مصر التي لا يعرفها الإرهابيون.. "أبو العباس المرسي" مسجد سكندري أضاء شمعة المحبة والتسامح (ملف)

على أطرف منطقة أبو العباس في بحري، بمحافظة الإسكندرية، يقع أحد أشهر وأقدم مساجد مدينة "الإسكندر المقدوني"، والشاهد على حرب التطرف الفكري والتصدي لها.. بناية قديمة تم تطويرها وترميمها نحو 4 مرات على مر العصور بداية من عام 1307 وحتى عام 1943، أنه مسجد "أبو العباس المرسي"، أو "المرسي أبو العباس" كما يطلق عليه أبناء الإسكندرية.

 

"أبو العباس المرسي".. مسجد بني على الطراز الأندلسي، ويتمتع بجمال وجودة المعمار الأندلسي، على الرغم من تجديده أكثر من مرة، فهو يتميز بالأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل، والمسجد الزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، وتعلو القبة الغربية ضريح أبي العباس وولديه.

 

ويعد مسجد "المرسي أبو العباس"، أحد أقدم المساجد التي بنيت في الإسكندرية، حيث يشتهر بقبابه المميزة، كما أنه من المعالم الشهيرة بمنطقة بحري. كما يعد من أهم المقاصد السياحة الدينية، خاصة وقت إقامة مولد "المرسي أبو العباس"، الذي يقام (يوليو من كل عام)، ويتوافد عليه أبناء الطرق الصوفية، وينظمون مسيرات احتفالية تجوب شوارع الإسكندرية، ويملئون ساحاته لترديد دعواتهم واحتفالاتهم بمولد "أبو العباس المرسي".

 

"اللهم إني استغفرك من كل ما تبت عنه إليك ثم عدت فيه، واستغفرك من كل ما أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس فيه رضائك".. بدعاء مماثل تتعالى أصوات الطرق الصوفية في ساحات مسجد "أبو العباس المرسي"، منادية برحمة الله ومغفرته، داعين أن يهدي الله من حملة يده آثم قتل نفس من أبناء الوطن، بمختلف عقائده "مسلمين ومسيحيين". ذلك في حضرت الإمام "أبو العباس المرسي".

 

ويضم المسجد ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجي الأنصاري المرسي، الذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة، حيث كانت تعرف تلك المنطقة قديما باسم مقبرة "باب البحر". 

 

وعرفت الجبانة بهذا الاسم، نسبة إلى موقعها خارج الباب جهة الشَمال بين مينائي الإسكندرية الشرقي والغربي، حيث شبه جزيرة الفنار، وكان هذا الجزء من شبه الجزيرة والذي يتوازى مع أرض المدينة الحديثة، مخصصً فقط لمقابر المسلمين.

 

وتتضح هذه المقابر على خرائط علماء الحملة الفرنسية، بواسطة خطوط سوداء صغيرة، وهي مملوءة بمدافن العائلات، وتشكل أضرحة من الرخام الأبيض أو الحجر الجيري، وبنيت في بساطة تتفاوت درجة تزيينها بالرسوم والكتابات.

 

كما تعرف أيضًا باسم "بقرافة الجزيرة"، وأطلق الرحالة عليها "مقبرة الإسكندرية"، نظرا لكثرة من دفنوا بها من أعلام المدينة وعلمائها وشيوخها، إضافة إلى "أبو العباس المرسي" المتوفى عام (685هـ 1287م) الذي أطلق أسمة على المسجد الشهير.

 

 مؤخرا، تقدمت منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية، بطلب إلى اللجنة الدائمة للآثار، لتسجيل المسجد كأحد الآثار الإسلامية بمحافظة الإسكندرية.