خدعوك فقالوا
الجمعة، 15 يونيو 2018 03:39 م
أصدرت مؤسسة "جالوب" الدولية لتقييم الأمن في دول العالم مؤخرا تقريرها السنوي لعام 2018 ، والذي أظهر تقدم مصر 31 مركزا خلال عام بمؤشر جالوب للقانون والنظام للدول التي يشعر مواطنوها بالأمان والاستقرار والثقة بالشرطة والأجهزة الأمنية ، ويتمتعون بحرية التنقل ليلا وعدم التعرض للسرقات أو الاعتداءات ، لتصبح مصر رقم ١٦عالميا والأولى بالشرق الأوسط وأفريقيا بمعدل ٨٨ نقطة ، وتفوقت على الولايات المتحدة وإنجلترا ، وهو التقرير الذي تناولته وسائل الإعلام الدولية بشكل كبير.
وشهد شاهد من أهلها بالحقيقة التي يعلمها كل من قام بزيارة بلدان العالم المختلفة ، أما ما يحاول البعض تصديره والإيحاء به بأن مصر تفتقر للأمان ، وأن دول العالم المتقدم منظومتها الأمنية تتفوق على مصر بمراحل هو عار من الصحة إلى حد كبير .
خدعوك فقالوا إن المنظومة الأمنية في أوروبا والدول المتقدمة قوية ومسيطرة و ( ما تخرش المايه ) بينما الإنفلات الأمني في مصر ليس له مثيل .
أعتقد أن كل مسافر لدول العالم يستطيع أن يكتشف الحقيقة بنفسه ، ففي أغلب دول أوروبا الوضع مختلف تماما عما يروج إليه البعض ، فعادة ما كانت تأتيني عند زيارتي لأية دولة أوروبية النصيحة الأولى من العاملين في الفنادق والمطاعم والمقاهي بضرورة توخي الحذر من اللصوص و(النشالين ) المنتشرين في كل مكان ، والتحذير من التجول ليلا بشكل منفرد ، وبالفعل فقد تعرض العديد من الزائرين لتلك الدول والمقيمين أيضا للسرقات ولم يجدوا معاونة أمنية بالشكل الكافي
المواقف والشواهد كثيرة لمستها بنفسي خلال زياراتي سواء لدول غربية أو شرقية ، ويحضرني هنا زيارتي ل (بوكيت) أشهر جزيرة سياحية في تايلاند منذ عدة أعوام ، فعند وصولي المطار تم تسليمي كتيب استرشادي حول الجزيرة وهو شيء يُحْتَرَم فيكفي أنهم لم يتركوني على ( عمايا )، وكانت أول وأهم فقراته ما يشير إلى أن الجزيرة ليست آمنة ، ومن غير المستحب السير بانفراد أو بدون مرشد سياحي ، أو حمل كاميرا تشير إلى أننا سائحون فيعترضنا اللصوص ، ومن المثير للعجب عجز دولة كتايلاند عن تأمين تلك الجزيرة السياحية الشهيرة عالميا مع صغر مساحتها وعدد سكانها القليل ، وأن يكون أول إرشاد للسائح مثيرا للقلق بهذا الشكل !
مؤخرا أصدرت الشرطة الفرنسية فيديو يحذر من انتشار اللصوص في كل مكان حتى في وضح النهار ، وينبه الجميع للحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية وتوخي الحذر ، ناهيك عن أن محطات المترو في باريس أصبحت توجه تحذيرات بمكبرات الصوت بضرورة الانتباه للحقائب والأغراض الشخصية لتفادي السرقات ، وهو ما يعني وجود حالة إنفلات أمني تعجز الدولة عن السيطرة عليه .
أما دول كالولايات المتحدة وجنوب أفريقيا ودول أمريكا الجنوبية فحدث ولا حرج .
بالعودة لمصر فسنجد أن المواطنين والسائحين يتجولون بأريحية وأمان فِعلي ليلا ونهارا فمصر بلد لا تنام ، لا ننكر بالطبع أن البعض يتعرض لجرائم وسرقات كأي مكان في العالم ، ولكنها تعد قليلة نسبيا بالمقارنة مع دول العالم ومنها أوروبا والدول المتقدمة ، وهو ما أقرته مؤسسة جالوب العالمية ، وليس حديثا مرسلا أو (تطبيل) ، فنستطيع بمراقبة الشارع المصري ليلا أن نجد الرجال والنساء والشباب ساهرين في المقاهي والمطاعم والطرقات بأمان ، ونجد فتيات وسيدات يقدن السيارات منفردات إلى ما بعد منتصف الليل ونسبة تعرضهن للأذى أو الجريمة طفيفة جدا حيث لا يوجد مجتمع خالٍ من الجرائم ، وللإنصاف نحن لا نحيا في غابة كما يحاول أن يصور لنا البعض ، في المقابل لا نبرر وجود الجريمة مهما كانت نسبتها، ونتمنى أن نرى سيطرة أمنية أكبر كي نصبح على رأس الدول الآمنة في التقرير القادم.
وأخيرا همسة في أذن وزارة السياحة والجهات المعنية بضرورة الاستفادة من التقرير في الترويج لمصر خارجيا ، ودمجه مع بعض الصور للسفير البريطاني في مصر وهو يوزع التمر بأمان ، ويتناول الفول على العربات في الشوارع بعد منتصف الليل .