500 رجل أعمال لتطوير قرى مصر.. اقتراح إلى الحكومة
السبت، 10 مارس 2018 04:50 م
للحظة واحدة قد تفكر فى اتخاذ قرار مصيرى، بناء عليه قد يتغير مصيرك، وتتحول مسارات تفكيرك، وتنتقل من حياة إلى أخرى شديدة الاختلاف عن سابقتها.
انغمس العالم فى ظاهرة وسائل التواصل الاجتماعى، التى أخذت فى التوسع والانتشار، وتغلغلت فى شتى مجالات الحياة، وبات أى حدث سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى لا قيمة له، إذا لم يكن جزءا من الظاهرة.
ومنذ عامين تقريبا، ومع توجه الدولة الجديدة بعد ثورة 30 يونيو إلى مواجهة أزمات البنية الأساسية والعشوائيات والقرى الأكثر فقرا، اقترحتُ أن يشارك رجال أعمال مصر فى عملية تطوير القرى الأكثر فقرا من خلال جدول زمنى لا يتجاوز 3 سنوات وبالاحتياجات المطلوبة فى هذه القرى من مياه الشرب والصرف الصحى والوحدات الصحية والمدارس والملاعب، مقابل أن تعفيهم الحكومة من دفع الضرائب لثلاثة أو خمسة أعوام كحافز لهم على مشروع تطوير القرى.
ولدينا المئات من رجال وأصحاب الأعمال والمال فى مصر، ولو قدرنا أن كل رجل أعمال أعلن مسئوليته عن تطوير 100 قرية بكل ما تحتاجه يعنى أننا فى حاجة إلى نحو 500 رجل أعمال تقريبا، فحسب تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2016 عن أوضاع البنية التحتية والخدمات فى 4655 قرية وهى عدد القرى فى أنحاء مصر، كشف أن نحو 60 % من القرى تحتاج إلى إنشاء مدارس و37 % تحتاج إلى مركز ثقافى، وأن المدارس الابتدائية الحكومية موجودة فى 95.3 % من القرى، لكن المدارس الثانوية موجودة فى 18.2 % منها فقط.
والمدارس الإعدادية الحكومية موجودة فى 82 % من القرى، وتتمتع 85 % من القرى بوجود مدارس ابتدائية وإعدادية فى نفس الوقت.
وأوضح التقرير، أن 3.8 % فقط من القرى توجد بها مكتبات عامة ثابتة، و2.8 % بها مكتبة للطفل، و20 % بها مراكز خدمات تعليمية، والمقاهى تنتشر فى القرى كما تنتشر مراكز الشباب، إذ توجد مراكز الشباب بنحو 67 %، بينما تنتشر المقاهى بنسبة 65 %.
أما الرقم المفزع - كما ورد فى التقرير- فهناك 74.3 % من قرى مصر لا يوجد بها صرف صحى، فى حين أن 21 % من القرى بها صرف صحى متصل لمعظم المنازل من ريف مصر.
ورغم ضآلة النسبة التى يوجد بها صرف صحى فى قرى مصر، فإن 52.6 % من القرى التى يوجد بها صرف تعانى من انسداد فى شبكاتها.
وأظهر التقرير، أن محافظات كفر الشيخ والفيوم والجيزة والقليوبية من أكثر المحافظات التى تعانى من انسداد يومى فى شبكات الصرف الصحى، وتمثل قرى هذه المحافظات 3.8 % من إجمالى القرى، بينما تعانى 25 % من القرى المتصلة بشبكة الصرف الصحى من انسداد مرة واحدة شهريا.
وفيما يتعلق بحالة مبانى القرى، قال التقرير إن 49 % من مبانى القرى المصرية تعانى من نشع للمياه فى أجزاء منها، و12 % من المبانى يوجد نشع فى معظمها، بينما 39 % فقط من المبانى فى القرى لا يوجد بها نشع للمياه.
وتتمتع 86.7 % من قرى مصر بوجود الترع، إلا أن 71 % من هذه الترع مسدودة بالقمامة المتراكمة، و43.7 % منها بها حيوانات نافقة، ونحو 27 % من الترع والمصارف متهالكة الجسور.
علاوة على ذلك الطرق السيئة المتهالكة والمليئة بالحُفر والمطبات ووسائل النقل البائسة واختفاء وسائل النقل الحكومية والكهرباء.
هذا هو حال القرى فى مصر، الذى يحتاج إلى مبادرة من رجال الأعمال، وهنا أوجه التحية إلى رجل الأعمال ياسين منصور رئيس مجموعة منصور التجارية، الذى أعلن تبرعه بـ250 مليون جنيه لإعمار 100 قرية على مستوى محافظات الجمهورية فى 3 سنوات.
فهل نرى رجال أعمال آخرين يتقدمون الصفوف ويتخذون المبادرة لتطوير القرى وانتشالها من مشاكل الفقر والمرض؟ وهل تبادر الحكومة إلى مكافأة رجال الأعمال أصحاب المبادرة؟