قبل الاحتفال بالذكرى 108 لتأسيسه.. المتحف القبطي الأشهر في مصر القديمة: يقع داخل حصن بابليون الشهير.. ويضم كنوز التاريخ العريق لحقبة ثرية من عمر المحروسة

لا تكاد تمر أيام العام في مصر من تواريخ تشير إلى أحداث عظيمة على المستويات كافة، عسكريا، واجتماعيا، وثقافيا أيضا، وكيف لا وهي تملك تاريخا ضاربا بجذوره في أعماق الزمان لأكثر من 5200 عام.

وكما تحتضن مصر كنوز الحضارة الإنسانية، الفرعونية، فهي تحمل في مقلتي عينيها تراث الأجداد من أوائل الأقباط، والمسلمين، على ترتيب دخول حضارتهما إلى المحروسة.

وخلال هذه الأيام تظلنا الاحتفالات بجزء عزيز من تاريخ مصر، وهو التاريخ القبطي، الذي تعبر عنه، وتشير إليه مجموعة من الكنوز الرائعة، التي يضمنها المتحف القبطي، الذي احتوت جدرانه داخل حصن بابليون الشهير الآثار التي كان أول من اهتم بجمعها هو المهندس والأثري الشهير ماسبيرو.

وتنطلق الأحد المقبل، وعلى مدار ثلاثة أيام، فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ108 لتأسيس المتحف القبطي، الذي أوضحت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، أن الاحتفالية ستشهد افتتاح معرض أثري بالمتحف، تحت عنوان: "من روائع الفن القبطي"، يليه افتتاح معرض آخر بالتعاون مع كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، تحت عنوان "الاستلهام من التراث".

وأشارت إلى أن الآثار القبطية، كانت موجودة في جانب من المتحف المصري، موضحة أنه مع زيادة عدد الكنوز الأثرية القبطية، تم إنشاء المتحف القبطي في عهد مرقص سميكة باشا، سنة 1910، بموافقة الأنبا كيرلس الخامس، وبمساعدة الأنبا يؤنس الـ19، الذي جمع تبرعات محبي الآثار المصريين وغيرهم.

ولفتت إلى أن المتحف حاليا يضم 27 قاعة، أنشئت على الطراز القبطي واستعمل في بنائها ما جمعه المؤسس من بقايا البيوت القبطية القديمة من أسقف منقوشة ومشربيات وأعمدة رخامية.

ويعد المتحف القبطي، الذي افتتح عام 1910، تحفة معمارية مبهرة، فهو عبارة عن سلسلة من الحجرات المتسعة، ذات الأسقف الخشبية الرائعة، وفي عام 1947، تم افتتاح جناح جديد يشبه القديم، غير أنه أكثر اتساعا، كما تم تجديد الجناح القديم في عام 1984، وأعيد تجديد المتحف في 2006 بعد ترميمه، بتكلفة قدرها 30 مليون جنيه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.

ويضم المتحف القبطي، 15319 قطعة أثرية نادرة أشهرها: لوحة جدارية تمثل دخول السيد المسيح مصر، وإكليل من الزهور، وشرقية باويط من الفريسك، والجزء العلوي يمثل السيد المسيح جالسا على العرش، والسفلي يمثل السيدة العذراء تحمله، وعلى جانبيهما الـ12 رسولا، ويضم أيضا قطعة من النسيج القباطي تمثل زمارا ومجموعة من الراقصين والراقصات، وشرقية من الفرسك تمثل السيدة العذراء ترضع المسيح طفلا، وتاج عمود من الرخام مزخرف على شكل سلة، وفي أركانه حمامة وعلامة عنخ بداخلها صليب.

كما يضم المتحف مكتبة مخطوطات أنشئت عام 1921، تخليدا لزيارة الملك فؤاد للمتحف يوم 21 ديسمبر 1920، وبه مجموعة من المخطوطات القبطية المحلاة بزخارف جميلة، وكذلك أغلب ما ظهر بمختلف اللغات عن تاريخ الأقباط وديانتهم ولغتهم.