هل نعيش تحت رحمة جوجل؟.. تحقيقات مع الشركة لاستغلالها بيانات المستخدمين الكاملة
الأحد، 17 يونيو 2018 08:00 ص
مع اختراق التكنولوجيا المنازل، والتوغل المخيف لمواقع التواصل الاجتماعي في حياة الإنسان اليومية، أصبحت البيانات الشخصية للمستخدمين لهذه الخدمات لا تتمتع بالحماية الكافية، ففضيحة فيسبوك الأخيرة وسرقة جوجل لبيانات المرضى في بريطانيا أثبتت ضرورة جدية عمل قوانين وتشريعات جديدة للحد من استخدام هذه البيانات.
وشكلت مجموعة بريطانية مختصة لجنة مستقلة للتحقيق في كيفية وصول جوجل إلى بيانات ملايين المرضى في المملكة المتحدة، لمعالجة المخاوف المتعلقة بكيفية استخدام هذه المعلومات من قبل محركات البحث، موصية اللجنة المستقلة، التي أنشأتها شركة للذكاء الصناعي اشترتها جوجل قبل 4 سنوات، أن تكون الشركة أكثر شفافة بشأن هذا القضية.
وبحسب التقرير السنوي لمجموعة «ديب مايند» تتركز مخاوف اللجنة حول النية الحقيقية لمحاولات شركة جوجل إغراء خدمة الصحة الوطنية ، مؤكده أن الأمر يستهدف استخدام الشركة العالمية بيانات المرضي من أجل تحقيق أرباح تجارية تستند إلى طرق ربما تكون غير مناسبة، حيث تصل الشركة لبيانات المرضى بدون موافقتهم، أو حتى أدنى علم منهم.
واستند التقرير إلى ما كشفته تحقيق أجري العام الماضي بشأن بيانات مرضى الخدمة الصحة الوطنية التي خضعت للتبادل على أساس قانوني غير صحيح، حيث أعلن بعد مرور شهرين من هذه الواقعة مفوض المعلومات الذي كان يحقق في نقل البيانات، أن أحدى الشركات قد منحت بشكل غير قانوني بيانات المرضى إلى شركة جوجل بغرض اختبار تطبيق هاتف ذكي.
هذه القضية التي أثيرت الجدل مؤخرًا في بريطانيا أعادت للذاكرة تعرض موقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم "فيسبوك"، لهزة كبيرة خلال الشهور الأخيرة، بعد فضيحة تسريب بيانات 50 مليون مستخدم للموقع، حيث كشف استطلاع رأي في مارس الماضي أن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن "فيسبوك" لا يلتزم بقوانين الخصوصية الأمريكية.
وجاء الكشف عن أكبر تسريب للبيانات الشخصية للمستخدمين للفيس بوك، بعدما سربت تقارير معلومات عن استغلال شركة بريطانية المعلومات الشخصية لأكثر من 50 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك" من أجل التأثير عليهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث بدأت القصة بتصميم إلكسندر كوجان، تطبيق اعتمد على دفع الأموال للمستخدمين، مقابل حل بعض الاختبارات النفسية والشخصية، من خلال حساباتهم الخاصة على موقع "فيسبوك"، ولكن خدع كوجان المستخدمين وسرق جميع بياناتهم الخاصة، وأرسلها إلى شركته "كامبريدج أناليتيكا".
واستكملت الشركة عملية الخداع لتقوم بدورها باستخدام هذه البيانات وتحليلها لتوجيه إعلانات لهم ، وتوجيههم بدعاية في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، ورغم أن شركة "فيسبوك" قدمت اعتذارًا لإصلاح سمعتها بين المستخدمين والمعلنين عن هذا الخطأ، زادت مخاوف المستخدمين لاسيما وأن بياناتهم الشخصية أصبحت مباحة للجميع مقابل الأموال.