الفرحة في طرابلس والحسرة بالدوحة.. ماذا يعني اقتراب الجيش الليبي من تحرير درنة؟
الثلاثاء، 05 يونيو 2018 06:00 م
مع اقتراب إنهاء الجيش الليبي العملية العسكرية في درنة، التي أطلقها مؤخرًا لتحريرها من قبضة التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على المنطقة منذ ما يقارب السبعة أعوام، بات السؤال المطروح الآن ماذا يعني هذا الحسم من قبل الجيش وما تأثيره وتدعياته على الوضع الليبي على المستوى القريب؟.
وأعلن الجيش الليبي أمس سيطرته على نحو 75% من مساحة درنة، مستمرًا في مطاردة فلول التنظيمات الإرهابية في المدينة ، مطالبًا سكان هذه المنطقة بالابتعاد عن أماكن الاشتباكات والصراعات لتسهيل العملية، مؤكدًا على أن ممتلكات المواطنين الليبيين في حماية الجيش الليبي.
مكتسبات عدة تعيد إلى الأذهان الإيجابيات المهمة التي حصدتها ليبيا من حسم معركة بنغازي، فاقتراب الجيش الليبي من السيطرة على درنة كاملة، يعني أننا أمام مرحلة جديدة في الأزمة الليبية يتفوق فيها الداعي للاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد على الداعم للفوضى وتقسيم البلاد.
اكتساب الجيش الليبي لخبرات عديدة من المعارك السابقة
كان الجيش الليبي قد حرر مدينة بنغازي العام الماضي، في معركة استمرت نحو 3 سنوات، الأمر الذي أدى إلى تعزيز خبرات الجيش الليبي في معاركه القادمة، حيث يرى المتابعون أن تحرير مدينة بنغازي كان له الفضل على سرعة حسم معركة الدرنة.
وهناك فرق كبير بين معركة بنغازي والعملية العسكرية الأخيرة في درنة، حيث لا يمكن تجاهل أن الوضع العسكري للعملية الأخيرة مختلف تمامًا عن معركة بنغازي التي كان يواجه فيها الجيش الليبي عناصر مجلس شورى ثوار بنغازي الذي استمر في تلقي الدعم من قبل تركيا وقطر لفترة تجاوزت الثلاث سنوات ما أدى إلى إطالة أمد المعركة، ولكن في عملية درنة كان الوضع مختلفًا كثير وهو ما ساعد على اقتراب الحسم للجيش الليبي في وقت قياسي.
وعلى الرغم من الدعم الذي يتلقاه مجلس شورى درنة المنحل المتشدد من قبل الدول المذكورة بحسب عدد من التقارير الواردة من الجيش الليبي والصحف المحلية، إلا أن الحرب كانت في هذه المعركة كانت أكثر سهولة على خلفية الحصار الذي فرض على التنظيمات الإرهابية في درنة بشكل سريع، الأمر الذي فسره الكثير من الخبراء بأنه بسبب ما استدعاه عناصر الجيش الليبي من معارك بنغازي.
القضاء على بؤرة إرهابية كبيرة في ليبيا
ويعد السيطرة على درنة (شمال شرق البلاد) له أهمية كبيرة للجيش الليبي في إطار تعزيز الاستقرار وتجنيب البلاد الكثير من المخاطر، حيث تعتبر درنة بؤرة إرهابية تحتضن عدد من العناصر المتشددة والذين يلقبوا أنسفهم بأنهم ثوار، ورغم فارق القياس في القوة العسكرية بينهم وبين التنظيمات الإرهابية التي كانت تسكن في بنغازي، إلا أنهم بجغرافية المدينة المكتظة بالسكان، حيث يوفر هذا الاكتظاظ السكاني الحماية للجماعات الإرهابية لاسيما وأنهم يستخدمون المدنيين كدروعاً بشرية للحماية من هجمات الجيش الليبي.
أهمية إنهاء هذه المعركة تكمن أيضًا في تكميم أفواه الإخوان الذين يستخدمون هذه العملية في إحياء مشروعهم السياسي وذلك من خلال إفهام العالم بأن من يقاتل الجيش الليبي هم معارضين وثوار حملوا الأسلحة دفاعًا عن مدينتهم، ورغم تلوث أيدي هذه الجماعات في الكثير من العمليات الإرهابية ضد المواطنين لكن تبقى جماعة الإخوان ومموليها تستخدم هذه اللغة للاستفادة من تلك المعارك سياسياً.
البدء في معارك أخرى بالشرق الليبي
وفي أعقاب الملامح والمؤشرات التي أكدت أن العملية في طريقها للحسم، رجح رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، خالد الترجمان في تصريحات تليفزيونية أن تكون الخطوة القادمة تحرير شرق البلاد، بعد تحرير درنة بالكامل خلال اليومين القادمين.
وكان قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر أعلن في كلمة له خلال عرض عسكري في بنغازي مايو الماضي ، إن «ساعة الصفر لتحرير درنة دقت. وقواتكم تدك معاقل الإرهابين فيها بعدما أصدرنا قوانين صارمة لتجنب المدنيين.. المساعي السلمية لمدينه درنة استمرت أكثر من ثلاث سنوات بواسطة عقلاء المدينة وناشطين من شباب لنجنبها ويلات الحرب حتى بلغت تلك المساعي طريقا مسدودا».