عام على تأديب قطر.. ماذا ينتظر الدوحة في العام الثاني للمقاطعة العربية؟
الثلاثاء، 05 يونيو 2018 06:26 م
عام مضى على إعلان الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، مقاطعة قطر، تضمنت العديد من الإجراءات التي اتخذها الرباعي العربي ضد الدوحة، من بينها قوائم الإرهاب للقيادات القطرية والمؤسسات القطرية التي تمول التنظيمات الإرهابية، بجانب خسائر اقتصادية عديدة للدوحة بعد الإجراءات التي تم اتخاذها ضدها.
تطورات مثيرة تشهدها الأزمة القطرية
عام جديد يحل على المقاطعة العربية يبدو أنه سيكون ملئ بالأحداث والتطورات المثيرة خاصة في ظل العناد القطري في اتباع ذات السياسيات التي ساهمت في عزلة الدوحة وعلى رأسها دعم التنظيمات المتطرفة، ومواصلة سياسات التحريض عبر الإعلام القطري ضد القادة العرب، ومحاولات إحداث الفوضى في عدد من الدول العربية.
الرباعي العربي يعلن دائما رفضه أي حوار مع الدوحة إلا إذا أعلنت قطر أولا موافقتها على الشروط الـ13 التي حددها الرباعي منذ بداية الأزمة، بينما يتخذ تنظيم الحمدين أسلوب المراوغة، ففي الوقت الذي تعلن فيه أنها تسعى لحل أزمتها مع الدول الرعبية، نجد مزيد من العناد والسياسات التحريضية.
استمرار إعلان قوائم الارهاب
من المتوقع مع بداية العام الجديد للمقاطعة العربية، أن يستمر الإعلان عن القوائم الخاصة بالرباعي العربي بأسماء الشخصيات والمؤسسات القطرية التي يتم تصنيفها ضمن قوائم الإرهاب مثلما فعل في العام الأول من المقاطعة العربية.
أيضا سيشهد العام الجديد من المقاطعة العربية لقطر، مزيد من الخسائر الاقتصادية للدوحة خاصة في ظل عدم قدرة تنظيم الحمدين على التعامل مع تلك الخسائر، وتزياد معاناة الشعب القطري سواء بسبب ارتفاع أسعار السلع القطرية، أو تأخر صرف المرتبات، وهو ما سلطت المعارضة القطرية الضوء عليه خلال الفترة الماضية.
العزلة القطرية
أيضا من المقرر أن يشهد العام الجديد من المعارضة مزيد من العزلة القطرية ليس على نطاق المنطقة العربية فقط بل العالم أجمع، خاصة مع اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية لفرض عقوبات صارمة ضد الدول المتحالفة مع إيران، وتعد الدوحة أحد أبرز الدول المتحالفة مع نظام الملالي وتنسق معه سياسات وتجاريا واقتصاديا، وكذلك الزيارات المتبادلة للمسؤوليين الإيرانيين والقطريين منذ المقاطعة العربية.
ستتزايد أيضا قوة المعارضة القطرية التى تسعى للإطاحة بحكم تميم بن حمد، في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياحة، فكل يوم تكتسب المعارضة القطرية مزيد من الشعبية لدى الشعب القطري الذي تيقن أن نظامه يسعى بكل السبل لإبعاد الدوحة عن محيطها العربي.
سلمان الدوسري، الكاتب السعودي، علق على المقاطعة العربية للدوحة، بعد مرور عام على اندلاعها، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة أزمة جديدة بين واشنطن والدوحة.
ضربة أمريكية لإيران عبر قطر
وقال الكاتب السعودي، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، إنه بعد عام من عزلتها من حق قطر أن يخرج وزير دفاعها ليقول إن بلاده لن تفتح قاعدتها لضربة أميركية محتملة ضد إيران، ومن حق العالم أيضاً أن يضحك كثيرا، لأن الجميع يعلم أنه إذا قررت واشنطن ذلك فلن تستأذن الدولةصاحبة السيادة.
وقال الكاتب السعودي، في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، إن عام كامل من القطيعة مر على قطر بينما المحاولات والمساعي القطرية لم تتوقف طوال 365 يوما لإعادة شيء من المياه لمجاريها.
وأضاف الكاتب السعودي، أن الدوحة جربت كل شيء، فوق الطاولة وتحت الطاولة، بطرق مشروعة وغير مشروعة، حيث سعت لاختراق دبلوماسي بين الدول الأربع، وحاولت استخدام المال لإيجاد ضغط غربي، باعت واشترت في ذمم كثيرين داخل حدودها وخارجها لاختلاق الأكاذيب والإشاعات، واليوم ونحن في الخامس من يونيو 2018 لم يتغير شيء ولا تزال قطر في المربع الأول نفسه.
في سياق متصل، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك عدة تطورات ستشهدها الأزمة القطرية خلال العام الجديد من أزمة المقاطعة العربية للدوحة، من بينها استمرار إصدار القوائم الخاصة بالإرهاب من قبل الرباعي العربي لتجفيف منابع تمويل قطر لتلك التنظيمات الإرهابية.
وأضاف الخبير في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن الرباعي العربي يواصل تمسكه بالشروط الـ13 التي حددها منذ ما يقرب من عام، بينما ستواصل قطر الرفض، وهو ما سيزيد الأزمة اشتعالا كما سيزيد من أمدها، متوقعا أن تستمر الخسائر القطرية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة سواء على المستوى الاقتصادي أو السياحي، أو الخطوط الجوية.
ولفت الخبير في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد أيضا تغير في العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية حال ظلت الدوحة في سياساتها الداعمة لإيران، ورفض واشنطن هذا الأمر.