مصطفي الفقي: المصريون منحوا "السيسي" تأييد لم يمنحوه لأي رئيس سابق

الإثنين، 12 مارس 2018 11:20 م
مصطفي الفقي: المصريون منحوا "السيسي" تأييد لم يمنحوه لأي رئيس سابق
الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية

أكد الدكتور مصطفي الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن مصر تمر بلحظة فارقة في تاريخها، إذ شهدت خلال السبع سنوات الأخيرة بتقلبات خطيرة أصابت المصريين بالإجهاد السياسي، مضيفًا "المصريين فعلوا كل ما في وسعهم خلال ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وهم الأن في انتظار جني الثمار".
 
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها نادي سبورتنج الرياضي في الإسكندرية، تحت عنوان "مصر الحاضر والمستقبل"، الْيَوْمَ الإثنين، بحضور الدكتور أحمد وردة، رئيس مجلس الإدارة، وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء النادي.
 
وأوضح "الفقي" أن المصريين منحوا رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي تأييد لم يمنحوه لأي رئيس سابق على الرغم مما حققوه،  وعندما أقدم الرئيس السابق محمد أنور السادات على رفع الأسعار قروش معدودة خرج المصريين إلى الميادين حتى تراجع عن تلك الخطوة، في حين أمضى "السيسي" في الإصلاحات الاقتصادية.
 
وأشار "الفقي" إلى أن ما جرى اقتصاديًا في مصر  محل إبهار من جميع دول العالم، مضيفًا أنه إلتقى مؤخرًا مديرة صندوق النقد الدولي كريستين الجارد، والتي عبرت عن دهشتها لما حققته الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية.
 
ولفت "الفقي" إلى أنه كان في جولة لإلقاء محاضرات في جامعات أوكسفورد وليفربول الإنجليزية، وعاد بإنطباع جيد بعد أن لاحظ دفاع الكثيرين على ما جرى في مصر، كما أن درجة الإعجاب بالرئيس السيسي كبيرة جدًا لأنه يمضي في طريق الإصلاح مثل القطار لا يقف أو ينظر لما يدور خلفه.
 
وتابع: "من الجيد وجود هذا الإنطباع رغم حملة التشويه والتهويل التي تقودها أكبر ثلاث محطات إعلامية مؤثرة على الرأي العام الأمريكي والأوروبي، وهم قنوات سي أن أن وبي بي سي والجزيرة القطرية"، مؤكدًا أن العالم ينظر إلى مصر على أنها مركز ومحور المنطقة حتى في أضعف حالاتها لا تضيع في زحام العالم.
 
وشدد "الفقي" على إنه لأول مرة تعتبر السياسية الخارجية المصرية غير مقيدة بالمصالح الأمريكية أو الروسية، وإنما تمضي فيما تشعر أنه الأفضل لهذا الشعب ولما يحقق مصالحه، مشيرًا إلى أن هناك قوى تعمل على إجهاد مصر دون السماح بإنهيارها حتى لا يدفع ذلك إلى إنهيار المنطقة بكاملها.
 
وقال "الفقي" إن الشعب المصري لديه إرادة لا يجب أن يستهين أحد بها، وكل الدراسات التي أجريت عليه انتهت إلى أنه يثور بشكل مفاجئ وبدون وجود أسباب مباشرة وواضحة، ولكنه يخرج إليّ الميادين عندما يشعر بالتهميش وانتشار الفساد، وهو ما كان على رأس مطالب المشاركين في "٢٥ يناير".
 
وحث "الفقي" على إدراك عبقرية هذا الشعب وعدم الاستهانة به أو التقليل من قيمته، لافتًا إلى أن قضية العدالة الاجتماعية هي أهم ما يؤرق الشعب المصري، وهذا سر الحب الجارف للرئيس السابق جمال عبد الناصر رغم النكسة، لأنه إنحاز إلى الطبقة الكادحة والفقراء.
 
ورحب "الفقي" بالمؤتمرات والمظاهرات الحاشدة التي تقام من أجل تأييد "السيسي"، مؤكدًا أنها ضرورية كونها توجه رسالة إلى الخارج والدول التي تحاول هدم مصر.
 
وحول العملية العسكرية في سيناء، قال "الفقي"  إن الإرهاب هو أخطر ما يهدد الأمن القومي المصري، والبعض لا يدرك حجم التكلفة التي تتكبدها الدولة من أجل تطهير سيناء والانتصار في الحرب الدائرة التي تقودها القوات القتالية هناك.
 
واستطرد قائلاً "إن قوة الجيش المصري الحديث غير مسبوقة في التاريخ، فهو وفقًا للمعايير الدولية ضمن أكبر عشرة جيوش في العالم، وفِي إحدى المرات استمعت إلى مسئول أمريكي وهو يؤكد أن الجيش المصري هو أكبر الجيوش في المنطقة وأكثرها مهنية".
 
وعن سد النهضة، أكد "الفقي" إنه موضوع كيدي هدفه خنق مصر والضغط عليها، حيث استغلت إسرائيل الحساسية الاثيوبية تجاه مصر والرأي العام الذي تغذي كذبًا وزورًا بأن مصر تستحوذ على خيرات النيل، وساهم في ذلك العلاقات اليهودية الاثيوبية التاريخية.
 
وطمأن "الفقي" الحاضرين، بأن بناء سد النهضة لا يخيف مصر لأنها تمتلك وسائل وقوى عديدة تمكنها من الدفاع عن حقها، ولكن الرئيس لا يفضّل التصادم في هذه الأزمة مع الإتجاه إلى ترشيد الاستهلاك، ولكن ما لم يكن متوقعًا هو موقف دولة السودان.
 
وشدد "الفقي" إن تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة قصوى في الوقت الحالي فلابد من إعادة قراءة النص الديني بعقلية عصرية، ولكن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا برفع المستوى التعليمي، مضيفًا "للأسف التدين في مصر ظاهري فقط ولكن من الضروري أن ينعكس على الأخلاق والسلوك".
 
وبسؤاله عن الدبلوماسي عمرو موسى، أكد أنه من أفضل الدبلوماسيين في التاريخ المصري ويجب أن تستفيد مصر من خبرته، بالإضافة إلى الاستفادة من جميع أبنائها بغض النظر عن انتمائهم السياسي  أو الديني.
 
 
ومن جانبه، رحب الدكتور أحمد وردة بالدكتور مصطفي الفقي، قائلاً "يوم عيد في نادي سبورتنج لوجود رمز وقامة كبيرة نسعد ونفخر بوجوده في كل مكان"، مؤكدًا أن المدينة بأكملها تفخر بوجوده كمدير لمكتبة الإسكندرية.
 
ووصف "وردة" الدكتور الفقي بأنه دبلوماسي مخضرم خبير في أحوال مصر والعرب، وسياسي ورجل مبادئ وبرلماني قدير، بالإضافة إلى أنه أستاذ جامعي وباحث ومثقف من طراز رفيع.
 
جدير بالذكر، إنه في بداية الحفل تم عرض فيلم وثائقي عن "الفقي" تضمن سيرته والمؤهلات العلمية التي حصل عليها والمناصب التي تولها وصولاً إلى إدارة مكتبة الإسكندرية، كما تم منحه الدرع الخاص بالنادي في الختام.
 
الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية
الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق