صح النوم يا "أهرام".. رجال الإخوان يتحدون المصريين في إعلان مدفوع بأكبر صحف الدولة

السبت، 02 يونيو 2018 09:35 ص

عدد من قضاة الإخوان المنشورة أسماؤهم في الأهرام مع وليد شرابي

كتب أحمد متولي

بينما تخوض الدولة صراعا ضد الإرهاب، هناك من يفتح الأبواب له للعبور والإطلال برأسه، وكأنه لم يتورط في دم ولم يضر مؤسسات، هذا بالضبط ما يتبادر لذهن أي متابع وهو يتصفح عدد الزميلة "الأهرام" أمس.

في عددها الأسبوعي الصادر الجمعة، نشرت "الأهرام" محتوى يحتضن ويبرز ويُلمّع عددا من "قضاة الإخوان" الصادر بحقهم أحكام قضائية نهائية من التأديبية العليا (أعلى درجات التقاضي بمحكمة النقض) وجميعهم من الهاربين خارج البلاد.

ما فعلته الأهرام أنها بمنتهى البساطة والاستسهال، سمحت بنشر مادة إعلانية تتضمن أسماء عدد مما يُعرف بائتلاف "قضاة من أجل مصر"، الذى أسسه وليد شرابى لدعم جماعة الإخوان الإرهابية، ونشرت نعيا لقائد المجموعة في اعتصام رابعة العدوية، والذى ألقى بيانها على منصة الاعتصام.

مصطفى دويدار وهانى عبد الواحد ومحمد عبد الحميد وعماد البندارى وأيمن الوردانى مع وليد شرابى

الصحيفة القومية الكبرى سمحت لـ20 شخصا من المعزولين من العمل القضائي بنشر نعي كبير في صفحة الوفيات، جمع قائمة كاملة من الأسماء المدانة في ارتكاب جرائم في حق الوطن والمؤسسة القضائية، وتلويث ثوب القضاء الشامخ بممارسة السياسة ودعم كيانات إرهابية، والأكثر صدمة في الأمر أن المتوفى نفسه أحد المحسوبين على القضاء زورا ممن دعموا اعتصام رابعة الإرهابي، وكل المذكورين في النعي مدانون في جرائم وعوقبوا عليها بموجب القانون والضوابط والأعراف القضائية.

الخطأ الجسيم الذي تورطت فيه "الأهرام" لم يتوقف عند السماح لقائمة الـ20 معزولا بنشر نعي المستشار السابق محمود محيي الدين، أحد الأسماء الرئيسية في ائتلاف "قضاة الإخوان" الذين جرى عزلهم لاحقا، والمتهم الذي ألقى بيان المجموعة من فوق منصة اعتصام رابعة، بل منحت عددا منهم لقب "بك"، وربما يصعب التعامل مع الأمر باعتبار أن مسؤولي الإدارة التحريرية وإدارة الإعلانات بالصحيفة والمؤسسة القومية لا يعون خصومة الدولة مع الإرهاب، والصراع الكبير الذي تخوضه ضدهم، ولا يعون أيضا سياستهم التحريرية.

الإخواني الهارب وليد شرابي ناعيا محمود محيي الدين عبر صفحته

اللافت في هذه السقطة أن الأمر لا يخص شخصا نكرة وغير معروف، فالمتوفى كان نائبا لرئيس محكمة النقض، وبرز اسمه وتردد كثيرا في فترة حكم الجماعة الإرهابية، والنقطة الثانية الأخطر أن الواقعة لم تقتصر عليه وحده، وإنما شملت عشرين اسما آخرين، كلهم كمن داعمي الإخوان الهاربين خارج مصر، فإذا كانت أكبر صحف الدولة تتورط في هذه الكارثة الكبرى بسهولة وعبر إعلان في صفحة الوفيات، فماذا عن الصحف الأصغر في المؤسسة نفسها وغيرها من المؤسسات القومية؟ وماذا عن السقطات الشبيهة التي يمكن أن تحدث وتتكرر في مواد صحفية أخرى؟

85159-c760c2ae-b146-417b-9ff0-bde7e815585c

النعي على صفحات الأهرام

القائمة التي نشرتها الأهرام تضم قائمة بعشرين اسما، تبدأ من وزير العدل الأسبق أحمد سليمان، وصولا للنائب العام المساعد حسن ياسين، كما تضم من المدانين في قضية بيان اعتصام رابعة الإرهابي وما يُعرف بـ"تنظيم قضاة من أجل مصر"، كلا من: ناجي دربالة، ومصطفى أبو زيد، وأسامة عبد الرؤوف، وعماد البنداري، والسيد عباس، وعلاء عبد الحافظ، وعمرو شهير، وعمر عبد العزيز، ومحمد سليمان، ومحمد وفيق، ومحمد جبال، وهاني عبد الواحد، ومحمد عبد الحميد، وإسلام علم الدين، ومصطفى دويدار، وياسر محيي الدين، وأيمن الورداني.

وليد شرابي يعيد نشر آخر تدوينة للقاضي الإخواني المعزول

السؤال الأهم، هو إذا كان كل هؤلاء الناعين هاربين خارج مصر، فكيف وصل الإعلان للأهرام؟ وهل يمكن القول إن الإخوان يخترقون المؤسسة؟ وهل يعني نشر هذا الإعلان أننا أمام حالة تسيب عادية، أم أمام تفكك في أوصال المؤسسة وضعف لبنائها الإداري؟.. المؤكد أن الأمر يحتاج وقفة جادة من رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ومن رئيس تحرير الأهرام، وقبل الوقفة والمساءلة والحساب، يحتاج اعتذارا من المؤسسة عن هذه السقطة الضخمة.

موضوعات متعلقة..