الحكومة في ميزان البرلمان.. «نواب الوزراء سد خانة»

شن أعضاء مجلس النواب هجومًا شديدًا على سياسة الوزراء في التعامل مع البرلمان، إذ تكررت ظاهرة تغيب الوزراء عن جلسات الاستماع داخل لجان البرلمان النوعية من أجل الوقوف على بنود الموازنة العامة للدولة للعام المالى 2018/2019، ما قد يؤدى بحسب تأكيد النواب إلى تعطل المناقشات وإهدار حقوق المواطنين بسبب تقاعس المسئولين الحكوميين، بينما يتم إرسال مساعدين للوزراء ووكلاء وزارات لا سلطة لهم ما يضع البرلمان في حرج أمام المواطنين.

أكد على عبد الونيس عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، على أن ما يقوم به بعض الوزراء من تجاهل الاجتماعات أو إلغاء حضورهم قبل موعد انعقاد جلسات الاستماع والمناقشة يؤدي لتعطل مصالح المواطنين، ويضع الكثير من علامات الاستفهام حول الأداء الحكومي الذي لا يلقى رضاء الشارع، خاصة في ظل ترديد شائعات كثيرة وعدم رد المسئولين الحكوميين عليها فيما يخص بنود الدعم والرواتب والتعويضات وتكاليف المشروعات القومية، التي تنعكس بشكل مباشر على المواطنين مثل الطرق والكباري والأندية وغيرها.

النائب على عبد الونيس: مندوبو الوزراء في اجتماعات اللجان «سد خانة»

وأضاف عبد الونيس، في تصريح لـ «صوت الأمة»، أن ما يقوم به الوزراء من تصرفات لا ترقى لمستوى المسئولية في هذه الظروف التي تمر بها مصر، في ظل التغيرات الكثيرة التي تطرأ على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لافتًا إلى أن مندوبي الوزراء من وكلاء الوزارة أو المستشارين عندما يحضرون للبرلمان لا يكون بأيديهم سلطة اتخاذ القرار ويكون مجرد «سد خانة»، وهو ما يعطل المناقشات ويطيلها وفي النهاية يعتقد عموم المواطنين أن البرلمان هو من يتحمل المسئولية أمامهم لعدم الدفاع عن حقوقهم وعدم تحقيق ما تتطلبه الظروف.

وحذر عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، من تكرار تغيب الوزراء عن مناقشات البرلمان، مؤكدًا أن المواطنين يشتكون من أسلوب إدارتهم للوزارات، وأنهم إذا تواصلوا مع نواب الشعب بشكل أكثر تفاعلًا ربما يحظون بدعم من المواطنين الساخطين على أداء الحكومة، والتي تثبت يومًا بعد يوم أنها تعمل في الفراغ ولا تعبأ بمصالح المصريين، بل أن كل وزير يعمل لتحقيق مجد شخصي على أوهام لا أساس لها.

وطالب بإجراء استطلاعات رأى لمدى رضاء المواطنين عن أداء الوزراء، وأن يشمل الاستطلاع مدى معرفة المواطنين بوجود وزير بهذا الاسم، حيث أن بعض الوزراء ليس لهم دور عملى فعلي في الشارع ويكتفون بالظهور بالبرامج التليفزيونية وعلى صفحات الصحف، وتابع قائلا: «عايز استطلاع رأي للمواطنين، عشان نعرف اللي بيشتغل والناس عارفاه وحاسة بشغله.. واللي لازم يسلم الراية لحد تاني عايز يخدم البلد».

النائب طارق متولى: 90% من الوزراء يتهربون من اجتماعات لجان البرلمان

في نفس السياق قال طارق متولى عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن ظاهرة تهرب الوزراء من مناقشة الموازنة العامة للدولة للعام المالى الجديد 2018/2019، قد يتسبب في إحراج البرلمان أمام الشعب ويؤدى لتأخر إقرار الموازنة وفقًا لموعدها الدستوري.

وتعجب متولى في تصريح لـ«صوت الأمة»، من تعمد الوزراء تجاهل اجتماعات اللجان النوعية للبرلمان، مؤكدًا: «احنا مش بنقولهم تعالوا عشان نشرب شاي وقهوة، دى مصالح ملايين المصريين وعلى الوزراء أن يتحملوا المسئولية، وإذا كان لدي الوزراء ما يخافونه فيجب أن يكونوا أكثر شفافية ويعلنوا ما يتخافون منه لعموم الناس، وأن يتخذوا الرئيس عبدالفتاح السيسي، قدوة لهم في تعاملهم مع المواطنين».

وأضاف عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب: أن 90% من الوزراء يتهربون من لجان المجلس منذ أسابيع بينما يسعي النواب إلى زيادة المخصصات المالية في موازنات الوزارات والهيئات وإعادة ترتيب الأوراق لضبط السياسيات الحكومية لتحقيق أقصي استفادة.

ولفت النائب طارق متولى، إلى أن وزراء المالية والتخطيط الدكتور عمرو الجارحى والدكتورة هالة السعيد الأكثر تأخرًا فى حضور اجتماعات اللجان، بينما وزيرا الشباب والرياضة والاستثمار والتعاون الدولى خالد عبد العزيز وسحر نصر،هما الأكثر إلتزامًا بحضور الاجتماعات.

وأكد أن المجلس جاد في مناقشة الموازنة العامة وإقرارها قبل بداية العام المالي في 1 يوليو القادم قبل إرسالها لمجلس الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي، لمراجعتها والتصديق عليها.