رحيل مدير المخابرات الحربية.. «كلمة السر» خلال حرب أكتوبر

الأحد، 25 مارس 2018 04:00 م
رحيل مدير المخابرات الحربية.. «كلمة السر» خلال حرب أكتوبر
اللواء فؤاد نصار

فقدت العسكرية المصرية أمس، اللواء «فؤاد نصار» مدير المخابرات الحربية الأسبق، وأخر عملاقة الصورة المشرقة لغرفة عمليات حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والذي اعتبره الفريق أحمد إسماعيل وزير الدفاع الأسبق «كلمة السر»، في نصر أكتوبر العظيم، حيث وافاته المنية عن عمر يناهز الـ 90 عاما.
 
 
egypt-today10002883
 

الرئيس محمد أنور السادات، اختار اللواء فؤاد نصار، عام 1972، لتولي قيادة المخابرات الحربية، خلال مرحلة من أشد مراحل التاريخ المصري حساسية، حيث شرع على الفور في إجراء تقييم شامل لقدرات الجيشين المصري والإسرائيلي، وخلال فترة وجيزة، وضع كل تفاصيل نقاط القوة والضعف في الجيشين أمام الرئيس الراحل أنور السادات، مما دفع القيادة إلى دعم قدرات العديد من أفرع القوات المسلحة.

نجح اللواء نصار، في كسر التفوق الإلكتروني والتكنولوجي الإسرائيلي، في الحصول على المعلومات بمساعدات أمريكية في ذلك الوقت، بما كانت توفره لها واشنطن من معدات حديثة وأجهزة رادار وطائرات استطلاع وأقمار صناعية، كانت ترصد كل صغيرة وكبيرة على أرض سيناء، حيث نجح اللواء نصار في تكوين «منظمة سيناء» التي تمكن من خلالها من تجنيد المئات من المتطوعين من أبناء سيناء، وتدريبهم على كيفية استخدام أجهزة الإتصال اللاسلكي، والإرسال بالشفرات، والإقامة خلف خطوط العدو، وخلال زمن قياسي، تمكن من زرع مئات الرادارات البشرية في كل أنحاء سيناء، نجحت في نقل كل صغيرة وكبيرة عن القوات الإسرائيلية وتحركاتها قبل الحرب.

11635-اللواء-فؤاد-نصار-مع-الرئيس-الراحل-انور-السادات
 

وصلت دقة التخطيط باللواء نصار، إلى أن دفع بكتيبة من رجال المخابرات ظلت تعمل لمدة 9 أشهر كاملة خلف خطوط العدو، وامتدت فترة عملها إلى ما بعد نهاية الحرب، حيث نجحت في إمداد مصر بمعلومات دقيقة عن كل ما كان يدور في سيناء، وحركة المطارات، ومخازن الطوارئ، ومناطق الحشد العسكري، وتحركات القيادات الإسرائيلية، وكان يتولى أفراد منظمة سيناء مسئولية إعاشة تلك المجموعة.

وهو ما دفع «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلي، حينها، إلى التساؤل بعد نهاية الحرب عن كيفيه حصول مصر على كل هذه المعلومات عن الجيش الإسرائيلي، على الرغم من عدم امتلاكها لوسائل إلكترونية، أو طائرات استطلاع، أو تعاون استخباراتي مع أي من الدول الكبرى.

63532-فؤاد-نصار-3

كان للواء فؤاد نصار، أول من اختار ساعة الصفر ويوم السبت السادس من أكتوبر، كموعدا لمباغتة القوات الإسرائيلية، نظرا لتزامنه مع «عيد الغفران» عند اليهود، كما كان صاحب خطة الخداع الاستراتيجي الكبرى التي قامت بها القوات المصرية قبل الحرب على طول خط القناة، والتي جعلت القوات الإسرائيلية في حالة استرخاء حتى لحظة الحرب، والتي نجح من خلالها من تحطيم أسطورة جهازي المخابرات الأقوى في العالم ـ أمريكا وإسرائيل ـ .

نجح اللواء نصار، ورجاله خلال فترة الحرب، في رصد التفاصيل الكاملة للجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل، مما دعا الرئيس السادات إلى الخروج للعالم وفضح أمر الأمريكان، ونحج أيضا في رصد زيارة موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، لجنوده داخل الثغرة، ورصده من على بعد 20 مترا، وأبلغ الرئيس السادات بالأمر، وتم دك المنطقة بمعرفة القوات الجوية المصرية، وفى اليوم التالي أحضر للسادات صور ديان وهو معلق فوق نخلة والنار مشتعلة أسفلها، بعد أن أفلت من الموت بأعجوبة.


2015_2_10_10_45_26_411

مدير المخابرات الحربية الأسبق، كان أول من اقترح على الرئيس السادات بتقسيم سيناء إلى محافظتين شمالية وجنوبية، ثم تولى منصب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، في الفترة من 1981 وحتى 1983، ورفض الرئيس الأسبق مبارك التجديد له بعد بلوغه سن الستين، مؤكدا أن مصر مليئة بالعقول والخبرات التي يجب أن تأخذ دورها.

تخرج اللواء فؤاد نصار من الكلية الحربية المصرية عام 1944، وعمل فترة طويلة مدرسا بكلية القادة والأركان، ثم عمل مديراً للمخابرات الحربية خلال الفترة من 1972 وحتى 1975، ثم محافظا للبحر الاحمر حتى عام 1976، ثم محافظا لجنوب سيناء حتى عام 1978، ثم محافظا لمرسى مطروح حتى عام 1981، تولى منصب رئيس المخابرات العامة المصرية خلال الفترة من عام 1981 وحتى عام 1983.

 

 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة