"صوت الأمة" تكشف حيل وألاعيب معدومي الضمير مصنعي الأغذية الفاسدة بمكونات مغشوشة

بعدما فتحت "صوت الأمة" ملف نفايات المصانع الغذائية، وكشفت مافيا الطعام المضروب، وكيف تمكن أباطرة هذا البيزنس، من بسط نفوذهم وسيطرتهم ، على سوق الغذاء ، اصبح لزاما علينا متابعة كشف ألاعيب وحيل هذه المافيا التي لا يردعهاتأنيب ضمير،عن جرائمهم التي تحصد آلاف الضحايا يوميا جراء تناولهم الأغذية الفاسدة والمغشوشة.

 

"صوت الأمة" ترصد في هذا التقرير بالتفاصيل، أنواع الأطعمة التي تتعرض للغش، وطرق كشف هذا الغش، خاصة بعد الحوادث المتكررة التي تتعلق بضبط عشرات الأطنان من الأطعمة الفاسدة، خلال الأيام الماضية.

المثيرللخوف في هذه القضية، أن بعض حالات الغش، تقع داخل المصانع المرخصة لإنتاج الأطعمة، وذلك بإضافة مواد غذائية رديئة، وغير مطابقة للمواصفات، كما يحدث في مكسبات الطعم والألوان، لأنواع اللحوم المحفوظة، والعصائر، وكذلك البطاطس المعروفة بـ"الشيبسي".

 

تلجأ مصانع الشيبسي لاستخدام الدقيق ومزيج من النشا، وخلطه بالبطاطس، بحيث يكون النصف فقط من البطاطس، والنصف الآخرمن هذه المكونات.

وشهد الشهرالمنصرم، ضبط نحوأكثرمن 300 طن من بطاطس الشيبسي الفاسدة،  قبل توزيعها على طلاب المدارس بقرية برطس، التابعة لمركزأوسيم، وهو ما تكررفي البحيرة، والفشن بالدلتا والصعيد.

 

بعض الشركات المصنعة  للجبن ، تلجأأيضا لاستخدام الحليب مع البروتين،  لإنتاج ما يشبه الجبن، كما أن إنتاج الحلاوة الطحينية، يضاف إليه مواد لإكساب اللون أو الطعم أو التثبيت أوالحفظ، كما تضيف المصانع مادة تعرف بالتيتانيوم، عند تصنيع حلاوة الطحينية لجعلها أكثر بياضا.

 

وكشفت الضبطيات، التي جرت  في مختلف محافظات الجمهورية، خلال شهر ينايرالفائت، عن ضبط 500 كجم من الحلاوة الطحينية،  في أحد المصانع بالمنشية البحرية، مضاف إليها ثاني أكسيد التيتانيوم، بالإضافة إلى ضبط و560 كجم جبن موتزريلا غيرمطابق للمواصفات.

 

ولم تنجو الزيوت من عمليات الغش أيضا، لخفض ثمنها مثل: "زيت الذرة وعباد الشمس، التي يتم إضافة زيوت مشبعة رخيصة الثمن إليها مثل زيت النخيل وزيت جوزالهند وزيت الأولين المصنع من ناتج تكريرالزيوت النباتية غير المشبعة، والمحتوي على كم كبيرمن الدهون ، وتم ضبط أكثر من 9 أطنان سمن مغشوش بالزيوت بنسبة 90 %، في مراكز وقرى الصعيد، وبخاصة في محافظة سوهاج.

ولم يخلوعسل النحل من الغش، ومعه المقبلات والتوابل، التي يتم إضافة بعض الألوان، والصبغات الكيميائية إليها، وكذلك المشروبات والعصائر، والشاي الذي تضاف إليه نشارة الأخشاب بعد صبغها بلون أسود ، وتم ضبط أكثر من 1800 عبوة عسل مغشوش في محافظة الشرقية، بالإضافة إلى 1650 كجم من الفلفل والزيتون المخلل، و5 أطنان ملح طعام خشن غير مطابق للمواصفات.

 

من جانبه قال طارق الخولى عضو مجلس النواب :" نطالب الأجهزة الرقابية، بتكثيف جهودها لضبط الأسواق، مع تغليظ عقوبات المتورطين في هذه الجرائم، والعمل على التأكد من محتويات المادة الغذائية، وكذلك المواد المضافة لها مثل: "المواد الملونة أو الحافظة وغيرها، وهل هي من ضمن المواد المسموح بها أم لا؟

ودعا الخولي المواطنين ، إلى الاهتمام باختيارالأماكن التي يشترون احتياجاتهم منها، وعدم الانصياع للإعلانات التي تروج لمواد رخيصة الثمن، دون إيضاح مصادرها.

 

وكشفت الإحصاءات، التي أعلنتها الجهات الرقابية، بوزارتي التموين والداخلية ، حول ضبطيات شهر ينايرمن الأغذية الفاسدة، عن ضبط كميات كبيرة غيرمطابقة للمواصفات، وبلا بيانات، في مصنع واحد للأغذية بالسادات في المنوفية، و1500 عبوة غذاء للأطفال غير صالحة للاستهلاك داخل مصنع بالغربية، و250 كجم من الذرة الصفراء الفاسدة. 

وضبطت أجهزة مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، 16.4 طن، مواد غذائية فاسدة،  بالإضافة إلى ضبط 975 كيلو أرز مصري، يحتوي على سوس حيّ، إضافًة إلى 814 كجم مكرونة جافّة، منتهية الصلاحية، و286 كجم أغذية متنوعة منتهية الصلاحية، كما تم ضبط 42 كجم بقوليات غير مطابقة للمواصفات، بأحد محال السوبر ماركت بالمنشية البحرية.

وتم ضبط أيضا 50 كجم لانشون غير صالح للاستهلاك الآدمي، علاوة على 50 كجم لحوما سودانية مبردة منتهية الصلاحية، و6 أطنان كوكيز بالفانليا غير مطابقة للمواصفات.

 

الدكتورمختار مرزوق، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، يؤكد أن الغش في المعاملات، ومنها الطعام، يدخل ضمن أكل أموال الناس بالباطل.

 

وأشارإلى أن الإسلام يرفض التعامل بمبدأ الغاية تبررالوسيلة، لأن التجارة تعتمد على الصدق في التعاملات، لذا فإنه تم النهى عن الغش في جميع صوره.