روحي محتلة لكني أعلنت العصيان
الجمعة، 16 مارس 2018 10:15 م
ضلوعي محتلة والقلب بينها أسير، لم يعرف محرروها طريقا لها فظلت تقاتل مصيرها بالصبر، كنت أخشی أن ينضب البئر من الحب وها قد كان، لم أعد أؤمن بأي من ترهاتي التي طالما داعبت أحلامي بآمال عديدة ذهبت أدراج الرياح وتركتني وحيدا في وادي النسيان.
تراهات كان ينتظرها العاشقون كالمرآة التي تعكس مكنون أرواحهم، تارة تعبر عنهم آلامهم، وأخرى تفيقهم من مرارة الجروح، أو توقظ الأطفال الصغار بداخلهم.
مررت بديار، طرقت أبوابها، علني أجد ما أبحث عنه، فلم أجد سوی فتيات أنهكتهن الدنيا، عذاری بأجسادهن دون العقول، خمر عبث الدنيا أفكارهن وطبع بمخالبه على قلوبهن فضللن طريق الحب، أو أضلوه.. فتيات لم تتق أمهاتهن الله فيهن فوصمن بالأمية وجهلن معنى الحياة، أنهكوا القلب وأتعبوه، أنهكوه وتركوه بلا شربة ماء، وحيدا في أرض الظمأ حتى استشرى وتيبثت أوصاله.
أدركت أخيرا أني ماعشقت وماحببت، فقط قطعت مشواري الطويل باحثا عن تفاحة آدم في أرض، قاحلة لا ماء فيها ولا حياة، وتيقنت أن خير الله ما زال في علمه.. لعله يأتي قريبا دون بحث مني أو جهد، مع قتاة ذات قلب حنون.. ذات روح صافية.. مشاعر بريئة تنفض الغبار عن روحي الأسيرة، وتمد يدها تحررها من محبسها؛ لترويها من ظمأها، وتطلقها في عنان السماء.
إن القلب قد يأس من أولئك العابثين بالقلوب، أولئك الحانقين علی الدنيا، الذين يظنون أن بهم خيرا ليس في سواهم.
لعلها آمال ما زالت تراود ذلك الطفل الصغير بداخلي، الذي أنهكته ظلمات الدنيا العاهرة، إلا أنه ما زال يحاول أن يكون.. أن يبقى.. أن يقاوم نضب الحياة بداخله.. يسعى لأن يحيا ويعلن عصيانه لمصيره.