الإفطار العلني بين الحرية والتشدد.. ماذا يقول الدين عن المجاهرين في رمضان؟( صور وفيديو )
الأربعاء، 06 يونيو 2018 08:00 معنتر عبداللطيف
بالتزامن مع شهر رمضان من كل عام، يطالب البعض بـ«إباحة حرية الإفطار العلني»، خلال نهار رمضان، ما يثير الكثير من الجدل خاصة مع إقدام البعض على المجاهرة بالإفطار العلني، مثلما حدث خلال التظاهرات التي جرت في المغرب وتونس، بإقدام ناشطين على تناول الطعام والماء، قائلين: «الصيام ما يتعارض مع حرياتنا»- وفق لما نسب لهم- فما رأي الدين في هذه القضية الشائكة؟.
«لا يجوز لمسلم يؤمن بالله وبرسوله واليوم الآخر أن يفطر في نهار رمضان جهرا لغير عذر أمام أعين الناس».. هذا ما أكدته دار الإفتاء المصرية معتبرة أن منَ يفعل ذلك مستهتر وعابث بمشاعر عامة المسلمين».
الحل من وجهة نظر دار الإفتاء هو توجيه النصح له بالحكمة والموعظة الحسنة للذين يقدمون على المجاهرة بالإفطار، وأن يتخذ ولى الأمر من الضوابط ما يكفل منع المجاهرين بالإفطار في الشوارع والميادين وكافة الأماكن العامة.
هل المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان حرية شخصية ؟.. تجيب دار الإفتاء على السؤال السابق بقولها«لا بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام لأن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهي حرام».
وتذهب دار الإفتاء إلى أن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان خروج على الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته».
وتخاطب دار الإفتاء المجاهر بالفطر بقولها: «على المسلم إذا ابتلى- بهذا المرض- أن يتوارى حتى لا يكون ذنبه ذنبين وجريمته جريمتين، وإذا كان غير المسلمين يجاملون المسلمين في نهار رمضان ولا يؤذون مشاعرهم فأولى بالمسلم المفطر أن يكون على نفس المستوى من مراعاة شعور الأغلبية الساحقة في الشوارع والمواصلات ومكاتب العمل والأماكن العامة».
أما الدكتور أحمد المالكي عضو المكتب الفني لمشيخة الأزهر، فيقول أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان تبجح وغياب للأخلاق ووقاحة وعدم حياء»
يؤكد «المالكي» في تصريحات له أن الحكمة الأساسية من فريضة الصيام هي التقوى، استنادا لقول الله تعالى «لعلكم تتقون»، وأن التهاون فيه معصية كبيرة، أما أن يُفطر المسلم ويجاهر بإفطاره، فهذا يزيد من أثر العصيان والإفطار من العاصي التي تعد أقل إثما من المجاهر بالمعصية.
ويستشهد «المالكي» بقول النبي صلى الله عليه وسلم كقوله «لعن الله المجاهرين، من ابتلى فليستتر بستر الله، وكل أمتي معافى إلا المجاهرين».فما يقوموا به يمثل فتنة وعلى الدولة أن تسن قانون لمنع هؤلاء وأن تأخذ على أيديهم حماية للمجتمع وفق قوله.
فيما يرى القرآنيون أن:«تشريع الصيام في القرآن ركّز أكثر على رٌخص الإفطار للمسافر والمريض، والذي يرهقه الصيام، وتخفيف الصيام ليكون من الفجر إلى الليل بعد أن كان الصيام من قبل يمتد من العشاء إلى غروب اليوم التالي، وأن الصيام ـ كشأن العبادات ـ هو وسيلة التقوى»
من وجهة نظر القرآنيين فقد:« تحول الصيام إلى طقس اجتماعي لمجرد التجويع والانفلات الخلقي وقضاء النهار في كسل وغضب، وقضاء الليل في مجون وسهر، فأضحى رمضان شهر الامتلاء والمسلسلات والفوازير والوعظ السلفي بالتكفير والنكير والجهاد السلفي بالتفجير والتدمير، وانقطعت صلته بالتقوى. كما أصبح شهر مناسبة يتسلط فيه المتطرفون على الناس، يعاقبون من يُفطر، بغض النظر إذا كان يمارس رُخصة تشريعية مذكورة في القرآن، أم يمارس حريته الدينية التي منحها الله جل وعلا للبشر، وهو وحده جل وعلا الذي سيحاسبهم على إيمانهم وعلى عبادتهم وعلى عملهم يوم الدين».
وفي العام الماضي عاقبت محكمة الناحية بولاية بنزرت شمال شرق تونس أربعة تونسيين بالسجن لأنهم أكلوا ودخنوا جهارا في شهر رمضان بحديقة عامة بعد أن وجهت لهم بتهمة «الإخلال بالآداب العامة».
وفي هذا العام نظم ناشطون في تونس وقفة احتجاجية وسط العاصمة تونس للتعبير عن اعتراضهم على قرار إغلاق المقاهي والمطاعم في النهار خلال شهر رمضان.
اللافت أن بعض المشاركين في الوقفة أقدموا على شرب الماء، أو تدخين السجائر، تأكيدا على أهمية ضمان حرية الأقليات بالتمتع بحياة طبيعية، خلال شهر الصيام لدى المسلمين وفق قولهم.
أما في المغرب فقد أطلقت مجموعة «ما صايمينش»، فيديو يدعوا إلى إلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي الذي يعاقب على الإفطار العلني في رمضان.
ظهرت في مقطع الفيديو فتاة مغربية بأحد الأحياء وهي تهم بالتهام «ساندويش»، أثناء وقت الصيام، قبل أن يلقى رجل القبض عليها.
مقطع الفيديو لاقى رواجا كبيرا على مسائل التواصل الاجتماعي، وانقسم كالعادة رواد هذه المواقع إلى فريقين ما بين مؤيد ومعارض لحرية الفطر علانية بنهار رمضان.