حكاية «الشيخان القرني » بالسعودية..عائض يمتدح «أبومكة ».. وعوض على طريق حسن البنا
الثلاثاء، 27 مارس 2018 10:51 ص
لم يكن توجيه عائض القرني، الداعية الإسلامي السعودي، رسالة للنجم المصري محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الإنجليزي، شكره فيها على حسن تمثيله الدين الإسلامي في المحافل الدولية هى الأولى فى إطار مجمل أفكاره البعيدة عما يروج له داعية آخر يدعى عوض القرني، ودائما ما يتم الخلط بينهما!
تعليقات القرني التى جاءت في فيديو نشره عبر حسابه الرسمي على تويتر أبدى فيه إعجابه بسجود صلاح في ملعب أجنبي عقب تسجيله الأهداف بعد تألق النجم المصري أمام واتفورد، وتسجيله 4 أهداف "سوبر هاتريك بالدوري الإنجليزي وهى المباراة التى لاقت حفاوة بالغة من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعى حيث أكد القرنى أن سجود صلاح يدل على أن «العظمة والعزة والعبودية لله وحده،" مضيفاً أن ما يفعله- أبومكة- ربما "أفضل من مئة أو ألف محاضرة" على حد وصفه، داعياً متابعيه إلى أن يشكروه».
دائما ما تثار الأقاويل بشأن كتب عائض القرنى وأشهرها «لا تحزن» وكتاب «لا تيأس» وهو الكتاب الأشهر الذى وزع مئات الآلاف من النسخ بالمملكة وخارجها حيث قضت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام السعودية بتغريمه مبلغ 330 ألف ريال سعودي، في القضية التي تقدمت بها الكاتبة السعودية سلوى العضيدان اتهمته فيها بالاعتداء على حقوقها الفكرية. كما تضمن الحكم سحب الكتاب من الأسواق، ومنعه من التداول، ووضعه بشكل رسمي على قائمة
كما تداولت وسائل إعلام خبراً مفاده أن ورثة الدكتور عبدالرحمن باشا، كسبوا قضية رفعت على الشيخ عائض القرني، ادعوا فيها سطوه على كتاب والدهم «صور من حياة الصحابة»، مؤكدين القرني قدم قراءة حرفية من الكتاب خلال تقديمه برنامجاً باسم، هذه حياتهم، وتكلم فيه عن مجموعة من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال البرنامج.
أما الداعية عوض القرنى فيصفه البعض بانه مرشد جماعة الاخوان فى السعودية فيما يقول آخرون إنه – حسن البن-ا السعودي نظرا لكونه أحد صقور حركة الصحوة الجناح الاخوانى بالمملكة؟
السؤال هل يرى القرنى حركة الإخوان فى السعودية كحركة حقيقة؟.. يقول هو نفسه فى معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين :« كل من كتب عن الإخوان فى السعودية من الإخوان أنفسهم ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوى يؤكدون فيما كتبوه أن الإخوان فى مصر عندما جاءوا إلى السعودية فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين كان لهم تنظيمهم الخاص وأن مناع القطان كان على رأس هذا التنظيم بل أكد بعضهم فى كتاباتهم أن قيادات التنظيم عندما جاءوا إلى السعودية اتخذوا قرارا وكانوا متمسكين به بعدم العمل التنظيمى بين السعوديين على الإطلاق، وذكر بعضهم أن دواعى العمل التنظيمى فى مصر لم تكن قائمة فى السعودية ولا حاجة لها، وأن ما أقيم من أجل تحقيقه فى مصر قائم ومتحقق فى السعودية يبقى بعد ذلك التأثر الفكرى وهذا أمر طبيعى، فحركة بحجم الإخوان منتشرة فى المنطقة وكتبها موجودة وشخصياتها منتشرة وإعلامها منتشر من الطبيعى أن يحصل هناك تأثير وتأثر حتى الكتابات المنصفة تؤكد أن الثقافة الدينية المحلية فى السعودية بعد اتصالها بالإخوان أثرت فيهم».
يتابع «فى مصر وغير مصر وحدث على ضوء ذلك عدد من المراجعات فى فكر الإخوان، هذا أمر طبيعى فإذا وجد فى أرض الحرمين من اعتنق الفكر الماركسي والفكر القومي والفكر الليبرالي والفكر الحداثى أفلا يمكن أن يوجد من يعتنق الفكر الإسلامى أيا كان هذا الفكر، ولكن مرة أخرى أوضح أن وجود الإخوان فى السعودية والجهات الرسمية تعلم ذلك، بين السعوديين هو تيار فكرى يؤثر ويتأثر، ولا يستطيع أحد أن يقدم دليلا على أنه نشأ تنظيم خاص بالسعوديين على شاكلة التنظيمات فى الدول الأخرى ومرتبط بها تنظيميا، لا لعدم جواز قيام التنظيمات، بل لعدم الحاجة لقيامه».
وكان قد جرى محاكمة عوض القرنى فى مصر وأدين بتهمة تمويل الجماعة الإرهابية حيث قضت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ فى 2011 بحبس متهمين بالسجن من 3 إلى 5 سنوات وجاء على رأسهم الداعية السعودي عوض محمد القرني ووجدي غنيم اتهم في قضية التنظيم الدولي للإخوان بعد أن أكدت النيابة أن «القرنى» والذين معه «ان أمدوا الجماعة المحظورة، مع علمهم بأغراضها، بمبلغ أربعة ملايين جنيه إسترلينى لتمويل أنشطتها التنظيمية في مصر وبعضهم ارتكب جريمة غسل أموال تبلغ قيمتها مليونين وثمانين ألف يورو" .
سلطات المملكة العربية السعودية كانت قد رأت أن كتابات القرنى على تويتر تمثل خطورة نظرا لاعتناقه الفكر الإخوانى لذلك فقد منعه من الكتابة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وغرمته 100 ألف ريال نظراً لأنه دائم «التلفظ على رجالات الدولة السعودية، والتدخل فى الشئون الداخلية لدول عربية، وإعداد وإرسال ما من شأنه المساس بالنظام العام».
«القرني» كان قد تعرض للسجن أيضا بالمملكة من عام 1994 إلى 1999، لدعوته إلى ما أسماه التغيير السياسي بالمملكة، وانضمامه إلى حركة الصحوة ذات الفكر الإخوانى . كما اعتقلته السلطات السعودية مؤخرا لعلاقاته بإخوان قطر .