محمد رشدي.. صوت مثلث الرعب الشعبي (صور)
الأربعاء، 02 مايو 2018 04:57 مصابر عزت
حزم حقائبه، وبدأ رحلة السير خلف أحلامه، لم تردعها كلمات من حوله المطالبة بالتوقف، ولم تثنيها كلمات الإحباط عن هدفها، إيمانه بنفسه دعاه لخوض غمار المنافسة والتوجه إلى البندر- مدينة القاهرة- القلعة لأبناء المحافظات، وبئر الأماني للحالمين.
ركب «الوابور»- القطار في الوقت الحالي- ممسكا في يده كيسا صغير يحمل ملابسه، وجلسا يتأمل حياته الماضية والتي يحاول أن يغيرها.. تذكر صرخات شيخه أثناء حفظه القرآن في كتاب قريته، ليعدل من طبقات صوته، ولعبه في «الغيط»- الحقل- أثناء الزراعة مع والده، ويعيد النظر للطريق مرة أخرى، ويتذكر حلمه بأن يتجلى صوته على مايكروفونات الإذاعة.. إنه أسطورة الغناء الشعبي، محمد رشدي، ابن مدينة دسوق، في محافظة كفر الشيخ، لحن مثلث الرعب الشعبي.
على رصيف «محطة مصر»، استقر «وابور»، محمد رشدي، التفت من حوله ناظرا في كافة الاتجاهات، وتخبطت أقدامه، متسائلا: «كيف أبداء الطريق؟»، لم يكن يدرك أنه سيصبح أحد أهم أباطرة الغناء الشعبي في مصر، وأنه الضلع الثالث لمثلث الغناء الشعبي، الذي ضم: «بليغ حمدي، عبد الرحمن الأبنودي، محمد رشدي».
على أعتاب مبنى الإذاعة والتلفزيون، وقف محمد رشدي، متأملا عراقة المبنى ومتمنيا أن يتعالى صوتها أمام ميكروفوناتها، ولم تتخطى أمانيه الحلم حتى وقف أمام الإذاعة مغنيا وملحنا، حتى أنها مهدت لها الطريق ليقدم ملحمته الأشهر «أدهم الشرقاوي»، التي حققت نجاحا كبير.
وكانت ملحمة «أدهم الشرقاوي» حجر الأساس في تأسيس «مثلث الرعب الشعبي»، ففي أعقاب الملحمة الأشهر في تاريخ الغناء الشعبي، كون محمد رشدي وبليغ حمدي مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ثلاثيا فنيًا عظيمًا، وكان هذا سببًا لبداية انتشار الأغنية الشعبية.
وربما جذور «مثلث الرعب الشعبي» الريفية، هي ما جعلت فنهم الشعبي متميزا، فمعظم الأغاني التي قدمها الثلاثي بصوت الرائع محمد رشدي، تأخذ المستمعين في رحلة ريفية هادئة على إحدى المساطب، وهو ما جعل الثلاثي يتربع على عرش الأغنية الشعبية، مقدمين أغاني ظلت في تاريخ تراث الشعبي.
قَدم محمد رشدي، روائع فريدة للتراث الموسيقي، بصحبة عبد الرحمن الأبنودي، والملحن القدير بليغ حمدي، وهو ما شكل صداقتهم خارج العمل، وربما انعكست علاقة المودة على أعمالهم المميزة، والتي كان من أبرزها: «طاير يا هوا.. ع الرملة.. كعب الغزال» والعديد والعديد من الأغاني التي ستظل باقية في تراث الأغاني الشعبية المصرية.