معارك أهل الفن.. الملحن جمال سلامة: مخرج «محمد رسول الله» كفرني والسادات أنصفني

ينتمي الملحن جمال سلامة لجيل العظماء من رموز زمن الفن الجميل، وقدم مئات الأعمال الفنية المحفورة في الذاكرة والتي  تشهد على قدراته المتنوعة، وكان له دور كبير في اكتشاف أهم النجوم ومنهم ماجدة الرومى، وياسمين الخيام، وسميرة سعيد، ولطيفة، كما تعاون مع عمالقة الفن مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد وشادية.

ولحن الموسيقار جمال سلامة أهم الأغانى الوطنية، ومنها «مصر اليوم في عيد» لشادية، و«المصريين أهم» لياسمين الخيام، فضلا عن إحيائه حفلات الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر لمدة 20 عاماً، كما لحن مئات التترات والموسيقى التصويرية لأهم الأفلام  والمسلسلات، التي وصل عددها إلى 1000 فيلم ومسلسل ومنها الكرنك، وحبيبى دائماً، ولا تبكي ياحبيب العمر، وأهل القمة، وأميرة حبي، وأفواه وأرانب.

في حوار معنا حكى الملحن جمال سلامة قصة تلحينه لأغاني المسلسل الديني الشهير «محمد رسول الله» وكشف أن مخرج المسلسل اتهمه بالكفر وحذف اسمه من التتر.

وحول هذه القصة قال: «كان مقرراً أن يقوم الموسيقار محمد عبدالوهاب بتلحين مسلسل محمد رسول الله الذي أخرجه أحمد طنطاوي، ولكنه انشغل فرشحني الشاعر عبدالفتاح مصطفى، خاصة أنني كنت قد عملت مع ياسمين الخيام في أول عمل غنائي لها، وهو أوبرا عيون بهية». 

وتابع «سلامة» قائلاً: «كان تتر المسلسل يبدأ بعبارة دعوة إبراهيم، واقترحت أن نضع في البداية عبارة محمد يارسول الله، التي لم تكن موجودة في الأغنية، وبالفعل وافق المخرج أحمد طنطاوي، وعندما انتهيت من الألحان وسمعها صرخ قائلا: «إيه ده يادكتور ده كفر انت حاطط صوت بيانو في عمل دينى»، مشيرا إلى أنها كانت المرة الأولى التى يتم فيها استخدام البيانو في تلحين عمل ديني.

وأضاف: «كان لا يتبقى على بداية شهر رمضان سوى يومين، وزعلت ونزلت من الاستوديو ورحت المعمورة، وفوجئت بعرض المسلسل في أول أيام رمضان وبه ألحاني ولكنني لم أجد اسمي على التتر، حيث حذفه المخرج». 

وحول كيفية تصرفه حيال هذا الموقف، قال الموسيقار جمال سلامة: «كنت قبلها بأسبوع عملت فرح بنت الرئيس السادات، فأسرعت إلى بيته في المعمورة وطلبت مقابلته وبالفعل سمح لي بلقائه، وعندما أخبرته بالقصة، اتصل على الفور بهمت مصطفى، وقال لىي ماتزعلش ياعم بكرة اسمك هينزل،  وفعلا تانى يوم لقيت اسمى على تتر المسلسل».

وتحدث سلامة عن علاقته بالرئيس السادات قائلاً: «السادات كان بيحبنى جدا وبدأت علاقتى به بعدما عملت أوبرا باليه عيون بهية بمناسبة نصر أكتوبر وغنتها ياسمين الخيام فى أول ظهور فنى لها، واستمر عرضها 6 شهور وحضر السادات الافتتاح ومنحني وسام الجمهورية من أكاديمية الفنون».

وأضاف: «التقيت بالسادات في فرح ابنته سنة 1974، حيث أعددت أغنية الفرح مع الشاعر حسين السيد والأوركسترا السيمفوني وفرقة أم كلثوم وكورال الأوبرا، وحضر الحفل الذي كان مقاما بالمعمورة ضيوف عالميين، وغادرنا بعد انتهائنا من تقديم الأغنية، وإحنا فى الأتوبيس فى أول الطريق الصحراوى وجدنا بوليس النجدة يوقفنا ويطلب منا الرجوع، وقالوا لنا: «الرئيس عاوزكم علشان يسمع الأغنية تانى، وبعد انتهاء الحفل جلس معى السادات» وقال لى: «احكى لى حكايتك»، وأبدى إعجابه الشديد بى ومنحنى عدة جوائز.

ويعتبر جمال سلامة من أبرز ملحنى جيله، ولحن للشحرورة صباح أهم أغانيها مثل أغانى فيلم"ليلة بكى فيها القمر"، وأغنية "ساعات ساعات"، والعديد من أغانى  النجمة اللبنانيّة ماجدة الرومى ومنها "بيروت ست الدنيا"، وقصيدة "مع جريدة" للشاعر السورى نزار قبّانى.

كما قدم للنجمة المغربية سميرة سعيد، مجموعة من أهم أغانيها منها "أحكى يا شهرزاد"، و"مش حتنازل عنك"، و"قال جانى بعد يومين"،و"واحشنى بصحيح"، و"سيبنى لوحدى"، و"تعبك راحـة"،و"آه لو منتش حبيبى".