعودية والإمارات الأمنية من إيران، وأكد أنه في حال تأكيد تعيينه نائبا لوزير الخارجية سيبذل جهوداً كبيرة لإقناع السعودية والإمارات والأطراف الآخرين بالجلوس مع المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى طاولة المفاوضات للبحث عن مخرج للأزمة اليمنية.