صورني شكرا.. هوس البث المباشر للفضائح في مصر (صور وفيديو)
السبت، 24 مارس 2018 11:00 صكتب - مصطفى الجمل
عرف منذ بدء الخليقة، أن آفة المجتمعات التبعية والانقياد، الذي يدفع عموم الناس إلى التقليد والمحاكاة لما هو سائد، ومع انتشاره، يصبح المجتمع مهدداً في أمنه واستقراره، والحفاظ على هويته وشخصيته.
في الفترة الأخيرة، ضربت تقاليع غريبة جموع المصريين، النشط سوادهم الأعظم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص "فيس بوك"، والذين راحوا يقلدون في نشاطهم اليومي مشاهير ونشطاء في مجتمعات أخرى، دون تدبير أو اختبار لمدى ملائمة ذلك الفعل لمجتمعنا، فالطلاق الذي يعده كثيرون أبغض الحلال بات ينظم له حفلة "لايف"، ويكتب له منشور يستهدف جمع أكبر قدر من "اللايكات" و"الشير"، والانتحار لا يكتمل إن لم يصور الفيديو الخاص به، والذي يوثق لعملية استعداد المنتحر لتنفيذ فعلته، والصلاة بات ركناً من أركانها "السيلفي"، ولم يفت على هؤلاء بالطبع أن يوثقوا لحظات البقاء داخل الحمام، لقضاء الحاجة.
سيلفي الطلاق
شيماء مختار، زوجة عشرينية، أثارت جدلاً كبيراً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عندما فاجئت اصدقائها بصورة قالت عنها "سيلفي الطلاق"، الأمر الذى أثار ضجة كبيرة لكونها سابقة هي الأولى من نوعها داخل مصر.
قالت "شيماء" في تصريحات صحفية، عقب احتلال هاشتاج #سيلفي_الطلاق قمة تريندات مواقع "فيس بوك" و"تويتر"، إن مشاكلها الزوجية بدأت تظهر من ثالث شهر تزوجت فيه، بسبب اختلاف الطباع والفكر، وعدم التوافق في الصفات، مما تسبب في عدة مشاكل لا حصر لها، على الرغم من تحلي زوجها بصفات رائعة ونموذجية، ولكن عدم التوافق بينهما جعل كلا منهما فى حالة زهد للحياة، فكان عليهما الاختيار إما الاستمرار على هذا الحال أو اختيار الانفصال.
مضيفة: "الطلاق كان الأنسب لنا ولكن تأخرنا فى تنفيذ القرار خشيةً الفراق، خاصةً وأن كلاً منا يحمل للآخر العديد من الذكريات والمواقف الرائعة وكلما تراجعنا عن التنفيذ أملا بان يصلح الله لنا الحال محاولين تغير الطباع للاستمرار كان هذا من المحال، بل زادت بيننا الخلافات نظراً لضغوط الحياة، ولأن الطبع يغلب التطبع وكانت صفاتنا شديدة التقارب هذا ما كان يحدث الصدام المتكرر حتى طفح بينا الكيل و قررنا الانفصال بلا تراجع وهذا ماكان من الصعب تنفيذه كما نريد".
وعن موقف أهلها قالت: "لم يستوعب الأهل أن طلاقنا بسبب عدم الوفاق والاتفاق فكان لابد من وجود العيب عند الطرف الآخر، ومن البديهي أن أظهر نفسي الملاك البرىء والطرف الآخر شيطان رجيم لوجوب تنفيذ الطلاق بشكل مطابق لتقاليد مجتمعنا العقيم وهذا ما كنت أرفض تطبيقه منذ البداية، ولكن نتيجة الخلاف بين الأهلين اضطررنا للدخول إلى المحاكم و " وبصراحة المحامسن بهدلونا معاهم و خلونا شيلنا من بعض ودخلونا فى متاهات".
وعن خطوة الذهاب إلى المأذون، وتوثيق اللحظة بالصورة التي ملأت صفحات مواقع التواصل، قالت :"أرسلت رسالة لزوجي السابق محمد وقلت له الموضوع انتهى بيننا لو حابب تكلمني نتفق"، و لكن نظرا لعدة أمور أحدثت سوء تفاهم تأخر اتصاله بي حتى تم الاتفاق بيننا على المقابلة، وتم توضيح كل منا لما حدث من سوء تفاهم في الأمور ناتج عن تدخل المحامين وفقدان التواصل المباشر بيننا هنا قررنا تنفيذ القرار بأنفسنا دون تدخل أي شخص بيننا".
واختتمت: "قررنا نذهب إلى المأذون كي يتم الطلاق بهدوء فكانت لقاءاتنا سرية لم نخبر بها أحد لعدم ترك أي فرص لأى شخص لإثارة المشاكل، وبالفعل اتصورنا سيلفي الوداع قبل الطلاق مباشرة على أساس أن هذه آخر صورة لنا و نحن متزوجان، وبعدها سنبدأ في مرحلة جديدة بحياة جديدة، وكنا مخططين أننا نلتقط الصورة بختم الطلاق ولكن الموقف كان صعبا رغم الاتفاق".
تبع شيماء طبيبة مصرية، تدعى اوليفيا حنا تعيش في أمريكا، والتي قامت بنشر مقاطع فيديو توثق لحظة احتفالها بطلاقها وسط أصدقائها وهي تغمرها السعادة والفرح.
وقالت "أوليفيا"الملقبة بسندريلا عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك" إن حفلة طلاقها ما هو إلا تعبير عن سعادتها وتعويض لما حرمت منه من فرحة طوال الفترة السابقة لها، إذ كان حفل زفافها أسوأ يوم في حياتها ولذلك قررت أن تعوض نفسها بفرحة حقيقية هي من صنعتها بنفسها، وسط أصدقائها وكل أحبائها في محل إستقرارها بواشنطن".
وتابعت: "أنا فعلا أشعر بالسعادة لأني اتحرمت أفرح وأكون عروسة، ويوم فرحي تحول لحزن وبكاء، ولبست فستان فرح بسيط".
وعلقت أوليفيا، على ما أحدثته من ضجة كبيرة على مواقع التواصل قائلة: "بعد أن أثار حفل طلاقي ضجة إعلامية كبيرة ومناقشات ما بين مؤيدين ومعارضين احب اوضح واطمن قلوب المؤيدين بأنني لم ولن اتاثر بما يقوله المعارضين عني فان كنت انا في نظرهم انتهك حقوق الاسرة.. فماذا عنهم وعن الألفاظ الخادشة والمجردة من الأخلاق والقيم التي كتبوها عني؟ انها ليست اهانه لي بل اهانه لهم ولاباءهم وأمهاتهم الذين ربوهم مثل هذه التربية وأقول لهم انتم من تهينوا الاسرة بالفاظكم وانعدام اخلاقكم وتحتاجون الي الالتحاق بمدرسة التهذيب وإعادة التربية، لقد زدتوني إصرارا علي الاستمرار في ما بدأت فيه وافتخر بان أعدائي هم اشباة الرجال وان مؤيديني هم الرجال والنساء الشرفاء".
فيديو الانتحار
سمية الطيب، والمعروفة إعلاميًا بـ"فتاة المول"، قسمت متابعي "فيس بوك" إلى مؤيد ومعارض، عندما نشرت فيديو لها عبر حسابها الشخصي، من داخل سيارة وتقول إنها "في اللحظات الأخيرة من حياتها وفي طريقها للموت"، مؤكدة أنها تناولت كمية من أقراص المنوم، وأنها الآن في اللحظات الأخيرة من حياتها قبل موتها"، وبعد بث هذا الفيديو، كتبت على صفحتها بعد ساعتين من انقطاع أخبارها: "رايحين المستشفي"، الأمر الذي عرضها لانتقادات كبيرة، نظرا لتلاعبها بعواطف ومشاعر متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.
رقص البنات في المدارس
لا يمكن لأحد أن ينكر أن مشاهد رقص الفتيات في المدارس، وتشاجرهم سوياً في مشهد يسيء للعملية التعليمية والبيئة التربوية، مشاهد قديمة حديثة، مع فارق أنه قديماً كان الأمر يحدث ويعالج وينتهي داخل المدرسة، دون أن يعلم المجتمع الواسع بالخارج، إلا أن امتلاك كل فتاة الآن أحدث الهواتف الذكية، وشغف التصوير والتوثيق الذي بات متمكناً منا جميعاً، قتل هذه الخصوصية، وأظهر وجه لم نكن نراه قبل ذلك، ففجأة وبدون مقدمات، ظهرت كل يوم عشرات الفيدويهات لفتيات يرقصن على أنغام الأغاني الشعبية، ويتمايلن كنجمات وراقصات لهن في هذا المجال باع وخبرة طويلة، بعض هذه الفيديوهات تم تصويرها بعلم وطلب اللاتي يظهرن فيها من الطالبات، بل وينشر على صفحات "فيس بوك" بيدهم.
المشاجرات، التي تحدث بين الطلبة والطالبات، أو المدرسين والمدرسات، كانت قديماً تحل بتدخل الأصدقاء، وفك التشاجر بين الطرفين، لحين مثولهم أمام التحقيقات، أما الآن فبات الشغل الشاغل لدى الحاضرين المشاجرة، تصويرها لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما شاهدنا الأسبوع الماضي فيديو لتشاجرة عنيفة بين طالبتين، وجميع من حولهم يكتفي بالمشاهد والتصوير.
"فين أهالي العيال ده"
أن تكتب في محرك البحث، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" جملة "فين اهالي العيال ده"، ستظهر لك مئات الصور والفيديوهات، إن لم تكن على استعداد للمفاجئة ستصاب بصدمة، قد تجعلك تغلق الموقع، وتقسم ألا تعود، أطفال سنهم لم يتجاوز الـ15، يتبادلون الأحضان والقبلات، أمام مدارسهم، وسط تصفيق حار من زملائهم، ومشاهدة مستمتعة من الأساتذة والمارة.
أطفال كل ما في مخيلتهم أن يجسدوا بأنفسهم ما شاهدوه في مفصلاتهم التركية، وغيرها سواء على شاشة التليفزيون، أو مواقع التواصل الاجتماعي، تركهم هكذا، دون معالجة صحيح للأمر، قد يجعلهم في الكبر، غير متسقين مع مجتمعهم المحيط، ومنبوذين داخله.
"كيتو".. فيديو كشف مأساة ابتزاز القاصرات
"كيتو"، منذ ستة أشهر، كان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لا حديث لهم سوى عن هذا اللقب، الذي يحمله شاب، يدعي أنه ناشط حقوقي، متخصص في الدفاع عن حق القاصرات في الهرب من أهلهم، وإكمال حياتهم مع أصدقائهم من الشباب، يفعلون ما يريدون.
انتشر "كيتو"، وأثار الجدل عندما نشرت صديقة له فيديو لهما، وهما يتبادلان العناق والقبلات لغيابها أسبوعا عن بعض، نشطاء الموقع راحوا يبحثون عن الشاب وسيرته، فحصلوا على صفحته ووفوجئوا بتخصصه في إغراء القاصرات، وتحريضهن على أسرهن، وإيقاعهم في الرذيلة، قبل أن يدفعهن للعمل بالملاهي الليلية.
"كيتو" كان سببا في إطلاق هاشتاج «انقذوا القاصرات»، وجاء فى إحدى التغريدات: «الأستاذ كيتو يا جماعة شاب ليبرالى متحرر بيقنع البنات القاصرات 14 سنة و15، بالتحرر والاستقلالية وترك البيت لغاية ما ياخدهم ينام معاهم وبعدها يزهق منهم ويشوفلهم شغل فى الكباريهات».
وطالب مدونو التواصل الاجتماعى بمحاكمة «الشاب كيتو»، وكل من تورط فى وقائع تحرش بالقاصرات، ولم يقتصرالأمر على التحرش بالقاصرات فقط، بل أحيانا تكون المبادرة من الفتاة بدعوى التحرر والبحث عن الحرية والحب، وكلها أسباب فندها رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وأيدتها مراكز حقوقية للمرأة.
صورني وأنا ساجد
انتشر أيضاً خلال الفترة الأخيرة صورا للشباب، التقطها أصدقائهم لهم وهم يسجدون أو يؤيدون ركناً من أركان الصلاة، كان من الممكن أن تمر الصور مرور الكرام، لولا ان اصحابها ظهروا مهتمين بالنظر للكاميرا وضبط الصورة، أكثر من تركيزهم في الصلاة.