محاولات الاحتلال التركي للمنطقة.. من سليم الأول إلى أردوغان
الثلاثاء، 20 مارس 2018 08:00 ممحمد أبو ليلة
في الأسابيع القليلة الأخيرة تمكنت تركيا أن تكون لاعبًا رئيسيًا في الحرب الدائرة في سوريا، عبر تواجد الجيش التركي في منطقة عفرين.
وواصلت القوات الموالية لتركيا جرائمها فى المدينة السورية، فى الوقت الذى أدانت فيه دول العالم الاحتلال التركى لعفرين.
وأدانت وزارة الخارجية المصرية، الاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية، وما نجم عنه من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة، وأكدت في بيان لها على استمرار الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سوريا، بما يحفظ كيان ووحدة الدولة ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السوري.
الانتهاكات التركية في عفرين
واعتبرت مصر الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي، باعتبارها تقوض من جهود التسوية السياسية القائمة، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.
في السياق ذاته تُحاول لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، توحيد الجهود العربية لمواجهة التصعيد التركى فى سوريا وانتهاكاتها فى عفرين، وطالب النائب طارق رضوان رئيس اللجنة في تصريحات صحفية، المجتمع الدولي الوقوف أمام هذا التصعيد التركى والتدخل فى الشأن الداخلى لسوريا، قائلاً: إذا كان هناك نية لتركيا أن تكون راعية للسلام وجب عليها عدم التدخل فى الشأن الداخلى لدولة لها سيادة على أراضيها، فهذا التدخل مرفوض.
احتلال تركيا لمصر
ما قامت به تركيا من احتلال لأراضي عربية مؤخرًا، لم يكن الأول من نوعه، في محاولة لتهديد تركيا لدول المنطقة وخاصة العربية منها، فأفكار الخلافة الإسلامية لا زالت تسيطر على النظام التركي.
في سنة 1517 احتلت تركيا مصر تحت اسم الغزو العثماني بقيادة سليم الأول، واتبع الأتراك خطة لإضعاف مصر سياسياً واقتصادياً، حيث أنشأوا نظام حكم غريب قسمو فيه مراكز القوى فى مصر، على قمة هرم الحكم والإدارة، عينوا واليا جديدا في البلاد يتبع تعليمات السلطان العثماني من الأستانة.
وأسست فرقا عسكرية قوامها 6 آلاف فارس و6 آلاف ماشى وضعوهم في القاهرة، وفى المناطق المهمة تحت قيادة باشا عثمانلى مقيم فى قلعة القاهرة، حيث كانت مهمته الحفاظ على النظام وتجميع الضرائب من الشعب وإرسالها للأستانة.
الاحتلال الأول لبلاد الشام
قبل دخول العثمانيين حدود مصر دخلوا الشام اللى كانت من ضمن أراضى الإمبراطورية المملوكية، وقتها جمع السلطان الغوري سلطان مصر جيشاً كبيراً من المصريين وذهب لإنقاذ الشام من أيدي العثمانيين، وانهزم فى معركة مرج دابق فى 24 أغسطس 1516، وقتها أُصيب السلطان الغورى بصدمة قضت عليه.
دخل العثمانيين مصر واحتلو القاهرة في 26 يناير 1517، وتحولت مصر من دولة مستقلة لولاية عثمانية يحكمها السطان العثمانى من اسطنبول، ووصل عدد ولاة العثمانيين الذين حكموا مصر حتى الحملة الفرنسية لـ 136 والي عثماني، كان أولهم خاير بك الذي عينه السلطان سليم الأول كمكافاءه له على خيانته للسلطان الغورى فى معركة مرج دابق و أسماه وقتها "خاين بك" ، و كان أخرهم سيد باشا أبو بكر الطرابلسى الذي عينه السلطان سليم خان الثالث.
حلم الخلافة
ما حدث في القرن السادس عشر من سليم يُحاول أردوغان إعادته من جديد في سوريا، ففي دراسة تحليلة نشرها موقع المستقبل للأبحاث والدرسات عن وهم إمبراطورية أردوغان، أوضحت أن تُهيمن على سياسات وتوجهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حلم إحياء الإمبراطورية العثمانية.
وعلى الرغم من نفيه سابقًا في مراحل مبكرة من صعوده السياسي رغبته في إعادة تأسيس الدولة العثمانية؛ إلا انه حسب الدراسة فخطابات أردوغان العصبية الحادة في الآونة الأخيرة وسياساته العدائية تجاه المعارضة ودول الجوار والقوى الدولية تكشف عن رغبة مُلحة لشغل مكانة السلطان الجديد، على حد تعبير بعض الأكاديميين الأتراك، وهو ما يرتبط بعمليات تفكيك وإعادة هيكلة الهوية التركية، وتبني مظاهر وتجليات الإرث العثماني وسياسات الهيمنة والتوسع الإقليمي لإعادة إنتاج عهد الاستعمار العثماني في منطقة الشرق الأوسط.