الأردن أقوى من الأزمات.. وضع إقليمي «متشابك» وتداعيات سلبية على الداخل
الجمعة، 08 يونيو 2018 03:00 م
في الرابع من يونيو الجاري، عقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اجتماعا مع رؤساء تحرير الصحف اليومية، قدم خلاله شرحا للتحديات والظروف الصعبة المحيطة بالمملكة.
ملك الأردن قال إن التأثير الإقليمي ومواقف المملكة الإقليمية السياسية أثرت عليها، بحسب قوله: «ناهيك عن أن الدور الذي يمارسه الأردن لا يرضي الجميع، وهذا يعتبر أحد التحديات التي أمامنا».
مركز المستقبل للدراسات المتقدمة تحدث في عرض بحثي بعنوان: «جغرافية التهديدات: الترابط بين التطورات الإقليمية والاحتجاجات الداخلية في الأردن» عن تلك التحديات.
يقول المركز إن الأزمات الإقليمية المحيطة بالأردن من جهات مختلفة، دفعت الحكومة إلى إبداء أكبر قدر، من الاهتمام بمتابعة تداعيات تلك الأزمات على الأوضاع الداخلية في الأردن.
وأبرز تلك التحديات «القضية الفلسطينية»، وتحرص المملكة على احتواء أي تداعيات سلبية يفرضها الخلاف على الساحة الدولية حول القضية، لكي لا تتأثر علاقاتها مع بعض القوي الدولية.
كذلك الملف الأمني الحدودي، فالقوات الملكية مثلت حائط صد كبير أمام موجات نزوح العناصر الإرهابية بعد هزائم قضت على عواصمهم الأم في سوريا والعراق، تمثلت في عملية «الركبان» في 21 يونيو 2016.
الملف الحدودي المتشابك مع الدولة السورية، كانت له تداعيات على الداخل الأردني، فهناك خلايا نائمة للتنظيمات الإرهابية نجحت في الانخراط بين اللاجئين، ومثلت تهديدا كبيرا على المملكة، لكن كان لها نجاحات في هذا الملف أيضًا، فنجحت في تفكيك خلايا إرهابية في الداخل، وإحباط عمليات إرهابية، أبرزها في 17 فبراير 2018، عندما أعلن الجيش عن إحباط محاولة تهريب أسلحة وإرهابيين إلى الداخل عبر أنبوب النفط القديم «تابلاين» الذي يربط الحدود الأردنية مع كل من سوريا والعراق.
لم تنتهي الأزمات الحدودية عند هذا الحد، ففي الوقت الحالي تواصل الأردن التفاهمات السياسية والأمنية مع كلٍّ من الولايات الأمريكية وروسيا وإسرائيل حول إخلاء مناطق الجنوب السوري من القوات والميليشيات الموالية لإيران، وذلك لما قد تعززه تلك الخطوة من استقرار أمني، ولا سيما أنها سوف تُضعف إلى حد كبير، من احتمالات نشوب مواجهات عسكرية مباشرة بين إيران وإسرائيل ربما تكون لها ارتدادات مباشرة على الداخل الأردني.
الوضع الأمني للمملكة كان له تداعيات على الجانب الاقتصادي، وتأثيرات سلبية، خاصة على قطاع السياحة، والذي تراجع في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع الحكومة إلى اتخاذ إصلاحات اقتصادية، رفضها الشارع الأردني.
يقول الملك عبد الله إن الأردن واجه ظرفاً اقتصادياً وإقليمياً غير متوقع، ولا يوجد أي خطة قادرة على التعامل بفعالية وسرعة مع هذا التحدي، مؤكدا أن المواطن معه كل الحق، ولن أقبل أن يعاني الأردنيين.
بحسب مراقبون فإن الأردن نجحت في احتواء تداعيات تلك الأزمات وصد انعكاساتها مسبقًا قبل أن تصل إلى الداخل، وذلك من خلال سياسات المواءمة والتحالفات والتوازنات الإقليمية، إلى درجة أنها حوّلت بعض التحديات إلى فرص حقيقية حصلت من خلالها على مكاسب سياسية واستراتيجية عديدة.