"أبو عيسى" أشهر بائع "خروب" بشمال سيناء: ورثت المهنة عن والدي وعلمتها لأبنائي (صور)
الأربعاء، 23 مايو 2018 05:00 م
في مشهد متوارث عن والده منذ نصف قرن، يقف " إبراهيم أبو عيسى، " وسط مدينة بئر العبد بمنظفة غرب سيناء ، يبيع المشروبات الرمضانية، وخاصة الخروب، إذ يعد البائع الأشهر على مستوى المحافظة لمشروب الخروب .
ويحتفظ أبو عيسى بزبائنه وخاصة في شهر رمضان المبارك ، حيث يتوافدون عليه من مدينة وقرى بئر العبد الشرقية والغربية للحصول علة مشروبهم المفضل "الخروب " ، لتميزه بالجودة والنظافة .
ويشتهر خروب أبو عيسى من بين مشروبات التمر والليمون والكركديه التي تكون حاضره دائما وبصفة يومية على موائد الإفطار في شهر رمضان، لكونه طبيعي ويتم صنعه بمهارة وخبرة متوارثة.
ويقول إبراهيم أبو عيسى لـ "صوت الأمة" ،إنه ورث مهنة تحضير وبيع العرقسوس عن والده قبل 25 عاما ، مضيفا :" كان والدي يبيع العصائر الرمضانية في موقف السيارات، وكنت أرافقه دوما، وأنا في الحادية عشرة من عمري، حتى أتقنت هذه المهنة وورثتها عن أبي".
ويتحول منزل أبو عيسى في حي العماير بمدينة بئر العبد، إلى معمل لإنتاج عصير الخروب طوال شهر رمضان وسط إقبال كبير من الزبائن الذين يفضلون تناوله خلال الشهر الكريم.
وفيما يتعلق بعملية تحضير الخروب قال أبو عيسى :" "ننقع الخروب بالماء الفاتر، وفي اليوم التالي نقوم بتصفيته عن طريق قطعة قماش حريرية، مع إضافة قليل من الصبغة لتخفيف اللون الفاتح، وقليل من السكر لتحليته، بسبب المذاق المر".
ويشير أبو عيسى، إلى أن مشروب الخروب له فوائد عديدة ومنها أنه :"يستخدم لعلاج وتنقية الدم وضغط الدم، ولإزالة الحموضة وعلاج الالتهابات والبروستاتا".
وفيما يتعلق بفوائد العصائر الأخرى ومنها عصير الكركديه يقول: "وهو بارد يخفض الضغط لدى أي مريض، ويقوي الدم والشرايين وعضلة القلب، أما وهو ساخن فيعمل على رفع ضغط الدم"، ويضيف: نكون حريصين قبل بيعه أن نسأل الزبون عن مستوى ضغط الدم لديه، حتى أننا لجأنا للتخفيف من بيعه.
ويتابع أبو عيسى قائلا : "بالنسبة للتمر الطبيعي الهندي نقوم بنقع التمر وتصفيته وتنظيفه وتبريده دون أي إضافات من أصباغ ونكهات و سكر".
ويستذكر أبو عيسى ، المشروبات القديمة التي تلاشت، وتكاد تختفي في شهر رمضان؛ ومنها :"نقع قمر الدين، وهو شراب المشمش، ويشرب على السحور لما له من فوائد لجسم الصائم، إلى جانب عصير عرق السوس الذي يروي جسم الصائم ويرطب حلقه، ولا يشعر بالعطش حيث يسيطر عليه شعور الارتواء".
وكما توارث إبراهيم أبو عيسى عن والده مهنة بائع الخروب ، نقلها هو أيضا إلى ابنه احمد، الذي بات يعمل مع والده ويلبس اللباس التقليدي لبائع العصير، ويعلق "احمد " قائلا: "عندما عرض علي والدي الفكرة، كنت مترددا وخجولا بسبب اللباس الغريب الخاص ببيع العصير؛ ومع مرور الأيام أصبح الأمر عاديا بالنسبة لي وفيه متعة خاصة، وإقبال كبير من المواطنين".
وعلى الرغم من أن شهر رمضان هو الموسم الأهم لهذه المشروبات، فإن " احمد " يبيع الخروب في الأيام العادية متجولا في شوارع المدينة،وخاصة قرب منطقة الموقف الجديد حيث يتواجد المسافرين ممن أدركهم الوقت على الطريق.
ويختتم "احمد حديثه قائلا :"أهم حاجة في تصنيع الخروب الأمانة والإتقان وإنك تعطي العصير وقته وكميته المحددة ليكون بجودة عالية".