قطع 120 ألف كيلو متر خلال 28 عاما.. حكاية "ابن بطوطة" الهائم في ملكوت الله

ما أن يذكر اسم الرحالة المغربى ابن بطوطة حتى تستدعي الذاكرة السفر ومغامراته، رغم أنه كان فى الأصل، قاض وفقيه ومؤرخ شهير.

فى مثل هذا اليوم الموافق 13 يونيو عام 1325 انطلق ابن بطوطة في أول رحلة له حول العالم قاصدا أداء فريضة الحج، وذلك من مسقط رأسه فى مدينة طنجة المغربية.

ذهب بعض الباحثين إلى أن ابن بطوطة  قطع مسافة 120 ألف كيلومتر في رحلاته المختلفة عبر ثمانية وعشرين سنة، وافين هذا الرقم بالقياسى فى ظل ندرة وسائل المواصلات وبدائيتها فى هذا الوقت.

ولد محمد بن عبد الله بن مجمد اللواتي الطنجي في الرابع والعشرين من شهر فبراير عام ألف وثلاثمائة وأربعة ميلادي في مدينة طنجة في المغرب، اشتهر بكثرة ترحاله فأطلق عليه لقب أمير الرحالة المسلمين.

كان يسود في شمال إفريقيا النمط التعليمي السني المالكي، ولذلك تتلمذ  ابن بطوطة في مدرسة سنية ذات مذهب مالكى لينشأ في كنف أسرة  اشتهرت باهتمامها بأمور القضاء الإسلامي حيث عاصر ابن بطوطة الدولة المرينية، وهو من أصول أمازيغية.

يعد ابن بطوطة من أكثر الشخصيات التاريخية التي حفرت اسمها فى التاريخ بحروف من نور فقد انطلق ابن بطوطة بأولى رحلاته عام ألف وثلاثمائة وخمسٍ وعشرين ميلادية، متوجها لأداء مناسك الحج وكان آنذاك في الواحدة والعشرين من العمر لتستمر هذه الرحلة النادرة سنة وأربعة أشهر.

لم يكتف ابن بطوطة برحلته الأولى بل استمر فى التنقل والسفر لمدة أربع وعشرين عاما، وطوال هذه المدة لم يرجع إلى بلاده قط.

قائمة الدول التى زارها ابن بطوطة عديدة وكثيرة من بينها مصر، والسودان،، وبلاد فارس -إيران- ، واليمن، والبحرين، وتركستان، وعمان، وبلاد ما وراء النهر، والهند، وبلاد التتار، وأواسط أفريقيا وبلاد الشام، وأرض الحجاز، وتهامة، والعراق وبلاد المغرب.

في مدينة غرناطة التقى ابن بطوطة لسان الدين بن الخطيب والكاتب ابن جزيّ والأخير هو الذى كان قد قام فيما بعد بكتابة رحلة ابن بطوطة حين استقر بمدينة فاس.

يذهب بعض المؤرخون إلى أن ابن بطوطة لم يؤلف أو يكتب حيث أن كتابه الشهير«تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» دونه كاتب أمير مراكش السلطان أبو عنان المريني، وكتبه محمد بن جزي الكلبي .

توفى الرحالة الشهير ابن بطوطة عن عمر يناهز الـ 74 سنة فى 1377، بعد أن قضى  عمره كله وهو يسافر من بلد إلى أخرى ويجوب العالم ليطلق عليه  البعض «رحالة العصر بلا منازع ».

وكان ابن بطوطة فى نهاية حياته قد استقر فى مدينة فارس الإيرانية ملبيا دعوة السلطان أبي عنان ، واستمر فى مدينة فاس ثلاثا وعشرين سنة، وهى المدة التى لا يعلم فيها أحد فيها شىء عن ابن بطوطة، وماذا كان يفعل إلا أن المؤرخون أجمعوا على أن السلطان أبى عنان اسبغ رعايته وعطفه على الرحالة الشهير.