ارتياح خليجي من نتائج الانتخابات العراقية بعد تصدر "مقتدى الصدر".. ومخاوف إيران تتزايد
الأربعاء، 23 مايو 2018 06:00 م
حالة من الارتياح تسود الأوساط الخليجية، من نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، بعد تصدر قائمة "سائرون" التي يتزعمها مقتدى الصدر، للانتخابات وسط خسارة رجال إيران وعلى رأسهم قائمة نورى المالكي.
في هذا السياق، سلطت صحيفة "سبق" السعودية، الضوء على نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، قائلة إن هناك الكثير من التغيير الإيجابي ينتظر المشهد العراقي الذي ينشد المزيد من الاستقرار والتماسك لمواجهة العديد من التحديات أبرزها الطائفية والتدخل الإيراني الموبوء في المنطقة، وفي خضم الحدث تناولت تقارير عالمية فوز مقتدى الصدر كمفاجأة، وبما يحمله من صفة ذات أهمية في المشهد، وكذلك ما تركه فوز كتلته من قلق لدى الجار الإيراني المعروف بولعه بالفتن واثارة الاضطرابات ودعم الطائفية والإرهاب.
ونقلت الصحيفة السعودية، عن مركز "ميدل إيست إنستيتوت" الأمريكي، تأكيده أن هذا الفوز أثار الذعر في أروقة النظام الإيراني، حيث عبرت الصحافة الإيرانية عن قلقها العميق من سعي الصدر المرجح لتقويض نفوذ إيران في العراق، وتهميش حلفاء الملالي، موضحة أن تلك المخاوف دفعت جنرال الإرهاب قاسم سليماني إلى السفر مرارا إلى بغداد، في محاولة واضحة لتشكيل تحالف أوسع بين حلفاء إيران الشيعة، والأطراف الأخرى الراغبة في تشكيل حكومة سهلة الانقياد من قبل طهران.
ولفتت الصحيفة السعودية، إلى أن السياسة السعودية القوية وتأثيرها الكبير خلال الأعوام الأخيرة كان ضمن دوافع مخاوف إيران والتي دفعت بعض مسؤولي الأخيرة للادعاء بأن السعودية وأمريكا ساعدتا في وصول الصدر إلى الفوز ونسجت وسائل إعلام إيرانية العديد من السيناريوهات المفتعلة لتقوية ذلك الاعتقاد.
ولفتت الصحيفة السعودية، إلى أن المخاوف الإيرانية ربطت التقارب السعودي العراقي مؤخرا وزعمت أن المملكة والولايات المتحدة هدفهما إضعاف قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، موضحة أن فوز مقتدى الصدر قد يكون نقطة تحول في الدور الإيراني في العراق، حيث أن الصدر أثار بالفعل مشاعر معادية لإيران داخل البلاد.
وقالت الصحيفة السعودية، إن مقتدى الصدر لم يضع الوقت بعد الفوز بل أكد أنه سيركز على الأولويات الوطنية والبرامج الخدمية لتكون خارطة طريق لمجمل التفاهمات، وموضوع تصحيح مسار العملية السياسية حاز على أهمية من قبل الصدر بما يتوافق مع تطلعات الشعب العراقي الرافض للطائفية والفساد.
ولفتت الصحيفة السعودية، إلى أنه في الوقت الذي يرفع فيه مقتدى الصدر شعارات داعية للإصلاح ودحر الفساد وتخليص مؤسسات الدولة ومن المحاصصة الطائفية، فإن المهددات موجودة وخطيرة، بعدما حذر حسين العادلي المتحدث باسم ائتلاف "النصر" الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من العودة إلى الاصطفاف الطائفي في تشكيل الحكومة ومجمل سلطات البلاد، بعد الانتخابات.
وأشارت الصحيفة، إلى أن فوز مقتدى الصدر عكس حالة ترقب وارتياح لدى أبرز الجهات السنية في المنطقة، معتبرين أن فوز الصدر فرصة جيدة لتجسيد شعاراته ضد الطائفية ورفض التدخلات الإيرانية وإعادة العراق للواجهة العربية التي تليق بتاريخها، بينما هناك استنفارا كبيرا في دوائر القرار السياسي الإيراني لمنع قيام أي ائتلاف حكومي يستبعد أذرع إيران.