«مني» بدأت طريق الإدمان بربع «حباية» ترامادول
الخميس، 26 أبريل 2018 07:00 صإيمان محجوب
«طريق الإدمان نهايته الجنون والموت».. أصبح أمر لا مفر منه خاصة مع الانتشار الكبير للأنواع المختلفة من المواد المخدرة والتي ما أن يبدأ المدمن بتجريب أحدها حتى ينتقل بلا وعي منه إلي تجربة باقي الأنواع للحصول علي أحساس مختلف يجده مع كل نوع جديد.
وقد أثار الانتشار المروع لتجارة المخدرات الدولة إلي تدشين العديد من الحملات لخض الشباب عن الابتعاد عنها ومحاولة العلاج ولأن للصحافة دور كبير في التوعية فقد تشارك «صوت الأمة» من خلال حملة تقوم بها لعرض قصص لمجموعة من المدمنين الذين دمرهم طريق الإدمان ليقروا إنهاء ماساتهم بالعلاج والتخلص من مرارة هذا الجحيم.
ومن قصص الإدمان التي تلقاها الخط الساخن والتي نسردها تباعا قصة السيدة «مني»:-
بدأت «مني» حديثها لـ«صوت الأمة» قائلة : « أول خطوة في مسيرة الإدمان كانت بمشروب للطاقة وربع حباية ترامادول، إلي أن انتهي الأمر لتعاطي شريط بأكمله یومیا عشر حبات لكي أتمكن من القيام بمهامي الیومیة، فكنت في البداية أستمتع بحالة من النشاط الھائل، ولكن مع التعود ذھب النشاط واللذة التي كنت أنشدها وتحولت إلي سراب».
«مني» هو الاسم الذي اختارته المهندسة التي كانت تعمل بأحدي الشركات العقارية ونظرا عمل زوجها الذي كان يتطلب السفر كثيرا تحملت كل مسئوليات البيت وحدها وتستكمل "كنت أصحي من الصباح الباكر لإعداد الفطور لأولادي حتى يذهبوا إلي مدارسهم وبعد ذلك تذهب إلي عملها وتخرج منه مسرعة إلي المنزل لتجهز وجبه الغذاء لأولادها وبعد ذلك تبدأ في استذكار الدروس لهم واستمرت حياتها علي هذا المنوال حتى شعرت بالإجهاد فنصحتها صديقتها علي تناول مشروب للطاقة واستمرت علي تناوله لفترة علي تستطيع تحمل مسئوليه منزلها وعملها ورعاية أولادها لكن بعد فترة شعرت بالإجهاد وتكسير العظام وعجزت علي المواصلة فأخذت ربع حباية ترمادول ومع الوقت أصبحت مدمنه ترامادول وبسبب غيابها المتكرر وإهمالها في عملها وعصبيتها فصلت.
انتهت «مني» إلي تناول شريط كامل بشكل اليومي وبعد خسارتها لعملها أصبحت تعتمد علي مصروف منزلها لجلب المخدرات فتحرم أطفالھا من بعض احتیاجاتھم الأساسیة من أجل أن تتعاطى الترامادول وفي طريق التعاطي والإدمان " فقدت "مني " وظيفتها وتدهورت صحتها حتى أنها أخذت فلوس دروس ابنائها وباعت مصوغاتها لشراء الترامادول حتى جاء اليوم الذي مرض فيه ابنها الصغير التي عجزت عن حمله للطبيب بسبب عدم تناولها الجرعة فاستعانت بجيرانها ليأخذوا ابنها للطبيب بعدها عاهدت الله علي أن تذهب للعلاج بعد شفاء ابنها
والترامادول مسكن فعالا للألم، ویستخدم في علاج الآلام المصاحبة لحالات الكسور والسرطان، وھو دواء من المفترض أن یتم صرفه " بروشته " طبیة.
ویباع في مصر باسم الترامادول، ولكن لھ أسماء تجاریة كثیرة، إذ یبلغ عدد الأصناف التي تحتوي على مادته الفعالة (ترامادول ھیدروكلورید) قرابة 20 صنفًا یأتي أغلبھا من شركات الأدویة المصریة المصرح لھا الترامادول بتركیز 50 و100 ميلي جرام والصين والهند.
ويعتبر الترمادول الأوسع انتشارا لیس في مصر فحسب بل في إدمان المسكنات أو الأدویة الموصوفة الطبیًة في العالم، وفقًا لتقریر المخدرات العالمي، وتقریر الھیئة الدولیة للرقابة على المخدرات.
وتشیر إحصاءات "صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي" في مصر لعام 2017 ،إلى أن نسبة تعاطي المخدرات بین المصریین سجلت 10 %، أي ما یزید عن عشرة ملایین شخص، أو واحد من كل عشرة أشخاص، وقد تكون النسبة أكبر من ذلك، نظرا لأن كثیرین یفضلون عدم ً الاعتراف بإدمانھم أو بإدمان أحد من أفراد الأسرة، نظرا لوصمة العار المرتبطة بمشكلة الإدمان في المجتمع.
والحبوب المخدرة من أكثر أنواع المخدرات والأفيونات" المصنّعة انتشارًا بين المدمنين في مصر بنسبة 28.71% ثم يليه الحشيش بنسبة 23.21%، ثم الهيروين بنسبة 15.78%. العدد الأكبر من المتقدمين للعلاج من الإدمان من الشباب في الفئة العمرية بين 21 سنة إلى 30 سنة،بنسبة تقترب من 50 % من الراغبين في العلاج. ويتلقّى الخط الساخن ما بين 350 و500 مكالمة يوميًّا للعلاج أو تلقّي المشورة."