نجوم دولة التلاوة الحديثة.. أصوات غزت قلوب "السميعة"
السبت، 03 مارس 2018 11:00 صمحمد أحمد المسلمي
الجميع منا يعلم الخمسة الكبار، عبد الباسط عبد الصمد، محمود خليل الحصري، محمود علي البنا، محمد صديق المنشاوي، ومصطفى إسماعيل.. فعندما تستيقظ في الصباح الباكر ذاهبا إلى عملك تجد الكثير وأنت في طريقك يستمع لآيات تتلى بإذاعة القرآن الكريم تحلو للنفس سماعها وحينها تعلم جيدا من هو القارئ بمجرد سماعك صوته.
وفي دولة التلاوة الحديثة استطاع الكثير من قارئي القرآن الكريم فرض أنفسهم على الساحة بعد أن حققوا نجاحا كبيرا بأصواتهم العذبة وأصابوا عاشقيهم لما أشبه بـ «السُكر»، من عظمة تلاوتهم التي تطيب الوجد في حضرتهم.. أمثال هؤلاء كثيرين صنعوا جمهورهم وعشاقهم بحناجرهم الذهبية وقراءاتهم للمقامات المختلفة التي حققت ملايين المشاهدات عبر موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب».. تستعرض صوت الأمة، أبرزهم في السطور التالية:
محمود الشحات أنور
القاريء ابن القاريء الراحل الشحات محمد أنور، سطع نجمه خلال السنوات الماضية، وأصبح واحدا من القراء الذين تركوا بصمة في أذهان المستمعين لجمال وروعة أدائه عند التلاوة، حتى وصلت شهرته لدول العالم الإسلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
محمود الشحات، رغم حداثة سنه، إلا أنه أتقن التلاوة وبرع في تجويد وترتيل القرآن بشهادة المتخصيين وجمهوره الغفير من «السميعة»، بلمساته التي أثرت في نفوسهم وعقولهم بلحظات تجلي مليئة بالخشوع.
ممدوح عامر
«وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا».. تلاوة تعلق بها عشاق القرآن الكريم لدرجة وصلت إلى تكرار سماعها أكثر من مرة لجمال وروعة الأداء في الإلقاء، ما جعل الكثير يبحث عن اسم القاريء وهو الشيخ ممدوح عامر.
هذا المقطع حقق مشاهدات كبيرة تخطت المليون مشاهدة على موقع "يوتيوب"، وتفاعل معها المعجبون الذين انهالوا بالتعليقات، فضلا عن الكثير من المقاطع للقاريء نفسه التي قاربت حجم المشاهدات بها لـ 3 ملايين مشاهدة.
السيد الطنطاوي
واحد من القراء الذين أثبتوا كفاءتهم على الساحة مؤخرا، فهو نجل القارئ الراحل محمد عبد الوهاب الطنطاوي، وله العديد من مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب"، حققت مشاهدات كبيرة.
وهناك الكثير من القراء حديثي التلاوة غير هؤلاء لهم رصيد كبير من التلاوات التي حظيت بإعجاب الملايين من المستمعين.
يشار إلى أن عدد المقامات سبعة وهي:
- مقام البيات، وهو الذي يشرع به قاريء القرآن ويختم به، وهو أشمل مقام، حتى قيل إن بقية المقامات مشتقة منه، وهو المقام الذي يستعمله كل إنسان في محاورته العادية.
- مقام الرست: وهو مقام شديد رائع، يقرأ به قاريء القرآن في الآيات ذات الإيقاع الشديد، من قبيل قرائة المنشاوي: «ألم تر كيف فعل ربك بعاد...»، ومن قبيل قرائة عبد الباسط «إذا الشمس كورت»، وهو الذي يتحاور به الإنسان أثناء الشدة، ككلام الأم الشديد على ولدها عندما تغضب منه، ومنه زئير الأسد فهو من مقام الرست، وهذا المقام هو مقام الأذان، المؤذنون عادة، لا سيما المصريون، يؤذنون به كـ"عبد الباسط والمنشاوي" وغيرهم.
- مقام الجاهركاه، مقام رائع يجمع بين الحزن والشدة والرقة والرجاء في آن واحد، من قبيل قرائة عبد الباسط، ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا..."وهي القراءة المجلسية في باكستان.
- مقام النهاوند: مقام رائع عجيب، هو مقام الحزن والفرح، الخوف والرجاء، لم يقرأ به «عبد الباسط» طيلة حياته، في حين نجد أن الشيخ محمد صديق المنشاوي، يعاود عليه في القراءة الواحدة أكثر من مرة، وكذا بقية القراء، ومثاله: قراءة مصطفى إسماعيل المشهورة جدا: «وقتل داوُود جالوت وأتاه الله الْملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهه ببعضٍ لفسَدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين»، وهذا المقطع هو أول شيء يتعلمه القاريء المبتديء في مسيرة هذا المقام.
- مقام الصبا: مقام الحزن والبكاء والدمعة، أروع من قرأ به، هو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، حتى أن أكثر قراءته الصبا، يعاود عليه كثيرا جدا في القراءة الواحدة.
- مقام السيكاه: هذا المقام أخلى المقامات على الإطلاق، يجمع بين الضدين، فهو من جهة مقام فرح، لكن هو أيضا مقام حزن يقطع القلب حسب براعة القارىء، ومن الطرائف أن أكثر براعة من قرأ به الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، لكنه لم يقرأ منه طيلة حياته إلا مقطع واحد بنفس واحد، ولما سأل عن ذلك قال لأنه يطرب جدا، والمقطع مشهور هو «قد أفلح مَنْ زكّاها وقد خاب من دساها كذبت ثمود بِطغواها إِذِ انبعث أَشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها فدَمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها».
- مقام الحجاز: أجمل المقامات على الإطلاق، يجمع بين الحزن الشديد، وقوة النفس، وانكسار الحال، لكنه صعب الأداء جدا منهك كثيرا حتى أن كبار القراء يتجنبون تلاوته، وعلى أكثر التقدير، فإن القارىء يقرأ ساعة كاملة، ولا يقرأ من الحجاز إلا آية أو نصف آية، بخلاف الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.