المشرف على دار الكتب: الانتهاء من جميع التجهيزات وأعمال الترميم تمهيدا لإعادة الافتتاح
الثلاثاء، 15 مايو 2018 01:19 م
قالت الدكتورة عايدة عبد الغني المشرف العام على دار الكتب والوثائق القومية بباب الخلق التابعة لوزارة الثقافة " إنه تم الانتهاء من جميع التجهيزات وأعمال الترميم الخاصة بالدار، استعدادا لإعادة افتتاحها رسميا، بعد إزالة الأضرار التي لحقت بها علي إثر الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف مديرية أمن القاهرة عام ٢٠١٤".
وأضافت عبد الغني ـ في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ "إن تكاليف أعمال الترميم بلغت نحو ٣٣ مليون جنيه وهى منحة مقدمة من الشيخ محمد بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة والذي يمثل داعما قويا للثقافة العربية، فقد قام من قبل بتمويل إنشاء مبني دار الكتب و الوثائق القومية بالفسطاط".
ولفتت إلى أن مبنى دار الكتب بباب الخلق قد تأثر بشكل كبير بهذا الحادث، خاصة الجزء المواجه لمديرية الأمن والذي يضم العرض المتحفي والتصميمات الداخلية من أسقف وإضاءة وأثاث..مضيفة إن المقتنيات لم تتاثر باستثناء بعض المخطوطات القليلة وتم إعادة ترميمها، بالإضافة إلى تضرر الأثاث والأجهزة والأسقف بقاعات الاطلاع الإلكتروني، والاطلاع المفتوح والميكروفيلم.
وقالت عبد الغني إنه رغم محاولات الإرهاب الغاشم، إلا أن الخدمة المقدمة للباحثين والأنشطة في دار الكتب بباب الخلق لم تتوقف طوال فترة الترميم، مؤكدة أنه تم تزويد القاعات بأحدث الأجهزة لتحسين الخدمة المقدمة للباحثين والدارسين.
وعن تطوير العرض المتحفى، أوضحت أنه يمثل البانوراما التي تبرز قيمة دار الكتب، مشيرة إلى أن الاستحداثات الجديدة في العرض المتحفي ستكون إضافة كبيرة للدار حيث إنه لا يقل أهمية عن أي مبنى أثري في العالم فيضم القيمة الأثرية والخدمة البحثية بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية.
وقالت إن من أهم المقتنيات في العرض المتحفي الحالي هي "قانون الطب" لابن سيناء وكتاب "الأغاني" للأصفهاني و"البردة" في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام، إلى جانب عدد من المصاحف المملوكية ومخطوطات نادرة.
وأضافت إن العرض الجديد ركز علي الكيف وليس الكم لإلقاء الضوء على أهمية المخطوطات التي يضمها الدار، بالإضافة إلى تحويل العرض المتحفي إلى النظام الرقمى حتى يستطيع الزائر التعرف على مقتنيات المتحف من خلال شاشات عرض حديثة تظهر له أدق التفاصيل.
وكشفت أن عملية الترميم تتم بالتعاون مع جمعية المكنز الإسلامي التي زودت الدار بأحدث التقنيات في العرض المتحفي وكذلك مع وزارة الآثار التي قامت بترميم الواجهة المجاورة لمتحف الفن الإسلامي الذي تضرر أيضا من الحادث الإرهابي.
وعن موعد الافتتاح، قالت إنها لم تخطر حتى الآن بموعد محدد وإنه تمت طباعة دليل العرض المتحفى، مؤكدة أنه سيتم فتح باب الدار للجمهور يوميا بعد الافتتاح الرسمي.
وأكدت أنها تعمل على إلقاء الضوء على أهمية الدار أمام المواطنين وخاصة طلاب المدارس والجامعات لتشجيعهم على التعرف على التراث الإسلامي.
يذكر أن دار الكتب والوثائق القومية هي أول مكتبة وطنية على مستوى العالم العربي بأجمعه وبدأت عام ١٨٧٠ بمبادرة من علي باشا مبارك ناظر ديواني المعارف والأشغال العمومية آنذاك، لجمع كل ثمين من الكتب وبعد ذلك أصدر الخديوي إسماعيل مرسوما بإنشاء دار الكتب المصرية التي كانت تعرف باسم "الكتبخانة الخديوية" إلى أن وضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس لمبنى باب الخلق عام ١٨٩٩.
و في عام ١٩٧١، انتقلت المكتبة إلى مبنى حديث أكبر حجما على كورنيش النيل، وفي عام ٢٠٠٠ بدأت أعمال ترميم المبني التاريخي بباب الخلق حتى أعيد افتتاحه في ٢٠٠٧ ، والذي ضم العرض المتحفي الذي قدم كنوز دار الكتب والوثائق القومية من عملات ووثائق وبرديات،
و على مر الأعوام قدمت الدار الكثير من الخدمات للباحثين والدارسين من مختلف دول العالم.