ننشر ترجمة الرواية الفرنسية «المنزل العتيق»

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 02:49 م
ننشر ترجمة الرواية الفرنسية «المنزل العتيق»
ترجمة: طارق الغروري

السابع عشر من نوفمبر، إنه عيد ميلاد نانسى وقد بلغت الـ 32 عام، يهبط راى مسرعا لا يريد أن يتاخر عن عملة، يقبل رأس مايكل وماسى، ويأخذ رشفة من فنجان قهوته ثم يبارك نانسى بقبلة على رأسها، مهنئها بعيد ميلادها.

 يتعجب الأولاد ويفرحون بأمهم، وقد وعدهم راى بمرافقتهم بعد العمل، لإحضار هدايا لوالدتهم، يسرع راى إلى عمله بينما يخرج الأولاد إلى فناء المنزل الخلفى للعب على الارجوحة.

تنظر نانسى من نافذة المطبخ المطل على البحيرة التى أمام منزلها، وتسرح فيما حدث منذ 7 سنوات، وكأن هذه الذكرى لا تريد أن تمحى من ذاكرتها، عندما اتهموها بقتل أولادها من زوجها الأول كارل، بيتر وليزا، غرقا، ولولا هذه الرسالة التى أرسلها كارل إلى المحكمة بأنه المسؤل عن موت أولاده، ثم انتحر، ما كانت برأتها المحكمة .

يصل راى إلى مكتبه، يطلب من سكرتيرته دورثى ملف المنزل العتيق، حيث يعمل فى مجال العقارات، وتسرع دورثى بالملف وهى ليست فقط سكرتيرة، بل هى الوحيدة بعد راى التى أئتمنتها نانسى على سرها منذ 7 سنوات.

 أسرعت دورثى بالملف، وقد تركت الجريدة على مكتب راى، فجاءة، لمح راى العنوان الرئيسى للجريدة (اليوم عيد ميلاد نانسى هارمون المتهمة بقتل أولادها منذ 7 سنوات)، ومرفق به صور لنانسى بالمحكمة، ومقال يقص القصة كاملة .

أسرع راى بالخروج طالبا من دورثى أن تتصل بزوجتة تطمئن عليها، وأنه فى طريقه للمنزل.

 كانت نانسى ترتشف من فنجان القهوة، عندما التفتت ورأت الجريدة، أصابها الهلع وهى تنظر للصور، صرخت تنادى على أولادها: مايكل.. ماسى.

لا أحد يجيب، خرجت تبحث عنهم بالحديقة الخلفية، لا أحد هناك، صعدت الدور الثانى لحجرتهم أين هم؟.. وجدت النافذة مفتوحة، هرعت إليها ونظرت لمحت شيء فى البحيرة التى أمامهم، هرعت إلى البحيرة، وصل راى إلى المنزل ووجد نانسى تتوغل فى البحيرة، أسرع ليحضرها ويضعها على الأريكة بعد أن لفها بملاءة جافة، سالها عن الأولاد أين هم.. وماذا حدث.. لكنها لا تنطق، إنها منهارة.

الشرطة تملأ المكان، وفرق من الإنقاذ النهرى تبحث، ومجموعة من المتطوعين يبحثون فى الغابة القريبة ربما ذهب الأولاد إليها، ولكن لا جدوى. 

تمر الساعات بحزن وكأبة تخيم على المكان، والعاصفة تزداد سؤء وتتضائل فرصة العثور على الأولاد، نانسى لا تستجيب لأى أسئلة، جرس المنزل يدق يدعى الطارق |أنه صديق للعائلة، ماذا أتى بالدكتور ميلان الأن، ربما أراد أن يتشفى بها لأنها رفضت منذ 7 سنوات أن يتزوج بأمها.

لماذ أتيت يا دكتور ميلان؟.. هل جئت تتشفى؟.. سالته نانسى.

أنا هنا لمساعدتك، فأنا لا أكن لك إلا كل حب.

المفتش كوفن يحاول أن يسألها وهى لا تستجيب، الدكتور ميلان يقول إنها ربما أصيبت بفقدان ذاكرة مؤقت للحدث، وممكن إعطائها حقنة تجعلها تتذكر أشياء ربما لاتريد أن تذكرها عن ماضيها.

المفتش كوفى يتسائل: ما فائدة الماضى؟ إننا نواجهة الأن مشكلة اختفاء الأطفال.

الدكتور ميلا يجيبة: ربما ما حدث لها الأن له علاقة بالماضى، دعنا نحاول.

نانسى تتلعثم بكلمات عن زوجها السابق كارل: أرجوك كارل لا تفعل هذا.. الأولاد لا يستحقوا منك ذلك.. لا يمكن أن أقتل أولادى.. كيف.. أيعقل هذا؟

المفتش كوفن: إننا نضيع الوقت، يجب أن تأتى نانسى إلى مركز الشرطة لاستجوابها.

كانت دورثى تجلس بجوار نانس من ناحية و راى من الجهة الأخرى، ويطلب راى من دورثى أن تذهب بدلا منة لمقابلة السيد جون الذى يريد استئجار المنزل العتيق .

تذهب دورثى والسيد جون الذى يعجب بالمنزل لاستخدامة كمطعم كبير، ويطلب الصعود للدور الثالث، لكن باتريش المستاجر الموجود رفض مدعيا أنه لا يريد إزعاج، وطلب منهم العودة فى وقت آخر، فهو يعيش بمفردة ويريد أن يرتاح الآن.

 كان باتريش المستاجر بالدور الثالث غريب الشان، ولم يرتاح له جون، كيف يعيش بمفرده وقد لمح علبة من بودرة التلك التى يستخدمها الأطفال، لم يبالى وأسرع بالخروج مع دوثى وذهب كلا إلى سيرته، ولمحت دورثى إحدى قفازات ماسى، فظنت أنها ربما وقعت منها وهم يتنزهون كعادتهم أمام المنزل، التقطته ووضعته فى حقيبتها.

السيد جون عقلة مازال يفكر فى هذا الرجل الغريب الشأن، وعلبة بودرة التلك خاصا بعد أن سمع بقصة اختفاء أولاد راى هذا الصباح، وقد بدأ الشك يساوره، فقرر أن يعود للمنزل ولو بحجة أنه ربما نسى صندوق علبة السجائر الخاصة به. 

بدأ الليل يسدل ظلاله، وفرص إيجاد الأطفال تتضائل، والتليفزيون المحلى يذيع قصة إختفاء الأطفال وينشر الصور المرفقة بالجريدة، إنها صور نانسى بالمحكمة، المتهمة بقتل أولادها  ويقف بجوارها فى الصورة زوجها كارل قبل أن ينتحر ويرسل رسالة إلى المحكمة يعترف بأنة المسؤل عن موت أولاده غرقا، فتبرئها المحكمة.

جميع سكان المدينة الصغيرة يشاهدون نشرة الأخبار لمتابعة قصة إختفاء الأطفال، الياس  يشاهد مع عائلته الأحداث وفجاءة يصرخ: لقد رايت هذا الشخص الواقف بجوار نانسى هنا منذ شهر، ينزعج والده مؤكدا له أن هذا الشخص قد مات منذ زمن المحاكمة، وأنه انتحر.

الياس: لا أنا متاكد لأنه اعطانى مظروف يريد إرسالة بالبريد إلى الجريدة، واعطانى مبلغ مقابل ذلك، وساحضر لكم إيصال البريد.

عندما راى والده الإيصال، قررا أن يتجها إلى مركز الشرطة للإدلاء بأقولهم .

 يطلب راى من المفتش كوفن أن يستجوب نانسى بالمنزل، فحالتها لاتسمح بالذهاب إلى مركز الشرطة.

يتعجب راى وهو يرى الشاب الياس ووالده، وهم يصرون على مقابلة المفتش كوفن، كذلك السيد ونجز وزوجته، متسائلا ما لذى يجعل هؤلاء يخرجون فى هذا الجو من العاصفة.

السيد ونجز جاء ليشكو السيد باتريش، من أنه هذا الصباح لمحه وهو يلتقط علبة من بودرة التلك الخاصة بالأطفال، ويضعها فى حقيبته خلسة.

فى منزل نانسى يرن جرس التليفون، وتسرع نانسى للرد.

نانسى: الو الو الو.

صوت يأتى من السماعة: ماما تعالى يا ماما خذينى.. ماما.. ماسى مريضة.. ماما أنا فى.. انقطع الإتصال.

نانسى تصرخ: إنه صوت مايكل صدقونى، إنه مايكل، أنا سمعته، أنا لست مجنونة، أرجوكم اتصلوا بالمفتش كوفن ليعرف من أين أتت المكالمة.

أحد الضباط يحاول تهدئتها، وأن العاصفة قطعت جميع الاتصالات السلكية والاسلكية.

توجة كلامها إلى دورثى: مايكل يعرف أين هو، ولكن الخط قطع ساعدينى.

دورثى تخبط على رأسها: كم أناغبيىة، لقد وجدت إحدى قفازات ماسى عند المنزل العتيق.

تلتقطها نانسى وتصرخ: لقد البستها القفازات هذا الصباح، إنهما بالمنزل، يجب أن أذهب حتى لا يضيع الوقت.

نانسى: اذهبى أنت إلى مركز الشرطة لإخبار المفتش كوفن، وسأذهب أنا إلى المنزل العتيق لعلى أجدهم.

بسرعة، شرحت دورثى المنزل من الداخل وكيف تدخل.  

الباب الخلفى للمنزل العتيق مفتوح، كما ذكرت دورثى، تسللت بهدوء حتى لا تحدث ضوضاء، وكان المكان مظلم وها هو السلم المؤدى للطابق العلوى، تصعد نانسى وقد خلعلت حذاءها حتى لا يعيقها، ولا يحدث ضوضاء، وما أن وصلت للطابق الثالت حتى وجدت حجرة بأخر الممر بها ضوء خافت، ورأت على جدران الغرفة خيال يتحرك وسمعت صوت مايكل وهو يتوسل: أرجوك لا تفعل هذا.. أرجوك إن ماسى مريضة.. لم تتمالك نفسها وصرخت بأعلى صوتها، مايكل لا تخف أنا قادمة إليك.

 ووقفت على باب الغرفة مندهشة: كارل !!!!

لم يخشى من سماع سمه، بل استدار إليها ودفعها أمامه، ولكنها تراجعت وجمعت كل قوتها والقت بكل جسمها عليه، ووقع الإثنين على الأرض، وكم كانت الواقعة مؤلمة لها.

لمحت وهى ملقاه على الأرض، رجل آخر وجهه مغطى بالدماء، جمعت قوتها ووقفت، لكن كارل أخذ ماسى الصغيرة وجرى بها نحو النافذة.

نانسى: أرجوك لا تفعل تعالى، أنا أعرف أنك مريض سوف أساعدك، وهى تمد يدها إيهما،

لكنه لم يعبء بكلامها، وأخرج إحدى قدمية للخارج ممسكا بالفتاة الصغيرة.

صرخت نانسى: كارل لا تخف سوف أعالجك تعالى.. اترك الصغيرة ليس لها ذنب.. وهى تقترب أكثر.

كارل: توقف مكانك، قلت لك إنى سأنتقم منك يوما.. ثم يضحك، وقبل أن يكمل ضحكته،  كانت النافذة من الخارج تنهار، وقبل أن يترنح ويسقط، اللتقطت نانسى يدى ابنتها تحتضنها وهى تسمع صفارات سيارات الشرطة وقد وصلت، ويهوى كارل فى الحفره العميقة من البحيرة اسفل النافذة.

الجميع مجتمع فى المستشفى فى حجرة نانسى، وهم يستجمعون أحداث الساعات الأخير، وبإنتهاء الماضى الأليم لنانسى.

دوثى فخورة بنفسها، أن كان لها دور فى معرفة مكان الأولاد، والسيد جون يرقد فى الغرفة المجاورة نتيجة إصابتة بارتجاج فى رأسه عندما ضربه كارل، وهو يحاول فك آسر الأولاد، وقرر راى ونانسي دعوة كل الحضور إلى حفلة عيد الميلاد، بعد خروج نانسى من المستشفى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق