هل يحتفل السلفيون بعيد الأم هذا العام؟
السبت، 17 مارس 2018 11:00 م
في نفس هذا الموعد من كل عام، تظهر فتاوى التيار السلفي التي تحرم على المصريين احتفالاتهم بأعياد الأم، والتي يعتبرها السلفيين بدعة ماجنة، ويواجهونها بسيل من الفتاوى التي تعكر صفوا جواء الاحتفال بتلك المناسبة السنوية التي ينتظرها الأمهات.
وخلال الأعوام الماضية واجه التيار السلفي عيد الأم بالعديد من الفتاوى والحملات التي تشكك وتحرم الاحتفال بهذه المناسبة، مستخدمين كافة اساليبهم لإظهار أن عيد الأم هو بدعة مبتدعة لا محل لها في الدين.
ففتاوى الشيخ ياسر برهامي، والشيخ اسماعيل المقدم، والشيخ عبد المنعم الشحات، وغيرهم من علماء وأقطاب التيار السلفي، ملأت الأرض مشككة في عيد الأم ومحذرة على المصريين الاقتراب من هذا اليوم، كما قام شباب التيار السلفي بدور كبير خلال الأعوام الماضية في تدشين حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة إلى ترك بدعة عيد الأم.
بالإضافة للمنشورات التي يوزعها أغنياء السلفيين ليحذروا من الاحتفال بعيد الأم، مؤكدين بأنها بدعة، وأن تقديم الهدايا وتبادل الزيارات وما أشبه ذلك من مظاهر الاحتفال هو إحياء لهذه البدعة، وعلى المسلم أن يتجنب ذلك اليوم.
لكن هذا العام اختلف السلفيون كثيرا، حيث لم تظهر أي نشاط إفتائي لهم، للحديث عن عيد الأم، ولم تظهر فتاوى برهامي و الشحات أو المقدم، ولم تقوم اكتائب السلفي بالحديث عن هذا اليوم، فهل سيحتفل السلفيون بعيد الأم هذا العام؟
يقول الدكتور أحمد سيد استاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الاحتفال بعيد الأم جائز ولا حرج فيه، ومن يقول بغير هذا فهو تشدد وتنطع في الدين، فليس عيد الأم محرما أو آثما، بل هو سنة حسنة يثاب عليها المسلم.
وأوضح استاذ الثقافة الإسلامية، أن الإسلام كرم الأم وأعطى لها مكانتها، بل وأوجب على الابناء برها وجعلها فرضا ومن البر بها أن يخصص يوما ليكون عيدا لها، ففي هذا اليوم تكريم للأم، ومظهر من مظاهر البر والإحسان المأمور بها المسلم شرعا لقول الله تعالى "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ".
في المقابل وعلى النقيض فإن فتاوى السلفيين بمناسبة عيد الأم تعددت خلال السنوات السابقة فمن ضمن تلك الفتاوى ما افتى به العام الماضي، الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى، الذى أكد إن الاحتفال بعيد الأم حرام، معتبرا أنه بدعة وتقليد للغرب، وأن الإسلام لم ينص على هذا العيد وبالتالى لا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا به.
أما الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، فله فتاوى مشهورة ع عيد الأم، حيث أفتى مسبقا بفتوى أكد فيها بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم، وقال إنه يمكن شراء الهدايا وهذه الأشياء في مناسبة أخرى مثل عيد الفطر أو الأضحى، أو بغير مناسبة، معتبرا أنها معصية تماثل الخروج عن طاعة الله تعالى، مؤكدا بأنه لا يجوز المشاركة فيما يسمى بعيد الأم حتى لو حزنت أمك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أما الحوين الصغير الملقب بأبو يحيى الحويني، نجل الشيخ السلفي أبو إسحاق الحويني، فقد أفتى بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم معتبره بدعة،فمثل تلك الأعياد تخالف الأعياد الشرعية، وهي بدعا حادثة، لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، ومنشؤها من غير المسلمين، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى.
ويوضح الحويني الصغي في فتواه أن الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع يوم الجمعة، وليس فى الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد حادثة سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة فى الإسلام.
ومن باب الفتوى بلا علم، يفتي الشيخ سعيد عبد العظيم أحد علماء التيار السلفي حول عيد الأم بأن أعياد المسلمين توقيفية تؤخذ دون زيادة ودون نقصان، لأنها من أعظم شعائر الدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "أن لكل قوم عيد وهذا عيدنا أهل الإسلام"، ولما وصل المدينة ورأى أهلها يلعبون في يومين وسأل عن ذلك، فقالوا يومان كنا نلعب فيها في الجاهلية، فقال النبي إن الله أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر.
وأفتى الشحات بأن عيد الأم حرام شرعا لأنه محدث وكل محدثة بدعة، فعيد الأم وعيد الطفل وعيد الربيع وعيد العامل، كلها من الأعياد البدعية، والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية وصاحبها ممن زين له سوء عمله فرآه حسنا.
وتدعيما لفتواه فقد أكد الشحات أن عيد الأم هذا اخترعوه في فرنسا، ونقله الصحفى مصطفى أمين لمصر بعدما سافر إلى هناك.