"مكنتش اعرف".. قيادات الإخوان يبررون انضمام أولادهم لداعش.. وهذه علاقة الجماعة بالتنظيم الإرهابي
الثلاثاء، 13 فبراير 2018 08:20 م
"مكنتش أعرف"، هكذا حاول إبراهيم الديب، القيادي الإخواني المقيم في ماليزيا، تبرير انضمام نجله إلى تنظيم داعش الإرهابي، دون علمه، حيث خرج خلال الساعات الماضية ليرد على فيديو تنظيم داعش الذي كشف انضمام نجله "عمر" لهذا التنظيم.
تفاصيل كثيرة تنطوى على كيفية انتقال أبناء قيادات الإخوان وشباب الجماعة إلى تنظيم داعش، وما الذي يدفعهم نحو الانضمام والقتال داخل هذه التنظيمات التي تزعم الجماعة أنها لا علاقة لها بها.
لعل اكتشاف انضمام عدد من شباب الإخوان لداعش، يؤكد بما لا يدع مجالا حالة الارتباط الكبيرة التي تجمع بين التنظيم وبين داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى، خاصة عندما نعلم أن مؤسسى تلك التنظيمات كانوا في الأساس منتمين لجماعة الإخوان، فأسامة بن لندن مؤسس تنظيم القاعدة كان عضوا بالإخوان، وهذا الاعتراف جاء على لسان أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة حاليا، أما أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، فكان أيضا في الأصل من جماعة الإخوان وهذا جاء على لسان يوسف القرضاوي.
وحول ظهور فيديو يؤكد انضمام أحد أبناء قيادات الإخوان لتنظيم داعش، قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن تكتيكات داعش تختلف عن تكتيكات الإخوان، فداعش يعتمد على مبدأ الرعب وإرهاب خصومه واستعمال أقصى أنواع العنف والجريمة فى تخويف عدوه أما الإخوان فتعتمد على عملية توزيع الأدوار والتلون والكذب والتلفيق والخداع السياسي.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان لـ"صوت الأمة"، أن هذه التكتيكات المتباينة بين داعش والإخوان ظهرت في قضية الإرهابي المقتول عمر الديب، وما تم نشره من تنظيم داعش حول انضمام نجل القيادي الإخواني لهم يفضح مدى انتهازية وخداع الإخوان وكتائبهم الإلكترونية، فقضية عمر الديب نسفت تماما مسألة الاختفاء القسري.
وأكد القيادي السابق بجماعة الإخوان، أنه يوجد حالات كثيرة لانضمام شباب الإخوان لتنظيم داعش، خاصة بأبناء القيادات الهاربة، إذا سنحت الفرصة لهم فإنهم ينضمون لداعش.
وحول مبرر إبراهيم الديب، أنه لم يكن يعلم بأفكار ابنه وأنه لم يكن لديه معلومة حول انضمامه لداعش، قال البشبيشي :"الإخوان يحترفون الكذب و إبراهيم الديب كان يتواصل يوميا مع نجله ان ابنه كان يتصل به و يطمأن عليه ولكنه يخشى ان يقول هذا الكلام حتى لا يغضب الإخوان الذين ينفقون عليه في ماليزيا.
هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قال في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إنه إذا كان إبراهيم الديب القيادي الإخواني لا يعرف أفكار نجله فهذا يدينه أكثر، وإذا كان هذا حال الآباء مع أبنائهم فكيف حال الجماعة بهذا الشكل إذا كان صادقًا في كلامه؟
وأضاف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أنه من الشواهد ومن أسلوب تعاطي الإخوان مع داعش يتضح أن هناك سيناريوهات أخرى خاصة بالتحالف والتقارب الشديد بين الجماعتين خلال الفترة الماضية.
وكان إبراهيم الديب، القيادى بجماعة الإخوان اعترف، بصحة الفيديو الذى بثه تنظيم داعش ويُظهر ابنه "عمر" منضما لأعضاء التنظيم، عكس ما أشاعته الجماعة من القبض عليه واختفائه قسريا، حيث قال "الديب"، فى بيان صادر عنه اليوم الثلاثاء، إنه لم يكن على علم بما وصفه بالتوجه الصادم لدى ابنه، متابعا: "لم أكن أبدا على علم بهذا التوجه المفاجئ والصادم لى عن ابنى عمر، الذى فجعنى للمرة الثانية بعد موته بما جاء فى الفيديو المشؤوم، خاصة أن ظروف دراسته فرضت عليه الغياب عن المنزل لمدة طويلة خلال الشهر، إذ لم يكن يعود للمنزل إلا يومين فقط كل شهر".