ميدان المنيل مغطى بعرق المشردين.. سيدة مسنة ترفض نقلها من الشارع لدار رعاية (صور)
الخميس، 01 فبراير 2018 09:10 م
خلال تجولك في شوارع مدينتك، حتما ستراهم هنا وهناك، سوف تجدهم في الساحات وعند المقاهي وفي محطات النقل وأمام دور العبادة والسينما وكذلك في الأماكن المهجورة والخرابات، أطفال بوجوه شاحبة، غابت نظراتهم وعيونهم غائرة، وأجسامهم هزيلة، ونفوسهم مهيضة،هدها الضياع، وأتعبها الجوع، لتموت في أعماقهم كل تلك المعاني والأماني الجميلة.
وبناء على بلاغ وارد من بوابة الشكاوي الحكومية حول وجود سيدة وابنتها مشردتين في الشارع في حالة يرثى لها وتفترش مكانا أمام جامع الشريف بميدان المنيل، وتوجه فريق التدخل السريع إلى مكان تواجد الحالة، غير أنها لم تكن متواجدة وبسؤال أهالي المنطقة أفادوا بأنها متسولة هي وابنتها و تتجول بها خلال اليوم في عدة أماكن لجمع المال ثم تعود إلى نفس المكان للراحة.
وتقيم السيدة وابنتها بميدان المنيل ليل وظلام وسط جوع وبرد، وطفلة مشرده تائه هائم على وجهها الفقر والتعبد، فى انتظار يد كريمة تمتد لتنقذ طفولتها المعذبة فى منعطف حي قديم والعيش على افترش الأرض وتوسد نعليهما المحطمتين ثم راحة من نوم عميق وسط أرجاء الميدان الذى أصبح مسكننا لهم، ولم يخفهما الظلام ولم يزدهم التشرد إلا كرها لنفسهم، وتحولهم لحالة نفسية سيئة.
وانتظر أعضاء الفريق بعض الوقت توقعا لعودتها، وبالفعل ما لبثت الحالة وأن عادت، لكنها رفضت محاولات أعضاء الفريق لإقناعها بنقلها إلى دار رعاية حماية لها ولابنتها، وقالت إنها ترفض الكلام، ثم تصرفت بطريقة غير لائقة معهم مستخدمة السباب والألفاظ النابية، وتجنبها الفريق حيث لوحظ أنها تعاني من حالة نفسية.
وتمت بالفعل عدة محاولات لإقناعها بالانتقال مع الفريق إلى دار للمسنين لرعايتها و توفير مكان امن لها ولابنتها، والاطمئنان عليهم صحيا لكنها رفضت تماما، وعند إصرار الفريق أخذ يدفعهم وتملكته نوبة صراخ لكي يتركوه، مما دفع الفريق إلى الانسحاب على أن يجدد المحاولة لاحقا.