بسبب نقص البنسلين.. وجع قلوب المصريين مستمر
الأحد، 28 يناير 2018 09:00 ص
من جديد عادت أزمة نقص البنسيلين في الظهور ، فعلى الرغم من التصريحات العديدة للدكتور احمد عماد الدين وزير الصحة عن نجاح وزارته في إنهاء عصر نواقص الأدوية، وحل أزمة البنسيلين من خلال ضخ كميات كبرى في الصيدليات والمستشفيات الحكومية، بجانب الضوابط التي تم وضعها بمعرفته من أجل ضمان وصولها للمستحقين فقط، إلا أن معاناة المرضى في الحصول على حقن البنسيلين، مازال مستمرًا بسبب اختفائها من الصيدليات، والتي كشفت عن التخبط والعشوائية التي تحكم سوق الدواء في مصر .
" بنتي بتموت ومش عارف اعملها ايه" .. صرخة أطلقها احد الآباء من سكان حى مصر القديمة بسبب تعرض صحة ابنته التي تعاني من روماتيزم القلب لـتدهور حاد بسبب عدم حصولها على حقنه البينسيلين غير المتوافرة في الأسواق.. ليتابع الأب: " وصلوني بوزير الصحة أي حد ممكن ينقذ بنتي من الموت".
"إحضار أصل روشتة حديثة، بجانب صورة وأصل شهادة الميلاد، والتحاليل الطبية، وإحضار الطفل مع صورة الرقم القومي للأب.
و بالنسبة للشباب إحضار أصل روشتة طبية من مستشفى حكومية خلال شهر والتحاليل الطبية وصورة الرقم القومي ، وذلك في المستشفيات الحكومية وصيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية".. هي عدد من الضوابط التي أقرتها وزارة الصحة في الأول من ديسمبر من العام الماضي للحصول على حقنة البيسيلين.
بجوار محطة مترو الإسعاف، جلست إحدى الأمهات تحمل ابنتها التي لم يتجاوز عمرها أشهر معدودة تلتقط أنفاسها في انتظار الحصول على حقنة البينسيلين لابنتها التي تعاني من روماتيزم على القلب ومقرر لها 6 حقن لم تنجح في الحصول على ايًا منها".
مجلس النواب: اختفاء دواء "الغلابة"
في شهر أكتوبر من العام الماضى وصف سعيد حساسين عضو مجلس النواب، اختفاء حقن البنسيلين بـ" الكارثة"، ووجه سؤالا إلى الدكتور أحمد عماد وزير الصحة، عن أسباب اختفاء حقن البينسيلين طويل المفعول .
واعتبر حساسين، أن نقص هذا النوع من الحقن كارثة كبرى للمرضى "الغلابة"، خاصة أنها تعتبر من الأدوية الإستراتيجية في علاج المرضى، موضحا أن حقن البنسلين تعتبر واحدة من أهم وأقدم المضادات الحيوية، متسائلا عن مدى صحة الأخبار المتداولة عن نقص هذه الحقن تماماً ؟ كما تساءل عن الأسباب التي تقف وراء اختفائها وعن خطة وزارة الصحة لمعالجة هذه الأزمة ؟
مركز الحق في الدواء: "الفساد أحد أسباب اختفاء البنسيلين"
على الجانب الأخر، أوضح محمود فؤاد رئيس مركز الحق في الدواء، أن المركز يستقبل يوميا شكاوي من نقص البنسلين، وهو ما جعل سعره في السوق السوداء يصل إلى 250 جنيها، في حين أن سعره الأصلي لا يتجاوز الـ7 جنيهات للعقار المحلي، و9 جنيهات فقط للمستورد، مضيفا أن حقنة البنسلين ضمن ما يقرب من 1500 صنف دواء يواجه نقص، رغم أهميته لآلاف من مرضى الأورام والقلب والضغط والسكر وأمراض الدم.
وأوضح أن قائمة النواقص تتضمن العديد من الأدوية الهامة، بينها 55 مادة علمية بدون بدائل، منها أصناف للأمراض النفسية والعصبية والهرمونات، وأدوية أورام مثل عقار "هولكسان، اندوكسان، واسبيراجنزا"، وأدوية الأشعة التداخلية المعروفة بأدوية الصبغات "البروجرافين"، وأدوية الفشل الكلوي "كيتوستريل"، و"ليبدوول" لأورام الكبد، بالإضافة إلى اختفاء بعض الأصناف للأمراض المزمنة "أسبرين بروتكت" و"ينتيرا" للقلب ومن بينهم حقنة البنسلين التي تسببت اختفاءها في أزمة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، مما يضطر المواطن للذهاب للسوق السوداء لشرائها بـ 50 جنيها بعد أن كانت تباع في الصيدليات بـ 6 جنيهات.
وأكد رئيس مركز الحق في الدواء أن قضية الفساد الأخيرة ، التي كشفت عن قيام مسؤول أحد شركات الأدوية بالتنازل عن "البنسيلين" لصالح شركة أخرى بدون وجه حق، قد يكون السبب الأول في أزمة البينسيلين خلال هذه الفترة.
وشدد على أن الكمية التي أعلنت عنها وزارة الصحة بخصوص توفير 300 ألف وحدة من البنسيلين، يكشف عن وجود أزمة حقيقية في ذلك العقار، حيث أن هذه الكمية لا تكفي سوى 48 ساعة فقط، واصفا ذلك الإجراء بالمسكنات فقط مؤكدا على ضرورة التوسع في التصنيع المحلي.
رئيس لجنة الصيدليات: "لازم وزارة الصحة تنزل الشارع علشان تعرف حجم الأزمة"
من جانبه قال الدكتور ثروت حجاج رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة، "لازم نصارح نفسنا بالأزمة علشان تتحل"، مطالباً وزارة الصحة بالابتعاد عن التصريحات الوردية التي تؤكد توافر البنسيلين بكميات ضخمة.
وأوضح رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة، أن نقص البنسلين تحول إلى معاناة حقيقية تواجه المرضى وهو ما عبر عنه بقوله "لازم وزارة الصحة تنزل الشارع علشان تعرف حجم الأزمة".
وأكد أن مصر بها كان بها العديد من المصانع التابعة لقطاع الأعمال العام التي تنتج هذه المادة، لكنها توقفت بدون أسباب معلومة ومنها شركة المهن الطبية ، وشركة سيد للأدوية، وشركة نوفارتس .