الطرق الصوفية الجديدة "لن أعيش في جلباب أبي": جمعة يدشن "الشاذلية العلية" والطيب يشرع بـ "الخلوتية الحسانية"

الإثنين، 12 فبراير 2018 02:00 م
الطرق الصوفية الجديدة "لن أعيش في جلباب أبي": جمعة يدشن "الشاذلية العلية" والطيب يشرع بـ "الخلوتية الحسانية"
أحمد الطيب- شيخ الأزهر
كتب- حسن الخطيب

 حرب جديدة، يقودها جيل جديد من أبناء الطرق الصوفية، بدأت تدق طبولها، بعد أن انتهى الصراع الأخيرالذى جرى خلال الفترة الماضية بين الإخوان والسلفيين،حيث بدأ اقطاب التيار الصوفي الإنسلاخ عن طرقهم الأم، وتكوين طرق صوفية جديدة خاصة بهم، لها مريدين، وأتباع، وأوراد خاصة.
 
لم تمر أيام قليلة على إعلان تدشين طريقة "الشاذلية العلية" لشيخها الدكتورعلى جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلما بالأزهر الشريف،حتى ظهرت على الساحة طريقة "الخلوتية الحسانية" لصاحبها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف،وشقيقة الشيخ محمد الطيب، لتنسلخ الطريقة الجديدة عن الطريقة الخلوتية الأم.
 
وبالرغم من أن هناك طرق صوفية عديدة أنسلخت من أصولها بهدف تكوين نهج جديد، إلا أن الطريقتان الصوفيتان اللتان يترأسهما الشيخ على جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور أحمد طيب شيخ الأزهر وشقيقة الشيخ محمد الطيب لايزالان يتمتعان بمكانة كبيرة لدى الناس، وبأعداد متزايدة من المريدين والأتباع.

الشاذلية العلية
 
تلك الطريقة الصوفية الجديدة، والتي أعلن عنها الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، وحصل على موافقة بالإجماع من المجلس الأعلى للطرق الصوفية بتدشينها، انسلخت من الطريقة الشاذلية التي أسسها قديما القطب "أبي الحسن الشاذلي"، وأصبحت طريقة كبرى لها مريدين وأتباع وساحات تقام بها طقوس وأوراد الطريقة في مختلف المحافظات.
 
يعد الدكتورعلي جمعة منشئ الطريقة، من تلاميذ الشيخ محمد زكى إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية الشاذلية، ومنذ تدشين الطريقة الجديدة للشيخ على جمعة وصل اتباعها حتى الآن إلى ٣٠٠ ألف مريد داخل مصر، و١٠٠ ألف مريد من الخارج، بحسب ماذكرته الطريقة في بياناته.
 
تتبنى الطريقة الجديدة في منهجها الصوفي الجديد، إحياء الطريقة الشاذلية الأولى التي أنشأها ابي الحسن الشاذلي،وذلك من خلال اثنتي عشر مبدء،وهي التوبة، والإخلاص، والنية، والخلوة، والذكر، والزهرد، وفراغ القلب مما سوى الله، وتزكية النفس، ووالورع، والتوكل، والرضى، والمحبة.
 
عقب الإعلان عن تدشين تلك الطريقة، أعلنت بأنها قد اتخذت من مسجد "فاضل" الذى أنشأه الدكتور علي جمعة، بمدينة السادس من أكتوبر بالقاهرة مقرا لها، على أن يكون المسجد بمثابة الروضة والساحة الدينية الخاصة بـالطريقة، والتي تقيم بها طقوسها وأورادها، وقد انتشرت الطريقة الجديدة بعدد من المحافظات والمدن منها الإسكندرية وطنطا والمنصورة وكفر الشيخ وأسيوط وسوهاج وقنا، لتصبح الطريقة الجديدة التي حازت على أكبر عدد من المريدين منذ نشأتها.

الخلوتية الحسانية
 
تنتسب الطريقة الخلوتية الحسانية للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وشقيقه الشيخ محمد الطيب، وذلك نسبة لوالدهما الشيخ الطيب الحساني، رحمه الله، والذي كان من أقطاب الطريقة الخلوتية التي تعد الأوسع انتشارا في محافظات الصعيد، ولذلك نسب الطريقة الجديدة إليه.
 
وتنبثق طريقة "الخلوتية الحسانية" من الطريقة الخلوتية الأم والتي نشأت في عام 980 هجريا على يد الشيخ محمد الخلوتي، وخرج من تلك الطريقة حتى الآن 8 طرق جديدة أبرزها "الخلوتية الحسانية، وتعد تلك الطريقة الجديدة أقدم الطرق التي ظهرت في الفترة الماضية، بل أقدم من طريقة الشيخ على جمعة، حيث أنها ظهرت مع جد شيخ الأزهر الطيب الحساني.
 
كما تنتشر الطريقة الخلوتية الحسانية في محافظة الأقصر وقنا وسوهاج واسيوط وأسوان بشكل يطغى على كافة الطرق الأخرى، حتى وصل مريديها مايقارب المليون وربع مريد من تلك المحافظات، وذلك لمكانة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لدى اابناء الصعيد.
 
اتخذت الطريقة الجديدة ساحة آل الطيب بالقرنة بمدينة الأقصر مقرا لها، وهي ساحة كبرى بها مسجد ضخم ومضيفة تسع آلاف المريدين، وذلك لإحياء طقوس الطريقة وأورادها وأذكارها، ويترأسها في الوقت الحالي الشيخ محمد الطيب شقيق الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فيما يعد شيخ الأزهر من رموز تلك الطريقة.

طرق جديدة الأخرى
 
بخلاف الطريقتين الجديدتين الأبرز من بين الطرق الصوفية الجديدة، فقد نشأت طرق أخرى من بعض الطرق الصوفية الرئيسية الست، حيث خرجت من الطريقة الخلوتية أكثر من 10 طرق منها الحافظية ، وشيخها أحمد أبو الفتيان، والطريقة المحمدية، وشيخها سليمان سامي، والطريقة الجنيدية، وشيخها أحمد حسين الجنيدي، والطريقة السمانية، وشيخهاعبد العزيز الجمل، والطريقة الضيفية، وشيخها أحمد الشواربي، والطريقة العمرانية القبيسية، وشيخها أبو عمران القبيسي، الطريقة المغازية، وشيخها نضال المغازي
 
فيما تفرع من الطريقة الدسوقية 7 طرق منها الشرنوبية، وشيخها عبد المجيد الشرنوبي، والسعيدية ، وشيخها حمدي الشرنوبي، والمجاهدية، وشيخهاعبد القادر مجاهد، والعاشورية، وشيخها محمد عاشور، والدسوقية المحمدية، مختار الدسوقي.
 
بينما خرج من الطريقة الشاذلية 12 طريقة، ومن الطريقة الرفاعية 6 طرق، فيما انبثق من الطريقة البدوية 10 طرق.
 
ويوضح الدكتورعبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بأن الطرق الصوفية الجديدة التي ظهرت في الفترة الأخيرة، خاصة ما حصل على موافقات العمل من المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ماهي إلا إحياء للطرق الصوفية الأم، مبينا أن مصر معروفة بانتمائاتها الصوفية ومحبتها لآل بيت النبي صلى الله عله وسلم، والمصريين بطبيعتهم متصوفين.
 
وأشار رئيس الأعلى للطرق الصوفية، بأن الطريقة الجديدة للشيخ على جمعة هي حديثة وقد حصلت على الإجماع من أعضاء مجلس الطرق الصوفية، فيما تعد الطريقة الخلوتية الحسانية هي الطريقة الأقدم بين الطرق الحالية في مصر، ويشرف عليها الشيخ محمد الطيب وتعد امتدادا للطريقة الخلوتية الأصلية، حيث أن هذه الطريقة أوسع انتشارا في الصعيد، مبينا بأنه الطريقة لم تتقدم بطلب إعلانها طريقة خاصة للمجلس كطريقة الدكتور علي جمعة.
 
وبين القصبي، بأنه حتى الآن وصل تعداد الطرق الصوفية المعترف بها في مصر 80 طريقة، آخرها طريقة "الشاذلية العلية"، بجانب الطرق التي قدمت أوراق اعتمادها بالمجلس، وتنتظر الموافقة، مبرزا بأن تنظيم البيت الصوفي يخضع لقانون معترف به من الدولة وهو القانون رقم 118 لسنة 1976، والذي يحد طريقة انشاء الطرق الصوفية المعتمدة، بحيث لا تتشابه مع الطرق الجديدة الأخرى، ويصدر لها قرار من وزير الأوقاف، ووكيل الأزهر، ووزير الداخلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق