يعرض مجسمات لحركة تشييد محطات المحروسة.. "صوت الأمة" داخل متحف سكك حديد مصر (صور)
الأربعاء، 21 فبراير 2018 09:00 ص
"طول عمره بيطلع نار وشرار، وينزل راحلين ويأخذ راحلين" هكذا وصف طه حسين القطار، في روايته دعاء الكروان، فمن منا لم يستقل قطار ويودع من يحب ويستقبل أيام يخاف أن ألا يكون لها نهار، "صوت الأمة" داخل متحف السكك الحديد الذي يقبع في مكانه منذ قرن و85 عاماً، يحتوي على قطع أثرية تحكي تاريخ أقدم خطوط سكك حديد في الشرق الأوسط "س.ح.م" سكك حديد مصر والتي أنشأت منذ أكثر من قرن ونصف.
يرجع تاريخ إنشاء هذا المتحف إلى عهد الملك فؤاد الأول، ويقع بداخل محطة مصر ويتكون من طابقين وقد جاءت فكرة إنشاءه قبيل انعقاد المؤتمر الدولي للسكة الحديد في مصر، في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين، فبدأ تشييده في أكتوبر 1932، وافتتح للجمهور في 15 يناير 1933 ، ويضم مكتبة تشمل ما يقرب من 500 مجلد وكتاب وثائقي عن الحركة التاريخية والفنية للنقل والسكة الحديد ومجسمات تحكي قصة سكك حديد مصر
والمقتنيات تشمل نماذج لقطار الخديوي سعيد باشا والتي أهدتة الملكة أوجيني في افتتاح قناة السويس والقاطرة البخارية القديمة وأول قاطرة دخلت مصر تعمل بالديزل في عام 1855، إلى جانب القطار الذي يعمل بنظام الجر الكهربائي.
كما يوجد بالمتحف معروضات النقل والمواصلات منذ عصر الفراعنة منها دهبية أحد الأشراف ويدعى "سابو" وهو من الأسرة الخامسة (عام 2500 قبل الميلاد)، وتتميز"الدهبية" باعتمادها على الشراع والدفة.
وبعيدا عن المياه، كانت "المحفة" هي وسيلة النقل البرية، وتوجد صورة فريدة لأحد الأمراء الفراعنة وهو (أرخو) يركب المحفة المحمولة على حمارين، وتشتمل الصورة أيضا على مناظر لقطعان من الحمير، بعضها يحمل أثقالا والبعض الآخر يدرس الحبوب.. كما يحرص المتحف على عرض تماثيل أثرية للفراعنة وخاصة لكل من أمنمحات الثالث ورمسيس الثاني
ويحتفظ المتحف بنموذج لأول قاطرة للسكة الحديد دخلت مصر، وتم صناعة هذا النموذج في ورشة بولاق
ويعرض المتحف نموذجا لقطار الخديوي إسماعيل، والذي صنع خصيصا في نيو كاسل بإنكلترا سنة 1859، وتم تزيينه بنقوش كثيرة، ويتكون من أربع عربات فقط، الأولى للضباط والثانية للأميرات، وهي مؤثثة بالحرير الأحمر والأخضر، والثالثة مخصصة لعائلة الخديوي وجسمها بالكامل من الخشب، والأثاث من الحرير القرمزي أما العربة الرابعة فهي صالون الخديوي الذي يوجد به 24 نافذة، و4 أبواب كبيرة من الزجاج العادي
ويعرض المتحف مجسمات تحكي حركة تشييد وبناء المحطات في مصر منها محطة سيدي جابر وبور سعيد وطنطا والقاهرة وأسيوط وإدفو.
كما يوجد بالمتحف قسم خاص بالجسور، سواء المتحركة أو الثابتة، ويعتبر نموذج جسر السكة الحديد القديم المتحرك أهم نموذج، لأنه أقدم جسر تم إنشاؤه في سكة حديد مصر وذلك سنة 1854 على فرع دمياط ببنها وعلى بعد 45 كيلو مترا من القاهرة.
وكانت مصر أول دولة في الشرق تعرف القطارات و ثاني دولة في العالم بعد بريطانيا وقد بدأ التفكير في هذا المشروع قبل حفر قناة السويس بهدف إيجاد وسيلة حديثة لربط البحرين الأحمر
وبدأ العمل في هذا المشروع عام 1852 وانتهت المرحلة الأولى منه حتى مدينة كفر الزيات في منتصف المسافة بين القاهرة والأسكندرية تقريبا عام 1854 حيث كانت الرحلة تبدأ من القاهرة بالقطار وتنتهي في كفر الزيات