ركن فاروق في حلوان.. آخر ما تبقى من كنوز آخر ملوك مصر (صور)

حينما بدأت رحلتنا إلى ركن فاروق بحلوان على 30 كليو من القاهرة ودعنا المعادي بعمارتها الشاهقة والنيل وكورنيشها المنسق وأهل المعادي بملابسهم الأنيقة.. واستقبلنا النيل كامرأة حبشية سمراء الوجه بشعرها الطويل حتى الينابيع في هضاب الحبشة وإثيوبيا تشابكت أشجارالنسيلة وذيل القط وبعض النخلات علي ضفاف النيل في شكل ممتد حتي ظهرت لنا حلون في الأفق وعند مدخلها في مكان بكرلم تجرح المدنية طبيعتة الأصلية يرسو مبنيعلي شكل سفينة حجرية هذا هو "ركن فاروق" الذي اختاره بحضن النيل أخر ملوك مصر ليكون استراحة له  بحلوان ..هنا ركن فاروق شاهد علي العصر يضم بين جدرانه كنوز أخر ملك مصر بعدما ضيع الإهمال وسارقي الحضارات كنوز استراحة الهرم وإنشاص الرمل ... هنا  في شرفة إستراحة وقف فاروق يتأمل النيل في صمت وعلى جانبيه وقف حاملتي الشعلة السمراء والبيضاء يفيضان بنورهم على ملك مصر والسودان.

 

تم بناء الاستراحة بين عامي 1941 و1942 على قطعة أرض مساحتها  1600 مترا اشتراها الملك بحوالي 2000 جنيه وشيدت الاستراحة الملكية على مساحة 440 مترا مربعا علي يد وزير الاشغال الملكية مصطفي باشا فهمي وحرص الملك فاروق على تزويد استراحته بكل ما ثمين وأحيطت بها حديقة خضراء بعد إنشائها ضمت نباتات نادرة، فيما حددت بسور من الحجر يعلوه سور حديدي يحمل اسم فاروق بشكل زخرفي، كما تضم الحديقة نافورة عليها تماثيل من المرر الأبيض ويطلق عليها " نافورة " نهر الحب" نسبه لفيلم الذي قامت ببطولته فاتن حمامة وعمر الشريف والذين رقصا عندها رقصة الحياة.

 

في هذا اليوم كنا أول من اشترى تذكرة لدخول وقد قام الأثري أحمد حلمي بشرح محتويات المتحف الذي صممه مصطفي باشا فهمي على سفينة ترسوا على النيل مكونه من طابقين وروف وحديقة ممتدة تضم نباتات وأشجار نادرة. 

 

وقال: يعد الطابق الأول هو الطابق الرئيسي، ويضم سلما رخاميا يؤدى إلى الردهة الخارجية التى تؤدي إلى ردهة داخلية، ومنها قاعتان للطعام وقاعة أخرى للتدخين أو "المدفأة" وشرفة تطل على النيل  صعدنا  السلالام الرخامية إستقبالنا تمثالا من البرونز لامرأة بالحجم الطبيعى محلاة بحلى فرعونية تعزف على آلة الهارب بقاعدة من الرخام، وساعة مكتب معدن مذهبة عبارة عن لوحة من البلور، عليها 12 فصا عتيقا والعقارب من الذهب وتزين لوحة البلور تماثيل لتماسيح فرعونية من الذهب.

 

ومن بين غرف الاستراحة غرفة الملكة ناريمان، وتضم سريرها وقد إكتسى بمفرش باللون  " البيج "ومرآة وصورة لها والملك فى حفل زفافهما الأسطورى بالإضافة إلى سرير صغير محلي باللألي لولي العهد الأمير أحمد فؤاد.

 

 

كما يوجد داخل الحمام الذي يقع الي جانب غرفة نوم الملكة " ناريمان " بعض أغراض الملك فاروق من القطن والصابون وماكينة الحلاقة ومقص للأظافر والي جانبه غرفة الملك فاروق من الخشب الماهونجي  وفي صدرها صورة زيتية للملك وهو 12 عاما رسمه له فنان إيطالي كما يوجد في الردهة تمثال لفلاحة مصرية نسخة مقلدة للوحة الموناليزا ولكنها كما قال المرشد أحمد حلمي  تنظر لكل ما ينظر لها من جميع الجهات.

 

 

وأضاف الأثري أحمد حلمي أن كثير من محتويات استراحة الهرم نقلت إلى متحف " ركن حلوان " ومنها كرسى العرش المذهب وكرسى ولي العهد وهما نسخة مقلدة بإتقان لكرسى عرش الملك "توت عنخ آمون" الأصلى الموجودة فى المتحف المصرى وتمثالي حاملتي الشعلة السمراء والبيضاء التي ترمز إلى ممملكة مصر والسودان  ونموذج مصغر من معبد الاقصر وطريق الكباش.

 

 

 

وأضاف أن أثمن ما يضمه المتحف فى هذا الطابق، ساعة أهداها ملك إنجلترا السابق للخديوى إسماعيل، هذه الساعة أهدتها الملكة "أوچينى" إلى الخديوى إسماعيل بمناسبة إفتتاح قناة السويس، إلى أن وصلت إلى الملك فاروق كما تضم الاستراحة صورة كبيرة لأسرة محمد علي وصورة لشقيقة الملك الأميرة فوزية.

 

أما الطابق الثانى بالاستراحة، فيصل الزائر إليه عن طريق سلم رخامى يؤدى إلى السطح حيث يعتبر الطابق بمثابة مساحة واسعة، أو ما يطلق عليه "روف" وكان يوجد بالاستراحة غرفة للتدخين وأخرى للطعام ويوجد غرفة الشمس "حمام الشمس" وهى للاسترخاء وعمل المساج للملك بالإضافة إلى تراس شرقى وآخر غربى لتناول الشاي.

 

سرير ولي العهد أحمد فؤاد

 

 

صورة الملك فاروق في سن 12 عام

 

 

غرفة التدخين

 

غرفة الملك فارروق

 

بعض أغراض الملك فاروق قطن ومقص وصابونه