كُتر الشطة يبهدلك.. الفرق بين البواسير الداخلية والخارجية ونصائح للوقاية والعلاج
الجمعة، 15 يونيو 2018 06:00 ص
البواسير عبارة عن مجموعة من الأوردة البارزة والملتهبة والمنتفخة داخل أو خارج فتحة الشرج، حيث تتحكم فى البراز عندما تكون على حالتها الطبيعية، أما فى الحالة المرضية تلتهلب وتتضخم وقد تخرج عن الإطار الطبيعى التى تتواجد فى نطاقه، وتظهر بسبب المجهود الزائد أثناء عمل الأمعاء، أو نتيجة الضغط الشديد عليها، كما يحدث للنساء خلال فترة الحمل.
البواسير نوعان الداخلية والخارجية، ويتم التمييز بينهما حسب موقعهما بالنسبة للخط المسنن، وقد يعانى الشخص من أعراض النوعين فى نفس الوقت، وفى حالة الإحساس بالألم من المرجح أن تكون الحالة شق فى الشرج أو بواسير خارجية أكثر من أن تكون بواسير داخلية، وتكون البواسير الداخلية عادة مغطاة بنسيج طلائى عمادى، وليس بها مستقبلات حسية، ولذا لا يوجد إحساس بالألم فى حالة الإصابة بها، أما البواسير الخارجية فتحدث تحت الخط المسنن أو الخَطُّ الشرجى، وتكون مغطاة من الناحية القريبة بنسيج طلائى شرجى، ومن الناحية البعيدة بطبقة جلدية وكلاهما حساستين للألم والحرارة.
ويقول الدكتور أسامة القطان، أستاذ الجراحة العامة، إن أعراض البواسير تختلف حسب موقعها، حيث إن البواسير الداخلية قد لا تظهر أعراضها أو الشعور بها أو حتى رؤيتها، إلا أن الضغط الزائد عليها أو زيادة فترة العمل أو التعرض لدرجة حرارة عالية قد يؤدى إلى جرح السطح الخارجى الدقيق من البواسير، ما يسبب نزيف أحيانا، مؤكدا أنه قد يحدث اندفاع للبواسير الداخلية إلى الخارج بشدة، ما يجعلها تسبب الألم والحكة، أما البواسير الخارجية فهى موجودة تحت الجلد حول فتحة الشرج، ومن أهم أعراضها التهيج، وفى الغالب يشتد دم البواسير الخارجية ويجذبها نحو الداخل فتتكون جلطة، وتسبب آلاما شديدة جدا.
مرض البواسير غالبا ما يكون بسبب انقباض الأوردة الموجودة حول فتحة الشرج، نتيجة الضغط الشديد على المنطقة السفلية من المستقيم، حتى أنها قد تنتفخ، حيث يؤكد أستاذ الجراحة العامة، أن هذا الضغط يمكن أن ينتج عن الجهد أثناء عمل الأمعاء، أو الجلوس لفترات طويلة، أو بسبب الإسهال أو الإمساك، أو زيادة الوزن، وأثناء الحمل، وقد يرجع لعامل وراثى، ويزداد احتمال الإصابة بمرض البواسير كلما تقدم العمر، حيث إن الأنسجة الداعمة لأوردة المستقيم وأوردة الشرج تضعف وتنقبض كلما زاد سن الإنسان.
ويؤكد الدكتور أسامة القطان، أستاذ الجراحة العامة، أنه يمكن تشخيص البواسير عن طريق الفحص السريرى، أى بفحص منطقة الشرج والمنطقة المحيطة بها، كما يتم إجراء فحص للمستقيم، للكشف عن أى إمكانية لوجود أورام أو سلائل أو تضخم فى البروستات أو وجود خراج، وقد يكون الفحص السريرى أو بمجرد النظر غير كاف، فنلجأ إلى عمل منظار شرجى تشخيصى، وهو أنبوب مجوف مرفق بنهايته إضاءة، لكشف منطقة الإصابة أمام الطبيب المعالج، ومن ثم إتمام عملية تشخيص الحالة المرضية.
ويقدم الدكتور أسامة القطان، بعض النصائح للوقاية من خطر الإصابة بمرض البواسير، مها ضرورة تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والإكثار من تناول السوائل، والامتناع عن بذل مجهود شاق، والدخول إلى المرحاض فور الشعور بالحاجة، واعتياد ممارسة الرياضة، وتجنب الوقوف والجلوس لفترات زمنية طويلة، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الأطعمة الحامية والتى تحتوى على كميات من "الشطة والملح"، لأنها تسبب مضاعفات كالتهاب البواسير وانتفاخها، وقد تتطور إلى مرحلة النزيف.
إن علاج البواسير يتطلب عدة أمور كما يقول أستاذ الجراحة العامة، أولها الاعتماد على الأدوية المضادة للالتهابات والتورم والمسكنات، ولكن قد يسوء الأمر ويستدعى الخضوع لعملية جراحية، مؤكدا أنه فى حالات الجلطات فنلجأ لـ"الشق البسيط" من أجل إزالة التجلط، وهناك أيضا العلاج عن طريق الربط ويكون بواسطة "مطاط الحقن أو الأشرطة المطاطية"، أما إذا كانت الحالة أكبر من ذلك وتضاعفت الأمور ولم تنجح الطرق السابقة فى علاج البواسير، فيتم اللجوء إلى التدخل الجراحى الكامل من أجل استئصال البواسير.