أولياء الله الصالحين.. قصة أبو العباس المرسي أحد تلميذ الشاذلي وصاحب أكبر مساجد الإسكندرية (صور)

الخميس، 31 مايو 2018 04:00 ص
أولياء الله الصالحين.. قصة أبو العباس المرسي أحد تلميذ الشاذلي وصاحب أكبر مساجد الإسكندرية (صور)
مسجد وضريح أبو العباس المرسي بالإسكندرية
الإسكندرية - محمد صابر

تشتهر محافظة الإسكندرية بانتشار أضرحة أولياء الله الصالحين وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالأخص فى حى جمرك حيث يشتهر بعدد من الأضرحة التي يتوافد إليها الزائرين من مختلف دول العالم، ورصدت "صوت الأمة" قصة حياة اشهر هؤلاء الأولياء وهو أبو العباس المرسي الذي يقع ضريحه داخل أكبر مساجد الإسكندرية والذى أطلق عليه اسمه وهو أحد علماء الصوفية وأحد تلميذ الشيخ أبا الحسن الشاذلي.

 

ولد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسى في مدينة مرسية فى الأندلس عام 616 هـ الموافق 1219م ومنها حصل على لقبه المرسي،  يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر من قبل سيدنا الإمام علي بن أبي طالب سنة 36 هـ.
 

كان والده يعمل في التجارة مما مكنه من إرسال ابنه إلى معلم لتعلم القراّن الكريم والتفقه في أمور الدين وقد حفظ القراّن الكريم كله في سنة واحدة وتعلم بالأندلس أصول الفقه والقراءة والكتابة، وكان والده من تجار مرسية فشارك معه في تجارته، وكان المال الذي يتدفق إلى "المرسي" من تجارته، يذهب إلى جيوب الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وكان يكتفي من أرباح تجارته بما يقيم أوَدَه ويحفظ حياته كان مستغرقا بقلبه في ذكر الله فكان شغله الشاغل أن يتقدم كل يوم خطوة في طريق الحق والحقيقة.

 

واشتهر أبو العباس بالصدق والأمانة والعفة والنزاهة في تجارته كان يربح مئات الاّلاف، ويتصدق بمئات الاّلاف، وكان قدوة لتجار عصرة في التأدب بأدب الدين الحنيف وكان قدوة للشباب في التمسك بالعروة الوثقى ورعاية حقوق الله فهو يصوم أياماً كثيرة من كل شهر ، ويقوم الليل إلا أقله ، ويمسك لسانه عن اللغو واللمم حيث نشأ في بيئة صالحة أعدته للتصوف.

 

وفي عام 640 هـ الموافق 1242م اعتزم والد أبو العباس المرسي الحج إلى بيت الله الحرام فصحبه معه وكذا أخيه وأمهما، فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتى إذا كانوا على مقربة من شاطئ تونس هبت ريح عاصفة أغرقت المركب بمن فيها غير أن عناية الله تعالى أدركت أبا العباس المرسي وأخاه فقد نجا من الغرق فقصدا تونس واتخذها دارا ً لهما وهناك قابل الشيخ أبو الحسن الشاذلى في عام 640هـ وانتقل معه إلى مصر عام 1244م.

 

وتلقَّى أبو العباس المرسي التصوف على يد شيخه الصوفي الأشهر أبي الحسن الشاذلي الذى التقى به أبو العباس في تونس سنة 640 هجرية وقال له: يا أبا العباس ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا، وأنا أنت وبعدما قد تزوَّد بعلوم عصره كالفقه والتفسير والحديث والمنطق والفلسفة، جاء أوان دخوله في الطريق الصوفي وتلقيه تاج العلوم.

وفي عام 642 هجرية، 1244م , رأى الشاذلي رضي الله عنه في منامه أن النبي صلى الله عليه وسلم ويأمره بالانتقال إلى الديار المصرية فخرج من تونس ومعه أبو العباس المرسي وأخوه عبد الله وخادمه أبو العزايم ماضي قاصدين الأسكندرية على عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب، واستقراء بحي كوم الدِّكة. أمَّا الدروس العلمية والمجالس الصوفية، فقد اختار لها الشاذلي المسجدَ المعروف اليوم بجامع العطارين وكان يُعرف وقتها بالجامع الغربي.

وكانت محافظة الإسكندرية في هذا العصر مدينةً متميزة ذات مكانة علمية خاصة فقد حفلت من قبل الشاذلي، والمرسي برجالٍ كبار، حطُّوا رحالهم فيها وأقاموا المدارس العلمية؛ أمثال الطرطوشي، ابن الخطاب الرازي، الحافظ أبو طاهر السَّلَفي وكان صلاح الدين الأيوبي يحرص على قضاء شهر رمضان من كل عام بالإسكندرية، واستمر أبو العباس مع الشاذلي يسير في ضوء تربيته وينهج طريقه لا يحيد عنه قيد الشعرة إلى أن كانت وفاة الشاذلي.

أقام الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه بالأسكندرية 43 عاما ينشر العلم و يهذب النفوس ويربي المريدين ويضرب المثل بورعه وتقواه وقد تلقى العلم على يدي أبو العباس وصاحبه الكثير من علماء عصره الإمام البوصيري و ابن عطاء الله السكندري و ياقوت العرش وابن اللبان والعز بن عبد السلام و ابن أبي شامة.


وقد تولَّى أبو العباس مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة أبي الحسن الشاذلي سنة 656 هجرية / 1258م وكان عمره آنذاك أربعين سنة وظلَّ يحمل لواء العلم والتصوف حتى وفاته، بعد أن قضى أربعةً وأربعين عاماً في الإسكندرية، سطع خلالها نجم الطريقة الشاذلية في الآفاق.


وتوفي أبو العباس المرسي في 25 ذو القعدة سنة 686 هـ ودفن في الإسكندرية في مقبرة باب البحر، وكان هذا الموضع وقت وفاته، جبانةً يُدفن فيها الأولياء، وقد أُقيم سنة 706 هجرية بناءً على مدفنه ليتَميَّز عن بقية القبور من حوله، فصار البناءُ مزارا ثم صار مسجدا صغيرا بناه زين الدين القَطَّان، وأوقف عليه وأُعيد بناء المسجد وتم ترميمه وتوسيعه سنة 1189 هجرية، وفى سنة 1362 هجرية الموافق 1943م أُعيد بناء جامع أبو العباس المرسي ، ليتخذ صورته الحالية التى صار اليوم عليها، وهو اليوم أكبر مساجد الإسكندرية.

 

received_2122169464464200
 

 

received_2122171527797327
 

 

received_2122173404463806
 

 

received_2122173404463806_1
 

 

received_2122175357796944
 

 

received_2122175411130272
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق