كيف يحمي البرلمان المصريين من تجسس "الفيس بوك" على خصوصياتهم
الإثنين، 09 أبريل 2018 09:00 صمصطفى النجار
حالة من الحذر والترقب، بعد تكرار فضائح موقع التواصل الاجتماعى الأكثر انتشارك في مصر والعالم «فيس بوك»، بسبب الفضيحة المدوية التي لحقت بالموقع بعد تأكيد شركة بريطانية بيعه لها معلومات حول فئات معينة من المستخدمين الأمريكيين، وكذلك تفجر نفس الفضيحة منذ أشهر داخل فرنسا، وهاجمه بسببها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للتلاعب في توجهات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ومن بعدها الأمريكية.
في مصر تظل الرؤية ضبابية رغم الفضائح التي أحاطت بالموقع الأمريكي الشهير، وتسببه في انتشار الكثير من الشائعات، ومنها العمل كمنصة للتواصل بين الجماعات التي تهدف لهدم استقرار الدولة المصرية، لذلك استطلعنا أراء سياسيين للوقوف على جوانب الموقف المصري.
ومن ناحيته، أكد الدكتور محمد عمارة خبير التسويق السياسي، على أن مواقع التوصل الاجتماعى أصبحت مثلها مثل الإرهاب المسلح، لأنها تعمل لصالح دول أجنبية وتستخرج معلومات يعطيها المستخدمين لهم كأدلة يمكن التشهير بهم في أي وقت، بدليل ما حدث منذ عامين في تطبيق «سناب شات»، بعد أن تم اخترق الخوادم «السيرفرات»، وتسريب آلاف من الرسائل والفيديوهات والصور الخاصة بالمستخدمين، ما تسبب في حرج كبير لهم واستخدمها البعض للتشهير بهم.
كيف يتجسس الفيس بوك؟
قال عمارة في تصريح لـ«صوت الأمة»، إن موقع الفيس بوك جعل من خصوصياتنا سلعة للبيع، لذلك على المستخدمين أن يكونوا حذرين في كل ما يقولونه، لأن الموقع يأخذ كلمات محددة من حديث المتصل عبر تطبيق الماسنجر مثلا ويحولها لإعلانات، فشركات التكنولوجيا تقدم للمستخدم خدمات رائعة تجعل حياته أسهل، لكنها لا تطلب مقابل لذلك لأن ربحها قائم على بيع معلومات للمعلنين، وهو ما استدعي أن يعلن الفيس بوك عن نظام جديد لحجب الإعلانات عن المستخدمين في مقابل دفع مبلغ مالي، وهو ما يؤكد أن الشركات غرضها الربح وليس تسهيل حياة المستخدمين حول العالم لله والوطن.
وكشف عمارة، أن الفيس بوك، يقوم بتفعيل خاصية الميكروفون على الهاتف الشخصي للمستخدم ويلتقط كل أحاديث الشخص طالما أنه متصل بالانترنت، ويقوم بترجمتها في صورة إعلانات فور بدء تصفح الموقع، كما أنه بمجرد وصولك لمكان ما ستجد إعلان على الفي سبوك يقترح أحد المطاعم القريبة، أيضًا يتم الربط بين مستخدمي تطبيق الواتساب للرسائل وموقع الفيس بوك، فإذا قمت بتبادل الرسائل مع عميل لك أو زميل ليس من قائمة الأصدقاء على الفيس بوك، ستجد أنه بعد إتمام الرسائل أنه ضمن قائمة الأصدقاء المقترحين في الموقع.
ولفت إلى أنه عندما نشترك في موقع الفيس بوك، نوافق على شروط الاستخدام في حين لا يقرأ الكثيرون منا هذه الشروط، والتجسس لأغراض تجارية ليس حكرًا على الفيس بوك بل إن جوجل وميكروسوفت تفعلان نفس الشئ وتبيعان معلومات المستخدمين لمن يدفع أكثر.
محمد عماره خبير التسويق السياسى
نائب بحقوق إنسان البرلمان يحذر من تسريب الفيس بوك معلومات الشباب لداعش والاخوان
أما المحامي على عبد الونيس عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، فقد قال إنه على وزارة الاتصالات التواصل مع إدارة موقع الفيس بوك، والتأكد من حماية خصوصيات المصريين، لأن ذلك ضمن الأمن القومي المصري، كما أن الدستور كفل للمواطنين هذا الحق في حماية خصوصياتهم، فمن الطبيعي والمنطقي أن تدافع الدولة عن حق شعبها وتتأكد من سرية معلوماته.
وأضاف عبدالونيس في تصريح لـ «صوت الأمة»، أن شركتي جوجل وفيس بوك، تتاجران بمعلومات المستخدمين في مصر وكل دول العالم، وعلينا أن نحذو حذو باقي الدول التي تحمي شعوبها، كما أن علينا أن نضع ضوابط لحماية أبناء مصر من الاستغلال، فليس خفيًا علينا أن تنظيمات داعش والإخوان ومن عاونهم، يستخدمون هذه المواقع لشن هجمات وسحب معلومات واستهداف فئات معينة من المجتمع لترويج شائعات هدفها زعزعة أمن واستقرار مصر.
وأوضح عبدالونيس، أن متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص حول العالم على موقع الفيس بوك وفقًا لاحصائيات الموقع ذاته، كحد أدنى 20 دقيقة يومياً، لتصفح الموقع، لكن الواقع لدينا في مصر مخالف فالناس يتصفحون الموقع ويجرون مكالمات ويتراسلون برسائل طوال اليوم، وهو ما يؤثر أيضًا على شركات الاتصالات المرخصة والتي تسدد ضرائب وتوظف عمالة، عكس الفيس بوك وجوجل.
على عبد الونيس عضو لجنة حقوق الإنسان
ميول ورغبات المصريين تحت علم الفيس بوك
من جانبه، قال محمد حسن عبده عضو المجلس الرئاسي لإرادة جيل، صاحب أول بلاغ لحجب موقع لعبة «الحوت الأزرق»، التي تسببت في حالات وفاة في كل أنحاء العالم ومصر، إن خطورة مواقع التواصل الاجتماعى لم يدركه الجميع حتى الأن بنفس الدرجة، فلاشك أن هذه المواقع لاتزال تؤثر في عالم السياسة والاقتصاد بالشائعات والتسريبات وغيرها، لكن الأخطر من كل ذلك أنها أصبحت تمثل خطورة على خصوصيات المواطنين في كل دول العالم لصالح كل من يدفع أكثر وكل من يستطيع أن يصل للمعلومات، فالأمس كنا نتحدث عن دور الفيس بوك في ترويج منشورات سياسية واقتصادية والتحكم في الحركات السياسية والشركات، لكن اليوم بات الأمر أكثر خطورة لأنه يهدد حياة البشر بكشف معلومات عنهم تندرج في بند السرية.
وأوضح عبده في تصريح لـ «صوت الأمة»، أن الفيس بوك يقوم بتسريب ميول ورغبات المستخدمين عبر زيارتهم للصفحات والمواقع، واحاديثهم الداخلية بينهم وبين أصدقائهم لشركات الإعلانات، وهو ما يفتح الباب لاستغلال هذه المعلومات ايضا لجهات مخابراتية دولية، وهو ما نخشاه لتجنيد الشباب للقيام بعمليات عدائية ضد دولهم من خلال فنون الإدارة عن بعد.