«أبو عيسى» صاحب «الطربوش».. بائع عصير بدرجة دكتور (صور)
الخميس، 24 مايو 2018 08:31 صشمال سيناء – محمد الحر
في مشهد متوارث عن والده منذ نصف قرن، يقف «إبراهيم أبو عيسى»، وسط مدينة بئر العبد بمنطقة غرب سيناء، يبيع المشروبات الرمضانية، وخاصة الخروب، إذ يعد البائع الأشهر على مستوى المحافظة لمشروب الخروب.
ويحتفظ «أبو عيسى»، بزبائنه وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يتوافدون عليه من مدينة وقرى بئر العبد الشرقية والغربية للحصول على مشروبهم المفضل «الخروب»، لتميزه بالجودة والنظافة.
ويشتهر خروب «أبو عيسى» من بين مشروبات التمر والليمون والكركديه التي تكون حاضره دائما وبصفة يومية على موائد الإفطار في شهر رمضان، لكونه طبيعي ويتم صنعه بمهارة وخبرة متوارثة.
يقول إبراهيم أبو عيسى، لـ«صوت الأمة»، إنه ورث مهنة تحضير وبيع العرقسوس عن والده قبل 25 عاما، مضيفا: «كان والدي يبيع العصائر الرمضانية في موقف السيارات، وكنت أرافقه دوما، وأنا في الحادية عشرة من عمري، حتى أتقنت هذه المهنة وورثتها عن أبي».
ويتحول منزل أبو عيسى في حي العماير بمدينة بئر العبد، إلى معمل لإنتاج عصير الخروب طوال شهر رمضان وسط إقبال كبير من الزبائن الذين يفضلون تناوله خلال الشهر الكريم.
وفيما يتعلق بعملية تحضير الخروب قال «أبو عيسى»: «ننقع الخروب بالماء الفاتر، وفي اليوم التالي نقوم بتصفيته عن طريق قطعة قماش حريرية، مع إضافة قليل من الصبغة لتخفيف اللون الفاتح، وقليل من السكر لتحليته، بسبب المذاق المر».
ويشير إلى أن مشروب الخروب له فوائد عديدة ومنها، أنه يستخدم لعلاج وتنقية الدم وضغط الدم، ولإزالة الحموضة وعلاج الالتهابات والبروستاتا.
وفيما يتعلق بفوائد العصائر الأخرى ومنها عصير الكركديه يقول: «وهو بارد يخفض الضغط لدى أي مريض، ويقوي الدم والشرايين وعضلة القلب، أما وهو ساخن فيعمل على رفع ضغط الدم»، مضيفا: «نكون حريصين قبل بيعه أن نسأل الزبون عن مستوى ضغط الدم لديه، حتى أننا لجأنا للتخفيف من بيعه».
ويتابع «أبو عيسى»: «وبالنسبة للتمر الطبيعي الهندي نقوم بنقع التمر وتصفيته وتنظيفه وتبريده دون أي إضافات من أصباغ ونكهات و سكر».
ويستذكر، المشروبات القديمة التي تلاشت، وتكاد تختفي في شهر رمضان؛ ومنها: «نقع قمر الدين، وهو شراب المشمش، ويشرب على السحور لما له من فوائد لجسم الصائم، إلى جانب عصير عرق السوس الذي يروي جسم الصائم ويرطب حلقه، ولا يشعر بالعطش حيث يسيطر عليه شعور الارتواء».
وكما توارث إبراهيم أبو عيسى عن والده مهنة بيع الخروب، نقلها هو أيضا إلى ابنه أحمد، الذي بات يعمل مع والده ويرتدى اللباس التقليدي لبائع العصير، ويعلق «أحمد»: «عندما عرض عليٌ والدي الفكرة، كنت مترددا وخجولا بسبب اللباس الغريب الخاص ببيع العصير؛ ومع مرور الأيام أصبح الأمر عاديا بالنسبة لي وفيه متعة ، خاصة مع إقبال كبير من المواطنين».
وفي عربة صغيرة يحضُر شقيقه الصغير العبوات البلاستيكية الممتلئة بالعصائر المنوعة، فيما يكمل «أحمد»: «في شهر رمضان من كل عام، نتواجد في وسط مدينة بئر العبد عقب صلاة العصر ونبيع عصير الخروب والتمر الطبيعي والتمر العادي، والليمون والكركديه» .
وعلى الرغم من أن شهر رمضان هو الموسم الأهم لهذه المشروبات، فإن «أحمد» يبيع الخروب في الأيام العادية متجولا في شوارع المدينة، وخاصة قرب منطقة الموقف الجديد، حيث يتواجد المسافرين ممن أدركهم الوقت على الطريق.
ويختتم «أحمد» حديثه قائلا: «أهم حاجة في تصنيع الخروب الأمانة والإتقان، وأنك تعطي العصير وقته وكميته المحددة، ليكون بجودة عالية».