ماراثون "تبرعات وكومبوندات وبكسرات" على موائد رمضان.. «لم ينجح أحد»
الأربعاء، 06 يونيو 2018 10:00 ص
احتلت المواد الإعلانية مساحة كبيرة على مائدة شاشات الفضائيات، حتى أن كل المسلسلات الرمضانية تعرض مشهد لا تزيد مدته عن 5 دقائق، وتقطعه بفاصل إعلاني تمتد مدته الزمنية لأكثر من 11 دقيقة كاملة، تعرض خلالها حوالى من 11 إلى 12 مادة إعلانية، بصورة تستفز فيها المشاهد، الي يلجأ في الغالب لتحول القناة ومشاهدة مادة درامية أخرى لحين انتهاء موجة الإعلانات التي تضربه على رأسه وتعكر عليه صفو استمتاعه الحلقة الدرامية التي يتابعها.
سباق التعاقد على مسلسلات رمضان 2018، بدأ مبكرا هذا الموسم، فكانت الإعلانات هي كلمة السر وراء تسابق المنتجين على حجز نجوم الشباك مبكرًا، على الرغم من إخفاق عدد كبير منهم في موسم رمضان الماضي ولم تحقق أعمالهم نسب المشاهدة المرجوة، إلا أن تورتة الإعلانات كانت هي الهدف الأكبر الذي اجتمع عليه كل منتجين الدراما هذا العام.
اعلانات رمضان 2018
الشكوى من الإعلانات لم تكن جديدة هذا العام، فقد تكررت الظاهرة على مدى السنوات الماضية، وبعد أن كانت هناك جمعية أو اثنين على الأكثر تلجأ لعمل مواد إعلانية لجمع التبرعات، بات هناك أكثر من 10 جمعيات أو مؤسسات أو مستشفيات، تتسابق لعمل إعلانات يتكلف الواحد منهم 2 مليون جنيه على الأقل.
كما احتلت شركات، التطوير العقاري، المرتبة الثانية بين الإعلانات هذا العام على شاشة رمضان 2018، حيث يتم الإعلان عن أكثر من 9 أماكن جديدة جميعها «كومبوند» لا يقل ثمن الوحدة فيه عن مليون جنيه على الأقل، لكن الأغرب أن هذه النوعية التي احتلت المرتبة الثانية، تعرض مادتها الإعلانية بعد إعلان لإحدى المؤسسات الخيرية يتناول التبرع من أجل إنهاء مبانيها أو إطعام الفقراء.
اعلان هانى سلامة
في الوقت الذي يحصل فيه نجوم السينما والدراما، على مبالغ طائلة للاشتراك في إعلانات شركات التطوير العقاري، التي أصبحت حقا مستفزة، يشارك نفس النجوم في إعلانات جمع التبرعات للمؤسسات الخيرية، دون مقابل أو بمقابل بسيط، ليس تبرعا منهم، بقدر تقديم الإقرار الضريبي بمشاركتهم في تبرع لهذه المؤسسة، فيخصم من وعائهم الضريبي، إذا فأصحاب القلوب الرحيمة من النجوم والفنانيين يجدون موسم الإعلانات فرصة رائعة وموسم سنوي للسبوبة، فلا تتعجب إذا علمت أن إعلان إحدى شركات الاتصالات في رمضان 2018، الذي شارك فيه 6 فنانين كبار، «محمد رمضان، سميرة سعيد، أحمد فهمي، شيرين رضا، علي الحجار، نيلي كريم»، تكلف إنتاجه حوالي 5 ملايين جنيه ونصف، بالإضافة إلى 20 مليون جنيه أجور الفنانيين المشاركين في العمل، وتم تصويره باستوديو المسلمي، في نفس السياق بلغت ميزانية تكلفة إنتاج إعلان مؤسسة «مصر الخير»، إلى 3 مليون جنيه فقط، إلا أن كل الفناننين المشاركين بالعمل، تبرعوا بأجورهم كاملة، وتم تصويره في مدينة الإنتاج الإعلامي.
فيما بلغت تكلفة إعلان مؤسسة «مجدي يعقوب» حوالي 2 مليون و800 الف جنيه، فكان الأقل تكلفة بين إعلانات رمضان، وتم تصويره في استوديو المسلمي.
اعلان شركة اتصالات
اعلان مؤسسة مجدى يعقوب
في المركز الثالث، احتلت إعلانات «البوكسرات» والملابس الداخلية، مركزا متقدما للعام الثالث على التوالي، حتى أن 2 من كبرى شركات الملابس الداخلية تتسابق للإعلان عن منتجاتها خلال شهر رمضان على مدار السنوات الثلاث الماضية، فتعاقدت شركة منهم خلال السنوات الماضية، مع أحد نجوم الكوميديا لعمل حملتها الإعلانية، إلا أن تلك الحملة تعرضت لسيل من الانتقاضات بسبب بعض الإيحاءات الجنسية التي تضمنتها المادة الإعلانية، فما كان من الشركة المنافسة إلا تنظيم حملة إعلانية خالية من النجوم، اعتمدت فيها فقط على مجموعات من الشباب، رددوا كلمات ركيكة على انغام سخيفة لا تمت إلى الموسيقى بأي صلة، كل هذا أمر عادي، إلا أن يبدأ الإعلان بالمثل الشعبي «يا حنين علوسط يا استك»، كانت هي الكارثة الكبرى التي خرج بها الإعلان لإستكمال مسيرة الإسفاف والتشويه.
اعلان بوكسر رمضان 2018
في نفس السياق، اتجهت إحدى شركات الاتصالات خلال حملتها الإعلانية عن باقة الانترنت، إلى الاستعانة بالمجاميع، بدلا من نجوم الشباك والصف الأول، توفيرا للنفقات، حتى بلغت تكلفة الإعلان حوالي 3 مليون و400 الف جنيه، إلا أن الإعلان احتوى على بعض الحركات التي اعتبرها الجمهور مستفزة، بالإضافة إلى استعانة الشركة المنتجة للإعلان بكلمات والحان "ركيكة ومسفه"، لذلك لم يلقى الإعلان أي صدى لدى الجمهور.