حكايات الفاروقية ألم وإهمال.. آخر ملوك مصر في قبضة اللصوص وتجار المخدرات
الأربعاء، 07 فبراير 2018 08:34 مهناء قنديل
تعد محافظة الشرقية، من أكثر محافظات الجمهورية، احتواءًا على الآثار التي تنتمي لجميع الحقب التاريخية المصرية، ورغم أنها تعاني من إهمال جسيم، فإن الآثار المتعلقة بفترة حكم الملك فاروق، آخر ملوك مصر، تعيش آلاما خاصة؛ في ظل أن أيا منها لم ينج من التدهور.
ويعتبر قصر الملك فاروق الكائن بقرية المنشية، المعروفة في العهد الملكي، بـ"الفاروقية"، والتابعة لمركز بلبيس، نموذجًا صارخًا، بعد أن تعرض للسرقة، جميع ما بداخله من مقتنيات أثرية، وتحول إلى مأوى لرعاة الأغنام والخارجين عن القانون، ومروجى المواد المخدرة، والمدمنين.
"الفاروقية" قرية تصل مساحتها إلى 2000 فدان، ويسكانها نحو 13000 نسمة، وتقع إلى جوار قرية أولاد سيف، وحوض الندى، وكانت تشتهر بتربية الخيول العربية، وأنشا بها الملك فاروق إسطبلاً لتربية الخيول، التي تخوض السباقات العالمية.
ويعد القصر الأسير في قبضة الإهمال، تراثًا أثريًا ومعماريًا فريدًا، فهو مقام على مساحة 33 فدانًا، وبدأ بناؤه عام 1920، 15 شهرًا، وأشرف على إقامته مهندس إندونيسى كان يقيم في إيطاليا.
وبني القصر بنوع خاص من الطوب، تم استيراده من إسطنبول، وجيء ببلاط الأرضيات من إيطاليا.
وتم استخدام هذا القصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد ثورة 23 يوليو المجيدة، مخزنًا للأسلحة والذخيرة، وتم ضمه في عهد الرئيس أنور السادات، إلى وزارة التربية والتعليم لاستخدامه مدرسة للتعليم الأساسي، قبل أن يخلى تماما في عام 1992، وحتى الآن.
محمد السيد، 55 عاما، نجل أحد نظار الأراضي لدى الملك فاروق، يؤكد أن جميع أراضى الفاروقية، كانت تحت التصرف الشخصي للملك فاروق، موضحًا أنه أمر ببناء القصر على طراز معماري فريد، وملحق به مزرعة للخيول، ومحطة مياه، ومسجد.
وكشف عن أن وزارة الأوقاف رممت القصر للاحتفاظ بقيمته الأثرية، ومعه وقصر مفتش الملك ومزرعة البط والمباني بعزبة البرابرة، التي بناها الملك خصيصا للخدم، حيث كانوا جميعهم من السودان، ولفت إلى جميع هذه الممتلكات أخذها الأهالي بعد ثورة 23 يوليو.
وأضاف عم فوزي، أن مزرعة الخيول والبط، أصبحت تابعة لهيئة الإصلاح الزراعي، كما تم بيع قصر المفتش، لأحد المهندسين الزراعيين في المحافظة، لكن قصر الملك حتى هذه اللحظة لم تعلن أى جهة حكومية بالدولة ملكيتها له، مما جعله يتحول إلى ملجأ للصوص وقطاع الطريق.
وكشف عن أن جميع محتوياته، وحتى السلالم الخشبية والسيراميك الإيطالى الفاخر والنوافذ والأحواض ونبتات الزينة النادرة من صبار وغيرها، تعرضت للسرقة، رغم أن هذا القصر محط أنظار واهتمام الزعماء العرب، لجمال المنطقة.
وأشار إلى محطة مياه الفاروقية، كانت تعمل بموتور يغذي قصر الملك بالمياه، لافتًا إلى أن مبناها ما زال محتفظا بهيئته، حتى الآن رغم التدهور الذي وصل إليه.