استعدادات فلسطينية لاحتجاجات جديدة في غزة
السبت، 31 مارس 2018 02:57 م
يستعد الفلسطينيون لمزيد من الاحتجاجات قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيل، اليوم السبت، غداة تظاهرات حاشدة ادت إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا وجرح اكثر من 1400 آخرين، في واحد من اكثر الأيام دموية منذ حرب 2014.
وبدأ المحتجون بالعودة إلى مدينة خيام أقيمت قرب الحدود مع إسرائيل، لاستئناف التظاهرات التي من المقرر ان تستمر 6 أسابيع في القطاع المحاصر.
وشيع الفلسطينيون 14 قتيلا، اليوم السبت، في حين عم الإضراب الشامل كافة الأراضي الفلسطينية حدادا، وانطلقت مسيرات تشييع من مختلف انحاء القطاع، شارك فيها الالاف مرددين هتافات «وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين العودة العودة».
وانطلقت مواكب التشييع من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً مروراً بوسط القطاع ومدينة غزة أمام عدد من المستشفيات، يتقدمها مسلحون من الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية حاملين جثامين الشهداء التي لفت بأعلام فلسطين ورايات الفصائل.
وندد المشاركون في مواكب التشييع بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ضد الأبرياء والعزل وطالبوا بالثأر من الاحتلال على جرائمه العدوانية.
وتدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصا من الأطفال والنساء، الجمعة على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل، في مسيرة احتجاجية اطلق عليها «مسيرة العودة الكبرى».
وتزامنت «مسيرة العودة الكبرى»، مع «يوم الارض»، في 30 مارس من كل عام، لإحياء ذكرى مقتل 6 فلسطينيين دفاعا عن أراضيهم المصادرة من سلطات إسرائيل عام 1976.
يوم ثان من الاحتجاج
يتدفّق فلسطينيون لليوم الثانى الى المنطقة المحاذية للحدود بين غزة واسرائيل ودارت مواجهات مع الجنود الاسرائيليين فى اطار حركة الاحتجاج التى من المقرر ان تستمر ستة اسابيع للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ورفع الحصار الاسرائيلى عن القطاع.
على الجانب الأخر من الحدود، نشرت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية.
وكان الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، دعا الجمعة إلى تحقيق مستقل وشفاف، في أعمال العنف التي قتل فيها 16 فلسطينيا، وجاء دعوة غوتيريش بعدما اخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى أصدار بيان بشأن الوضع في غزة، خلال جلسة مغلقة طارئة عقدها بطلب من الكويت.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام، في بيان، أن الأمين العام يدعو إلى تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحوادث، مؤكدا استعداد المنظمة الدولية لإعادة إحياء جهود السلام.
واضاف أن غوتيريش يناشد ايضا المعنيين الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الإصابات، ولا سيما اتخاذ خطوات يمكن أن تلحق الأذى بالمدنيين.
وخلال الجلسة التى عقدت على مستوى مساعدى السفراء، حذر مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤن السياسية تايى بروك زيريهون، من احتمال تدهور الوضع في الأيام المقبلة، داعيا إلى ضبط النفس إلى اقصى حد.
أما المندوب الفرنسي، فقد صرح إن خطر التصعيد حقيقي، واضاف، أن هناك احتمال اندلاع نزاع جديد في قطاع غزة.
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا، عن أسفهما لموعد انعقاد الاجتماع بسبب تزامنه مع الفصح اليهودي الذى بدأ مساء الجمعة، ما حال دون حضور أي دبلوماسي إسرائيلي، وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة إنه لأمر حيوي أن يكون هذا المجلس متوازنا.
صرح السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة دانى دانون، أن هذا الاستغلال المعيب لعيدنا لن ينجح في منعنا من قول الحقيقة بشأن التجمعات الإرهابية لحماس التي تهدف إلى زعزعة المنطقة، وكان قد اصدر بيانا، صدر قبيل التئام المجلس اتهم فيه حركة حماس بالوقوف خلف أعمال العنف.
من جهته، قال المندوب الاميركى "نشعر بحزن بالغ للخسائر فى الارواح البشرية التى وقعت اليوم"، معتبرا ان "أطرافا اشرارا يستخدمون التظاهرات غطاء لاثارة العنف ويعرضون أرواح الابريا، واتهمت الرئاسة الفلسطينية السبت الولايات المتحدة بتشجيع إسرائيل على تحدي الشرعية الدولية، عبر تعطيلها تبني قرار في مجلس الأمن بشأن غزة.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الاعتراضات الأميركية في مجلس الأمن الدولي التى أدت إلى تعطيل قرار إدانة العدوان الإسرائيلي على شعبنا، تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حمل الجمعة الحكومة الإسرائيلية المسؤلية الكاملة، عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، مطالبا المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل.