قضاة الانتخابات الرئاسية يقابلون قرار إلغاء ساعة الراحة بالترحاب.. ويضربون المثل في التضحية بمساعدة كبار السن (صور)
الثلاثاء، 27 مارس 2018 07:44 م
" انتم في مهمة وطنية .. وانتم أهل لها " هذه كانت كلمات التشجيع التي وجهها المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للإنتخابات للقضاة بعد صدور قرار بإلغاء ساعة الراحة المخصصة لهم أثناء عملية التصويت داخل اللجان الانتخابية لتناول الطعام وعدم تعطيل العملية الانتخابية.
وجاء قرار الهيئة الوطنية نظرا للإقبال الشديد من المواطنين على اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لليوم الثاني على التوالي، ورغم أن هذه الساعة هي الراحة التي منحها القانون القضاة إلا أنهم لم يبدوا اعتراضا على إلغائها بل قابلوا القرار بالترحاب باعتبارهم في مهمة وطنية تقتضي تحملهم المسئولية للمساهمة في بناء الوطن.
وأكد نادي قضاة مصر أنهم لبوا نداء الوطن للإشراف على الانتخابات الرئاسية، وبذلك أصبحوا في مهمة وطنية تحتم عليهم القيام بها على أكمل وجه وفقا لما تقتضيه ظروف الحال، موضحا أن القضاة تكبدوا مشاق كثيرة على مدار اليوم ومنها صدور قرار الهئية الوطنية للانتخابات بإلغاء الساعة المقررة لراحة القضاة التي كان مقرر لها من الساعة الثالثة مساء حتى الساعة الرابعة مساء.
وقرر رئيس النادي، أنه يمكن لرئيس اللجنة الفرعية ترتيب ضروراته المعيشية على مدار اليوم في غير أوقات الذروة، وإذ تثمن الهيئة الوطنية للانتخابات الدور الرائد الذي يقوم به السادة القضاة رؤساء اللجان الفرعية في أداء مهمتهم الوطنية وأن ذلك كله محل اعتبار وتقدير كبير من الهيئة الوطنية الانتخابات.
ومن جانبه قال المستشار عبد العزيز ابو عيانة، أن القضاة لم يتوانو في بذل المزيد من الجهود لاتمام مهمتهم القومية في الإشراف القضائي على الانتخابات الرئاسية لاستكمال مسيرة التنمية وقادرة المشروعات الاقتصادية ومساعدة المواطنين في القيام بحقهم الدستوري على أفضل وجه، فقد التزموا بالحضور وفتح المقرات الانتخابية فى الموعد المحدد لفتح اللجان فى اليوم الأول والثانى، ولم يقدم أحدهم أى شكوى أو مخالفة من الناخبين أو فى اللجان.
وضرب القضاة أعظم مشاهد التضحية خلال يومي الانتخابات الإثنين والثلاثاء داخل اللجان الانتخابية، وتمثلت مساعدتهم للمواطنين في الإدلاء بأصواتهم خارج اللجان خاصة كبار السن، فقد ساعد القاضي أحمد عبدالفتاح، رئيس اللجنة رقم "2" بمدرسة أحمد عرابي الابتدائية بمدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، رجل مسن للإدلاء بصوته فى الانتخابات الرئاسية، حيث لاحظ القاضي معاناة محمد محمود، البالغ من العمر 80 عامًا، أحد ساكني البدرشين، من الصعوبة في الحركة والصعود إلى اللجنة للإدلاء بصوته.
وأحضر عبدالفتاح كشف الانتخابات لمساعدة الرجل المسن في التصويت والتعبير عن رأيه بالانتخابات الرئاسية.
كما شهدت مدرسة المستقبل الإعدادية بإمبابة لفتة إنسانية من قاضى اللجنة، بعدما أصر على إراحة عجوز خارج اللجنة وجلب الأوراق له وسط دعوات من العجوز للقاضى.
وفي الدقهلية قام قاضى لجنة دميرة التابعة لمركز طلخا بالنزول إلى سيدة مسنة أسفل اللجنة لكى تدلى بصوتها فى الانتخابات الرئاسية، لتعذر سير الناخبة لكبر سنها، وترجل القاضى وذهب للسيدة أمام اللجنة، وقامت بالتوقيع على الحضور، وأعطاها ورقة التصويت، وهو ما أثار استحسان الناخبين، وقاموا بالدعاء للقاضى على تفهمه الموقف ومساعدتها.
وبالشرقية شهدت اللجنة الفرعية رقم 3 للانتخابات الرئاسية بمدرسة "أبو الشقوق" الابتدائية بكفر صقر، لافتة طيبة من رئيس اللجنة المستشار محمد حافظ، والذي ذهب باستمارة التصويت إلى مُسنة للإدلاء بصوتها أمام باب المدرسة، بعدما حضرت الأخير بـ"توك توك" لصعوبة قدرتها على المشي
كما حرص المستشار خالد عبد الغفار، المشرف على اللجنة رقم 2، بالمدرسة الثانوية العسكرية، بمدينة سوهاج من مقر لجنته رقم 5، على مساعدة سيدة مسنة على الإدلاء بصوتها في انتخابات الرئاسة، والتي أصرت رغم كبر سنها ومرضها على الخروج والتصويت.
ووصلت السيدة المسنة للجنة على كرسي متحرك للإدلاء بصوتها، وحملها عدد من الجنود المكلفين بتأمين اللجنة والذهاب بها إلى القاضي المشرف على اللجنة لكن القاضي خرج من مقر اللجنة ومعه كشف الناخبين لتدلي السيدة بصوتها وعدم اجهادها.
ويشرف على الانتخابات الرئاسية 18 ألف و620 قاضيا ( أساسيين واحتياطيين)، حيث يشرف من القضاء العادى ورجال النيابة العامة 8420 قاضيا، ومن النيابة الإدارية 4800 قاض، ومن هيئة قضايا الدولة 3300 قاض، ومن مجلس الدولة 2100 قاض، ويبلغ إجمالى عدد الناخبين المقيدين 59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، وعدد اللجان الفرعية 13 ألفا و706 لجان، وعدد اللجان العامة 367 لجنة.
ويتابع الانتخابات الرئاسية لعام 2018، 54 منظمة محلية و9 منظمات دولية، و6 جهات أجنبية وعربية، إضافة إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى لشئون الإعاقة.