"روب وكفن".. أدوات المحامي قبل التحرك للمحكمة
الثلاثاء، 20 فبراير 2018 04:00 م
«تعددت الأسباب والموت واحد» شطر بيت شعر صادم فمهما كانت الأسباب فإن الموت واحد وحتما كلا منا سيلاقيه، ففى حضرة الموت الجميع يقف إنتباه، وذلك كان لسان حال جموع المحامين فى مصر، عقب وفاة 3 محامين داخل المحاكم فى أسبوع واحد، الأمر الذى كان بمثابة العظة فى المقام الأول والثورة فى المقام الثانى.
ثورة المحامين
«ثورة المحامين» بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم تمثلت فى تجديد النقيب سامح عاشور مطالبته وزارة العدل، بتوفير أطباء مناوبين «مسعف» داخل كل محكمة في مصر، وذلك لمراعاة المحامين هناك، فضلاَ عن وصف عدد من المحامين ضرورة اصطحاب «كفن» بجوار «الروب» مع كل محامى أثناء إنتقاله للمحكمة، نظراَ لتكرار حالات الموت دون طبيب «مسعف»
يقول الخبير القانونى أيمن محفوظ، المحامى بالإستئناف ومجلس الدولة، أن مهنة المحاماة أصبحت مهنة حارقه لأعصاب كل من يمتنهنها فالمحامي فضلا عن كونه مواطن مصري يعيش في أزمات الوطن كأحد ابناءه من المشاكل التي يعنيها كل مواطن من غلاء ومواصلات وتعليم أولاده وتربيتهم وغيرها، فضلا عن ذلك أن المحامي غالبا ما يكون مثقلاَ بهموم الحياة والإجتماعية والسياسية لأنه في الأصل مواطن مصري.
معاناة المحامى
وأضاف «محفوظ» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن المحامى يلعب دور الطبيب النفسي لكل موكليه، في إطار اظهار الحق فلابد أن يصل المحكمة في ميعاد معين ويستخرج أوارق الدعوي وأن ينتظر النتائج والأحكام والرد علي الموبيل 24 ساعة يوميا، مؤكداَ أن المحامي أكثر عرضه للأمراض المميته والتي تظهر فجاءه دون سابق إنذار وهذا ما حدث لأكثر من محامي شاب أو جاوز سن الشباب بقليل بأن لقوا ربهم بساحات المحاكم، وردد قائلاَ: « هناك ضرورة قصوي أن نراعي المحامين صحيا بساحات المحاكم بضرورة وجود طبيب متخصص أو أكثر مع طاقم عمل طبي مساعد له حرصا علي أحد اجنحة العدالة وحرصا علي حقوق المواطن المصري عموما وأن الإسعافات الأولية قد تكون خطوه نحو انقاذ حياة انسان ولاسيما أن يكون محامي».
كفن مع الروب
من ناحيته، ناشد إسماعيل بركة، المحامى بالنقض، النقابة العامة بتوفير مسعف متواجد بكل المحاكم سواء جزئية أو كلية أو استئناف أو نقض يكون تابع لوزارة الصحة ويكون تحت تصرفه خلال مده قصيرة سيارة اسعاف، وعلي اتصال مباشر بالمستشفيات المشترك فيها النقابة لأعضائها لإنقاذ المحامي لا قدر الله في وقت قياسي حفاظا علي صحته وحياته.
وأضاف «بركة» فى تصريحات خاصة، أن تحقيق ذلك الأمر يكون بالتنسيق مع وزارة العدل لتوفير مكان له داخل المحكمة لأداء عمل المسعف إن لم يكن دور للنقابة للحفاظ علي صحة وحياة أعضائها سواء أثناء عملهم أو حتي خارج العمل، وردد متهكماَ: « واقتراح مني حتي يتم تقنين وضع المسعف في كافة المحاكم أن يصطحب كافة الزملاء كفن مع الروب الأسود».
اقتراح
فيما، قالت الدكتورة هبة الله محمد، الخبيرة القانونية، أن بعض المحاكم وقعت فيها العديد من حالات الوفاه والموت المفاجأه لبعض المحامين أثناء تادية عملهم ولَم يوجد من يسعف تلك المحامين أو تقديم بعض الخدمات الطبية والعلاجية لإسعافهم من حالات «موت الفجأة»، حيث كانت نتيجة ذلك موت زميل في محكمة الأسرة في زنانيري وزميل أخر في نفس الْيَوْمَ بسبب هبوط حاد فى الدوره الدموية والآخر أزمة قلبية، بالتالي لابد من وضع طيب ممارس عام في كل محكمة في مصر وممرضة.
واقترحت «هبة الله» فى تصريح لها، أن تتكلف وزارة العدل بتلك المسألة وليس نقابة المحامين عن طريق دمغه بجنية تطبع عند رفع كل دعوي يومياَ في مجمع محاكم بإسم خدمات طبية لمحامين وقضاه ورددت قالة: « نفترض إن كل يوم في مجمع محاكم رفع أقل شئ ١٠٠ دعوي يعني ١٠٠ جنيه جديره بوجود دكتور ممارس عام وممرضة».
صعوبة وجود سيارة إسعاف
من ناحيته، قال صلاح سليمان، عضو مجلس نقابة المحامين، أن المحامين يتعرضوا بالفعل لأزمات صحية عديدة داخل المحاكم حيث وصل الأمر فى بعض الأحيان إلى وفاة عدد منهم، إلا أنه يرى أن حالات الوفاة تعتبر حالات فردية وضئيلة جداَ.
وأضاف «سليمان» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن النقابة العامة طالبت قبل ذلك ولازالت تطالب بوجود طبيب مسعف فى كل محكمة داخل جمهورية مصر العربية لضمان سلامة المحامين، مؤكداَ أنه من الصعوبة والإستحالة تحقيق فكرة وجود سيارة إسعاف فى كل محكمة بسبب إرتفاع سعر مثل هذه السيارات المجهزة.
فى غضون 17 فبراير الماضى، أطلق المحامين على ذلك اليوم «السبت الأسود»، نظراَ لوقوع حالتين وفاة لمحامين داخل المحاكم أثناء تأدية عملهم.
وفاة المحامي الأول
المحامى الأول يسري عمر اتجه، صباح اليوم، إلى محكمة «زنانيرى» عقب انتهاءه من إعداد وكتابة دعوى قضائية، ظل في كتابتها طوال الليل، وأثناء صعوده لتقديم الدعوى، أصيب بهبوط حاد، أدى إلى سقوطه مغشياَ عليه، فقام جموع المحامين بالمحكمة، بمحاولة نقله في غرفة المحامين ومحاولة إسعافه، إلا أن روحه فاضت إلى بارئها في الثانية عشر ظهراَ.
فاجعة وفاة محامى أخر
كانت الفاجعة الثانية، بوصول خبر وفاة المحامي أيهاب الحداد، أثناء تأدية عمله هو الأخر في محكمة القاهرة الجديدة، ما أحدث حالة من الغضب بعد الحزن الشديد في صفوف المحامين بسبب عدم الاهتمام بضرورة وجود طبيب وسيارة إسعاف في كل محكمة مصرية.
وفاة محامى ثالث
يشار إلى أنه فى غضون 5 فبراير الماضى، لفظ المحامى مصطفى عيسى عبد السلام المحامى، أنفاسه الأخيرة، بمحكمة استئناف القاهرة للأحوال الشخصية، في محكمة القاهرة الجديدة، أثناء تأدية واجبه لأخر لحظة في عمره، فأطلق عليه المحاميين فى تلك اللحظة «شهيد الروب الأسود».