القمة العربية الـ29 بالسعودية.. سوريا وفلسطين والإرهاب أبرز الملفات.. وتراجع الاهتمام بالأزمة القطرية
السبت، 14 أبريل 2018 05:00 مهناء قنديل
اعتبر مراقبون سياسيون، القمة العربية الـ29، التي تنعقد في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، قمة القضايا القديمة، التي تشهد تطورات ساخنة.
واتفق المراقبون على أن القمة ستكون بعيدة جدا عن اتخاذ أي قرارات، أو إجراءات تمثل حلولا لأزمات المنطقة، في ظل طرح ملفات مهمة، تشهد تطورات ساخنة حاليا، وهي الأزمة السورية، لا سيما بعد الضربة الأمريكية الأخيرة للجيش السوري، بزعم استخدام أسلحة كيماوية ضد العزل في دوما، والقضية الفلسطينية، على ضوء الانتهاكات الإسرائيلية، والاستخدام المفرط للقوة القاتلة، ضد الشباب العزل، بالإضافة إلى ملف الإرهاب، الذي ما زال يحاول أن يضرب استقرار المجتمعات العربية، وآخرها العملية الإرهابية التي وقعت بوسط سيناء، قبل ساعات، وأسفرت عن استشهاد ثمانية من أبطال الجيش المصري، وإصابة 15 آخرين، وتصفية جميع المهاجمين وعددهم 14 إرهابيا.
ووسط تراجع الاهتمام العربي، والإقليمي بالمقاطعة مع قطر، وفقدان هذه القضية حيثية صدارة المشهد العربي، تبقى الاعتداءات الحوثية، المدعومة من الدوحة وطهران، حاضرة في القمة المقبلة.
وتشير المعلومات الواردة من كواليس الاجتماعات التحضيرية للقمة، التي جرت بالرياض، في حضور وزراء الخارجية العرب، إلى أن القادة سيعملون على تفعيل شبكة الأمان المالي بمبلغ ١٠٠ مليون دولار شهريا، لدعم فلسطين، في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها بسبب ممارسات الاحتلال، مع تجديد رفض وإدانة القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.
ومن المنتظر بحسب المراقبين أيضا، التشديد على الالتزام، بالحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها، استنادا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، وتأييد الحل السياسي، القائم على مشاركة جميع الأطراف، وتلبية تطلعات الشعب.
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن تطورات الأزمة السورية، ستطغى على باقي القضايا الإقليمية الأخرى، مشيرا إلى أن قلق الدول العربية مما يمكن أن ينتهي إليه الصراع القائم، من تفتيت سوريا، وانهيار وحدتها، وصل إلى منتهاه.
واستبعد بيومي في الوقت ذاته، إمكانية أن تتوصل القمة إلى حل لهذه الأزمة في ظل التنازع الإقليمي والدولي عليها، سواء بين روسيا والولايات المتحدة، أو تركيا والأكراد، لافتا إلى أن عدم توحد الرؤية العربية حول حل لهذه الأزمة، يرشحها لمزيد من التصعيد، لا سيما بعد تدخل إسرائيل، وكشفها عن استعدادات لتوجيه المزيد من الضربات داخل العمق السوري، كما جرى في مطار تايفور.
ودعا بيومي الدول ذات الاهتمام بالشأن السوري، إلى الاتفاق على سيناريو موحد يتم طرحه على المعارضة، والنظام في سوريا، وممارسة جميع الضغوط الممكنة على الطرفين، لقبول الحل الذي يجنب الدولة السورية، الانهيار والتفتت تحت وطأة الطمع الإقليمي والدولي في أراضيها.