معركة «الغلابة» في الميكروباصات.. «مين صاحب الجنيه القديم»؟

الجمعة، 08 يونيو 2018 06:00 ص
معركة «الغلابة» في الميكروباصات.. «مين صاحب الجنيه القديم»؟
ميكروباص- أرشيفية
كتب- محمد أبو النور

 

لا يكاد يمر يوم إلاّ وتقع مشادة أو أكثر،بين السائقين والركاب،أو بين الركاب وبعضهم البعض داخل سيارات «السرفيس» أو «الميكروباصات»، بسبب الجنيه القديم الذي وصل للسائق، من مجمل حصيلة الأجرة أو «التعريفة» التي دفعها الركاب، هذه الحكاية أو القصة التي تبدأ بعبارة «الجنيه القديم دا بتاع مين؟»، ثم تنتهي باعتراف صريح من أحد الركاب أن الجنيه يخصّه، وهو من دفعه، وأنه يأسف على ذلك، ويقوم باستبداله بآخر أحدث وأجدد.

هذا في الظروف العادية، أمّا إذا كانت الظروف غير مواتية وغير عادية، واليوم ليس له ملامح أو «مش معدّي» كما يقول السائق، فهذا معناه أن صاحب الجنيه أو الخمس جنيهات أو العشر جنيهات الورقية،قد التزم الصمت ولم يعترف أنه هو من دفع هذه الورقة أو الوريقات «الدهبانة»، التي أكل عليها الدهر وشرب.

ننتظر نتيجة المُعاينة هنا تبدأ بوادر الأزمة تلوح في الأفق من جديد، بينما يظل هناك أمل في وقف تدهور الأمور وتهور السائق، بظهور الراكب صاحب الجنيه القديم، الذي يراجع نفسه ويستشعر الغضب من السائق والركاب، أو خشية أن يرشد عنه أو يفتن عليه راكب آخر، كان قد تلقى منه الجنيه المسكين الـ «طلعت مصارينه» وإيصاله لراكب آخر أو للسائق مباشرة، الآن فقط يبدأ أحد الركاب ــ على استحياء ــ في طلب الجنيه القديم ،ثم يأخذ فى تقليبه يمينا وشمالا وتحت وفوق،ثم يعلن في النهاية نتيجة المُعاينة.

 الجنيه يخصني أو الجنيه «بتاعى»، ولكن قبل أن تغمر الفرحة الركاب بظهور صاحب الجنيه القديم، الذي بظهوره يمكن أن تنقشع سحابة غضب أو أزمة مستحكمة، ربما كانت بدايتها مشادة عادية ثم تشابك بالأيدي إلى أن نصل لمرحلة المشاجرة،وهى ــ غالباً ــ ستكون مع السائق الذي سيقوم بركن السيارة على جانب الطريق، ويأمر الركاب بالنزول منها بأدب، إن كان أهلا لذلك، وبالشتيمة والسب واللعن وربما الضرب، إن كان من نوعية السائقين المعجونين بـ «البرشمة والبلطجة».

ffff
عملات ورقية تالفة وقديمة

آخر جنيه

قبل أن يستفيق الركاب من نشوة ظهور صاحب الجنيه القديم، تحدث المفاجأة.. الجنيه يخصّني ولكن ليس معي غيره!

هنا يلقى السائق بمكنون شهامته، ويقول: «مادام ليس معك غيره فليست هناك مشكلة»، وتنتهي الأزمة على خير، أو يلتزم السائق الصمت، فيشق الصفوف أحد الركاب الطيبين النبلاء الذين تأخذهم الشهامة.. ويقول جنيه الراكب دا عندي، ويضرب يده في جيوبه لالتقاط جنيه وتوصيله للسائق.

هل انتهت معركة الجنيه القديم عند هذا الحد؟

لا لم تنته بعد، لأن هذا ما يحدث في الظروف التي يمكن بأي حال من الأحوال معالجتها، ولكن ليست كل ردود الأفعال قابلة للمعالجة ووأد الاشتباكات والمشاحنات والمشاجرات في مهدها، والطريق الأخير أو آخر العلاج.. أو كما نقول آخر العلاج «الكّي» وهو الذهاب إلى قسم الشرطة ثم النيابة، وهناك ستكون الحكاية أكبر من جنيه أو حتى عشرة جنيهات قديمة.

 


vvvvv
عملات تالفة 

الفلوس القديمة بتروح فين؟

قد يسأل سائل.. لماذا لا يتم تجميع «الفلوس» القديمة، وخاصة الجنيه والنصف جنيه الورقي، بدلاً من مشاكلها المتكررة بين الناس؟

والإجابة على لسان كبير المصرفين المصريين والعرب، على شاكر رئيس مجلس إدارة عدد من البنوك المصرية والعربية سابقاً، وهي أن تغيير العملات المختلفة، سواء مقطعة أو متهالكة أو قديمة أو تم غسلها، لابد من التوجه إلى فرع البنك المركزي بجوار محطة مترو أنفاق محمد نجيب، وهو خاص بالعملات الورقية فقط، أما العملات المعدنية، فيتم تغييرها بفرع البنك المركزي فى شارع الجمهورية بالقاهرة، و«بنفس قيمتها»، وهناك حالات يتم فيها استبدال العملة بقيمة أقل، وهي أن تكون العملة مقسومة نصفين ولا يوجد الباقي بها، ولكن أرقامها متواجدة فيعطيك البنك المركزي نصف قيمتها.

yyyyyyy
المصرفى على شاكر
 

كما يتم تدوين أرقام مسلسلة منسوخة 4 مرات في أماكن مختلفة على كل فئة من فئات العملة، وفي حالة وجود أي رقم منها يعطيك العملة بنفس قيمتها، وفي حالة عدم وجود الرقم نهائيا لا يتم استبدالها.

وتقوم إدارة البنكنوت في البنك المركزي المصري، بإصدار مذكرة بدل تالف بنفس قيمة العملات «الفلوس» التي قام بجمعها، ليتم طباعة عملات جديدة بنفس قيمة العملات المعدمة. 

ffff
عملات ورقية تالفة وقديمة

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق