الحقوقي الفلسطيني لؤي ديب يكشف الأطماع الإسرائيلية والقطرية في غاز الجولان وغزة
الثلاثاء، 20 فبراير 2018 10:00 ص
" وجهت سابقا سؤالا كان يحيرني لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر لماذا تدعم قطر حماس بخمسين مليون دولار سنويا، وتتغاضى إسرائيل وكانت الإجابة إن السلطة الشرعية لو استخرجت غاز غزة وهو الأقرب إلى أوروبا ستخسر قطر حوالى عشرة مليار دولار سنويا، لذا الأفضل وضع سلطة في غزة ينظر العالم اليها إلى أنها غير شرعية وإرهابية، ولا تستطيع توريد غازها، ومن ثم تدفع قطر باستثمارات في حقول الغاز مع إسرائيل وتكون شريك لتعويض خسارتها عن غازها ، التي تضطر لتحويله لغاز مسال لتوريده، وبالتالي تربح من الاستثمارات، وتوجه ما لديها للسوق الأسيوي، وكل هذا بخمسين مليون دولار".. كانت العبارات السابقة للحقوقى الفلسطينى "لؤى ديب " رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية والذى كشف فى تصريحات لـ"صوت الأمة" عن تفاصيل ما يدور فى المنطقة من صراع مشتعل بسبب الثروات الطبيعية.
وقال " ديب" :"رئيس وزراء ما يُسمى بإسرائيل يتهم سوريا وإيران ومن تحالف معهم بمحاولة زعزعة أمن وأستقرار إسرائيل ،وبغض النظر عن تصريحاته، فان أي تواجد أجنبي على الأرض السورية ،بالتأكيد هو ليس في مصلحة الشعب السوري، رغم ادراكنا للظروف الملحة التي دفعت بسوريا لطلب المعونة من حلفائها ولكن حقيقية المشكلة الإسرائيلية في سوريا لا تتمثل أبدا في جماعات مسلحة كما تدعى إسرائيل، بل أن من يرعى جماعات إرهابية على الحدود هي إسرائيل ،ولكن كلمة السر تكمن في النفط الموجود بكميات هائلة في الجولان، وفى القنيطرة السورية امتدادا حتى درعا السورية فالجولان هضبة سورية تبلغُ مساحتها 1860 كلم مربع، تحتل إسرائيل ثلثيها أرض زراعية خصبة، وخزان مياه كبير، واحتياطي استراتيجي من البترول، غير طبيعي، حيث نشرت إسرائيل المجموعات الإرهابية على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، منذ بداية الحرب، والهدف المعلن منها أن تكونَ كلبَ حراسة أمني لإسرائيل، هذا ظاهرياً، أمّا الحقيقة فهي أخطر بكثير .
أضاف " ديب" :"سوريا تعوم على بحر من الغاز والبترول فمن المعروف أن إسرائيل أطلقت عمليات استكشافية في الجولان منذ عام 1970، ثم تجددت بشكل أكبر عام 1981، وظلت سرية 1990 و سابقا منحت الحكومة الإسرائيلية، شركة النفط الوطنية الإسرائيلية Israel National Oil Company (INOC) ترخيصاً سرياً بالتنقيب عن البترول في هضبة الجولان، وانفقت وقتها 25 مليون دولار وكان هناك قراءات أولية بكميات واعده و أثناء مفاوضات السلام بين إسرائيل وسوريا، أمر رئيس الوزراء اسحق رابين بالتوقف عن التنقيب اعتباراً من 1992، واستمر التوقف حتى جاء نتنياهو عام 1996 واعادت إسرائيل منح الترخيص بالتنقيب عن النفط في الجولان في العام 1997 بإشراف مدير هيئة الشركات الحكومية Tzipi Livni و وأشرف وقتها وزير البنية التحتية عوزي لاندو بنفسه على عمليات على الحفر الاستكشافي للنفط والغاز الطبيعي في الجولان".
تابع " ديب" في العام 1998 منح مجلس البترول التابع لوزارة الطاقة والموارد المائية الإسرائيلية، ترخيصاً بالحفر في 850 كلم مربع، أي نصف مساحة الجولان تقريباً، لشركة إسرائيلية تابعة لشركة جيني واسمها Genie Energy Ltd ومقرها نيوجرسي في أمريكا ويرأسها Effi Eitam وفي العام 2007 استطاعت الشركة التغلب على وجود مشكلة تقنيه في عمليات الحفر وحفرت تقريبا عشر ابار واستمرت في عمليات الاستكشاف و في العام 2014 كانت المفاجأة عند الوقوع على اكتشافين ضخمين جدا الأول : كمية الغاز والبترول في الجولان تعادل عشرة أضعافها في آبار البترول بباقي الدول العربية وهو الخبر الذى نشرته الصحافة الإسرائيلية ومنع المراقب العسكري بعدها أي نشر في الموضوع ،الثاني : المياه حيث ان كميه المياه في الهضبة أصبحت تغطى أكثر من ثلت احتياجات إسرائيل من المياه وكذلك الدكتور الإسرائيلي Yuval Bartov كبير الجيولوجيين في شركة Afek Oil and Gas الإسرائيلية التابعة للشركة الأمريكية جيني إنرجي، كتب برقيه مستعجلة للشركة الام في أمريكا قال فيها حرفيا:
أضاف " ديب" نحن نتحدث عن طبقات يبلغ سمكها 350 متراً من Starta، والشيء المهم هو السمك والمسامية و متوسط ثخانة هذه الطبقة المحيطة بالبترول في العالم هو 20-30 متراً، لذلك يمكنني القول: لدينا في الجولان عشرة أضعافِ الكميات الموجودة في حقول الدول الأخرى. عشرة أضعاف الكمية المكتشفة، تكفي إسرائيل أربعة قرون، فإذا كان، وحسب وزارة الطاقة الإسرائيلية، استهلاك اسرائيل اليومي هو 270 ألف برميل، أي قرابة 99 مليون برميل سنوياً. فان إسرائيل لن تستهلك الاحتياطي في 400 سنة و في العام 2016 أرسلت إسرائيل في مناطق تتبع سوريا وتسيطر عليها ميلشيات تتبع لها تُسمى نفسها معارضة سوريه وحدات خاصة رافقت علماء بترول واخذت عينات من مناطق واسعة من القنيطرة لتجد مفاجأة أخرى وكميات مهولة شجعت طمعها في الأراضي السورية واعتقد أن من باعوا انفسهم لإسرائيل من المعارضة يعرفون دقة من أتحدث عنه هنا و سعت إسرائيل إلى اعتراف واشنطن وموسكو بأنّ الجولان أرض إسرائيلية، وكذلك حقها في منطقة امنة تشرف عليها داخل الأراضي السورية بطول 25 كيلو متر من هضبة الجولان وعرض 82 كيلو متر من حدود الجولان وقد ضغط قادة إسرائيل والشركة المستثمرة لبترول الجولان في كل الاتجاهات من اجل ذلك
تابع " ديب" :"مباحثات نتنياهو مع بوتين في سوتشي في 24 أغسطس 2017، تركزت على هذا الطلب الإسرائيلي ومعلوماتي المؤكدة ان بوتين رفض ذلك و زار نتنياهو واشنطن في منتصف شباط 2017، وطلبَ من ترامب الاعتراف بضم الجولان والحق في منطقة امنية وقد طلب منه اعتبار ذلك أولوية اكثر من نقل السفارة ، لكنّ مستشاري ترامب نصحوه بعدم فعل ذلك في المرحلة الحالية بسبب وجود قرار مجلس الأمن 242 لعام 1967، وقرار 497 لعام 1981 اللذين ينصّان على أنّ إسرائيل تحتل الجولان بصورة غير شرعية، ويطالبها بإلغاء قرار الضم وعرضوا عليه خطة لفرض امر واقع بإحكام السيطرة الإسرائيلية على الجولان وقيام إسرائيل باحتلال أجزاء من الأراضي السورية تحت مسميات أمنية وهجوم إرهابيي القاعدة (النصرة) على عناصر اليونيفيل في الجولان في أغسطس 2014، وما تلاه من سحب الفلبين لـ 244 جندياً، بينما سحبت ليبيريا 100 جندي ووجود تحقيق سرى في أروقة الأمم المتحدة اتهم إسرائيل صراحة بتدبير الهجوم وحظر النشر في الموضوع كان مكشوفا للكثير من الموظفين العرب في الأمم المتحدة، حيث أرادات إسرائيل افراغ المنطقة من قوات حفظ السلام المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار، واستبدالها بإرهابيي النصرة المرتبطين مباشرة بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية.
أضاف " ديب": " الخطة نجحت بجزئها الأول، لكن الحكومة السورية أدركت اللعبة ، ولم تسمح باستقرار الميلشيات المدعومه من إسرائيل والتي يعالج جرحاها في مستشفياتها وما زالت تخوض المعركة تلو الأخرى معهم وتضيق الخناق عليهم من هم ملاك الشركة الامريكية شركة جيني، وكيف تنتهك حرمة الانسان من أجل مصالح اقتصادية ديك تشينى Dick Cheney وزير الدفاع الأمريكي الأسبق و رئيس الاستخبارات الأميركية السابق James Woolsey و رجل الأعمال اليهودي Howard S. Jonas وملك بورصة نيويورك Michael Steinhardt و روبرت مردوخ Rupert Murdoch و الشريك الأكبر والأخطر هو Jacob Rothschild ملك مصارف لندن وصهرُ دونالد ترامب زوج إيفانكا، جارد كوشنر وهو شريكُ روبرت مردوخ أيضاً ومبعوث السلام المزعوم .
قال " ديب" كان أحد أسباب رفض بوتين للطلب الإسرائيلي هو أن بوتين ليس على علاقة طيّبة مع عائلة روتشيلد، لأسباب منها الملياردير الروسي خودوركوفسكي ، و طرحت لندن وأكثر من مرة في أروقة مجلس الأمن الدولي ، وهى الحامية لحصة روتشيلد، فكرة إرسال قوات حفظ السلام من الجيش البريطاني، لكن هذا الأمر ما كان ليمر دون سلسلة من المشاورات والموافقات أهمها موافقة مجلس العموم البريطاني ، والذى كان سيؤدى طرح الموضوع عليه لكشف اللعبة بالكامل وأيضا موافقة أعضاء مجلس الامن ودول كثيرة عضوه بلجان متعددة ، وكان هناك معارضة روسية وأخرى فرنسية تتعلق بطمع فرنسا وعدم رضاها على خروجها من اللعبة ، وكانت الموافقة الأهم هي موافقة دمشق، ودمشقُ لم توافقَ وعلى هامش احدى المنتديات الاقتصادية في العام 2017 وبحضور مجموعة كبيرة من الناس قال روتشيلد ، (يستحقُّ الجولان حرباً كبيرة) وهذا يكفى لتفسير ما تقوم به إسرائيل فلقد سرقت إسرائيل وما زالت غاز غزة ولديها أطماع في غاز لبنان ومصر ولديها طموح بان تصبح ممر التوريد الأكبر لدول الخليج، من خلال سكه حديد تربط تمتد من السعودية لميناء حيفا ، لتصبح دولة نفطية وغازية غنية تمتلك موارد قوية، تدوس من خلالها على ما تبقى من المنطقة، وكذلك ممر استراتيجي من الشرق للغرب لسوق الطاقة، مما ينعكس على التأثير السياسي والطموح بان تصبح دولة عظمى .
أضاف " ديب" :"فاليوم بفضل غاز غزة إسرائيل لديها اكتفاء ذاتي وتصدر الغاز، ويدخل الى خزينتها يوميا حوالى 300 مليون دولار، فيما غزة تجوع وتنهب دون وعي استراتيجي وملاحقة لإسرائيل، والشركات المتورطة معها قانونيا ،لدفع كل ما استخرجته لأصحابه، وكنت أصدرت كتابا في العام 2008 تناولت في فصل كبير منه موضوع غاز غزة وحددت فيه ما ستفعله إسرائيل بغزة من اجل الغاز ومن ستلجأ اليه من دول الإقليم لمساعدتها وقلت في الكتاب ان خلق اضطراب في مصر سيكون ضروريا لإسرائيل من أجل تمرير ما تريد وسوف تصبح مصدرا للغاز بدل المستورد، وما كنت انجم وقتها بكل كنت اتحدث عن معطيات وأرقام وجولات خاضها ساسة إسرائيل من أجل ذلك ، ووجهت سابقا سؤالا كان يحيرني لأحد افراد الأسرة الحاكمة في قطر لماذا تدعم قطر حماس بخمسين مليون دولار سنويا وتتغاضى إسرائيل وكانت الإجابة ان السلطة الشرعية لو استخرجت غاز غزة وهو الأقرب الى أوروبا ستخسر قطر حوالى عشرة مليار دولار سنويا لذا الأفضل وضع سلطة في غزة ينظر العالم اليها إلى انها غير شرعية وارهابية، ولا تستطيع توريد غازها ومن ثم تدفع قطر باستثمارات في حقول الغاز مع إسرائيل وتكون شريك لتعويض خسارتها عن غازها التي تضطر لتحويله لغاز مسال لتوريده وبالتالي تربح من الاستثمارات وتوجه ما لديها للسوق الأسيوي وكل هذا بخمسين مليون دولار وبعض الجعير السياسي ،وعلى حساب آهات ومعاناة أهل غزة واليوم يتكرر السيناريو في سوريا ،ولن تتوقف إسرائيل قبل تحقيق ما تحلم به ولو طرحت اليوم سؤال كبير على كل دول العالم ،وطلبت تفسير لكيفية وصول نفط كردستان لإسرائيل في الأعوام السابقة والطريق الذى سلكه حينها سنكتشف المؤامرة، وكيف مر عبر تركيا التي سرقت سابقا نفط ليبيا وكأننا سوق نخاسة نقسم بين دول الإقليم .
ولفت " ديب" إلى أن إسرائيل حفرت حتى اليوم 1684 بئر بترول، منها الآن 570 ذات جدوى اقتصادية مهولة، وستكون منتصف العام القادم مصدر رئيسي للبترول ،واطماعها القادمة سوف تتركز في مدينة الخليل ومحيطها، حيث هناك أيضا كميات ضخمه من البترول فإلى متى سنبقى أسرى الجهل الاستراتيجي ولعبة بأيدي الطامعين.