مرمرة وفلسطين.. قضايا عرت «أردوغان» أمام شعبه
الخميس، 17 مايو 2018 10:30 صمحمود علي
ظهر النظام التركي بمواقف متناقضة بشكل يثير الاستغراب تجاه القضية الفلسطينية، التي لطالما لعب على وترها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق أهدافه الخاصة من ناحية للمزايدة على الدول العربية والإسلامية الكبرى في المنطقة، ومن ناحية أخرى للاستفادة منها على المستوى الداخلي والحشد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي وقت أعلنت فيه تركيا عن أن السفير الإسرائيلي في أنقرة غير مرغوب فيه ردًا على تصعيد الاحتلال ضد الفلسطينيين، رفض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلغاء اتفاقية التطبيع الموقعة مع إسرائيل عام 2016 التي فتحت مجالات التعاون بين الجانبين في كافة المجالات وتبادل على آثرها السفراء.
وجاء رفض رئيس الدبلوماسية التركية لهذه الخطوة، ردًا على دعوة أوزجور أوزال نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجهوري التركي المعارض بالبرلمان إلى الأحزاب السياسية كافة إلى التضامن لإجبار الحكومة على إلغاء اتفاقية التطبيع الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2016.
وفي بيان ألقاه أوزال دعا نائب حزب الشعب الجمهوري الأحزاب بأكلمها وعلى رأسهم الحزب الحاكم لالغاء هذه الاتفاقية في ظل تلك الأجواء المخجلة، موضحًا أن هذا المقترح قدمه الحزب للبرلمان، مؤكدًا أن بعد إلغاء الاتفاق التركي الإسرائيلي لن يشكك أحدا في مصداقية الحكومة، في إشارة إلى أن قرارات النظام التركي الأخيرة تجاه إسرائيل ما هى إلا وهم للضحك على الدقون لاستفادة أردوغان منها على المستوى الداخلي.
وكان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض تقدم هو الآخر بمقترح إلى البرلمان التركي، لإلغاء الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية المبرمة مع إسرائيل، لكن مشروع القرار المقدم من المعارضة لم يمر، بسبب اعتراض نواب العدالة والتنمية الحاكم عليه، وهو الحزب الذي يرأسه أردوغان.
وعلى غرار ما أقدمت عليه تركيا في السابق بملف سفينة مرمرة، عندما أهُدر حق من قتلهم الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد في عرض البحر من شباب اتراك كانوا يوصلون مساعدات لقطاع غزة، حيث وضع النظام التركي كل هذا جانبًا ووقع اتفاق صلح عام 2016، يبدو أن تركيا ونظامها السياسي يسيرون في نفس التوجه المتنافي مع المبادئ بالقضية الفلسطينية، وهو ما أكده مرشح الانتخابات الرئاسية في تركيا محرم إنجه.
ودعا إنجه، الرئيس رجب طيب أردوغان صراحة إلى عدم استغلال القضية الفلسطينية في حملته الانتخابية الجارية قائلًا خلال مؤتمر لحزب الشعب الجمهوري المعارض في الفترة الأخيرة: «لو كنت صادقا في موقفك من إسرائيل وأمريكا فكلنا معك حتى النهاية، لكننا نعرف ونخشى من تغييرك لمواقفك والتراجع عنها دائما كما حدث مع قضية سفينة مرمرة».
وفي تعليق منه على المقترح الذي تقدم به حزب الشعب الجمهوري أفاد وزير الخارجية التركي أن هذه الخطوة ليست واقعية وأن إلغاء الاتفاقية لن يعود بالنفع على أحد زاعمًا أن مقترح المعارضة يهدف إلى تضيق الخناق عليهم وأن استغلال موقف كهذا ليس إجراء صائب.