حريق الأوراق يحرق السياسة.. صدام في العراق بين الحكومة والبرلمان وأغلبية "الصدر"
الإثنين، 11 يونيو 2018 11:51 ص
يبدو أن يدا خفية لا يعجبها ما حققه العراق من استقرار، ونجاحه في إجراء انتخابات هادئة ومستقرة خلال الشهر الماضي، ولعلها هي نفسها اليد التي امتدت لحرق مخازن بطاقات الاقتراع، وإثارة دعوات غريبة تطالب بحرق الانتخابات.
على صعيد رد الفعل الرسمي، وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حرق مخازن الانتخابات التي تضم نصف صناديق الاقتراع في العاصمة بغداد، بأنه "مخطط لضرب البلد ونهجه الديمقراطي".
كان حريق ضخم قد شب في موقع تخزين صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي، أمس الأحد، بعد أيام من مطالبة البرلمان بإعادة فرز الأصوات يدويا في أنحاء البلاد، ما أثار دعوات مفاجئة بإعادة الانتخابات بالكامل.
وأضاف رئيس الوزراء العراقي، بحسب بيان صادر عنه، أن "حرق المخازن مخطط لضرب البلد ونهجه الديمقراطي، وسنتخذ الإجراءات الكفيلة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة أمن البلاد ومواطنيه"، مشيرا إلى أن خبراء سيجرون تحقيقات موسعة حول الأمر، ويعدون تقريرا مفصلا بشأن أسباب الحريق.
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، إن الحريق أتى على مخزن واحد فقط من 4 مخازن في الموقع، وأشار التليفزيون الرسمي إلى أن صناديق الاقتراع تُنقل حاليا لموقع آخر وسط حراسة أمنية مشددة.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي حل ائتلافه ثالثا في الانتخابات، قد قال في وقت سابق إن تحقيقا حكوميا توصل إلى وقوع "خروقات جسيمة" في الانتخابات، متهما المفوضية العليا بالمسؤولية عن معظمها، وأصدر البرلمان في اليوم التالي تفويضا بإعادة فرز الأصوات يدويا، وكانت المفوضية تحصي الأصوات إلكترونيا.
هذه الخطوة قد تضعف موقف رجل الدين البارز مقتدى الصدر، الذي فازت قائمته بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، وقد عبر أحد مساعديه عن مخاوفه من محاولة بعض الأطراف إفساد النصر الذي حققته القائمة.
في سياق متصل وفيما يخص رد فعل الصدر نفسه، فقد دعا رجل الدين الشيعي البارز المواطنين العراقيين اليوم للتوحد بدلا من حرق صناديق الاقتراع، أو السعى لإعادة الانتخابات التي شهدتها البلاد في 12 مايو الماضي، وأدت لتصاعد التوتر فى البلاد.
وكتب "الصدر"، في مقال نشره عبر موقعه على الإنترنت بعد يوم من اندلاع حريق في مخزن لصناديق الاقتراع: "كفاكم صراعا من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم.