من ينقذ مجمع مدارس الصفا والمروة بالجيزة؟ (صور)
الجمعة، 26 يناير 2018 11:00 مريم محمود تصوير صلاح الرشيدي
تحول إلى مقلب زبالة بعد عام ونصف العام من افتتاحه
يسكنه رعاة الغنم والبلطجية فى الليل
ومدير مدرسة يجد جثة داخل الفناء
الإصلاح الزراعى تسبب فى أزمة «نفسية» للطلاب
وطالبات الثانوية يتعرضن لمضايقات من سائقى التكاتك
مدير مدرسة: نطالب بتوزيع صناديق قمامة داخل المجمع وتشجيره
يسكنه رعاة الغنم والبلطجية فى الليل
ومدير مدرسة يجد جثة داخل الفناء
الإصلاح الزراعى تسبب فى أزمة «نفسية» للطلاب
وطالبات الثانوية يتعرضن لمضايقات من سائقى التكاتك
مدير مدرسة: نطالب بتوزيع صناديق قمامة داخل المجمع وتشجيره
الغريب أن اللواء كمال الدالى محافظ الجيزة، قام العام الماضى بوضع ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﻤﻊ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺣﻜﻮﻣﻰ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺓ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺭﻯ، ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺭﺳﺘﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻰ ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ 33 ﻓﺼﻼ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻯ ﺗﻀﻢ 42 ﻓﺼﻼ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ لرفع ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﻛﺜﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ.
ﻭأثناء الافتتاح قال ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ إﻥ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 7 آلاﻑ ﻣﺘﺮ، ﺗﻢ ﺷﺮﺍﺅﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻰ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮﻧﻬﺎ ﻓﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ بشرائها وتنظيفها ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺃﻫﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ولم يعلم المحافظ حينها أن القمامة والمخلفات ما زالت كما هى دون حلول جذرية من حى الهرم للقضاء على هذه الأزمة التى سببت أمراضا كثيرة للطلاب.
عندما استقبلت «صوت الأمة» صورا تصف الوضع حول جدران مجمع المدارس باستغاثة لأولياء الأمور، وقمنا بعمل جولة حول هذا المجمع وداخله لنكتشف أن الواقع أسوأ بكثير من وجود قمامة فقط حول سور المدارس التى كانت سببا فى تعرض الطلاب للأمراض.
فى البداية كشف أحمد ابراهيم أحد أولياء الأمور وسكان المنطقة، أن سور مجمع المدارس أصبح ملتقى لجامعى القمامة فى المنطقة قائلا: «مش الأهالى بس هما اللى بيرموا بالعكس أكثر ناس بترمى هما اللى بيجمعوا القمامة من المنطقة كلها.. وآخر النهار بيجى راعى الغنم يأكل خرفانه من هنا».
وأضاف ابراهيم خلال حديثه إنه تم الاستغاثة بالحى مرارا وتكرارا ويأتون كل يوم لإزالة القمامة، «ولكن ترجع ريما لعادتها القديمة»، مؤكدا أن سكان المنطقة قد تعبوا من هذا الوضع.
من جانبه قال أيمن العدوى مدير إحدى المدارس بالمنطقة، إن هذه القمامة تسبب أمراضا وخسائر مالية كبيرة لهم لأن أغلب أولياء الأمور عندما ينظرون إلى هذه القمامة ويرفضون الالتحاق بالمدرسة، مشيرا إلى أنه يخاطب الحى بتوفير صناديق للقمامة وتوزيعها حول المجمع، وأن تتحمل المدارس مبالغ هذه الصناديق كمشاركة مجتمعية.
وأضاف العدوى أن الحلول التى يقوم الحى بها هى حلول مؤقتة وليست جذرية فالحى يأتى كل يوم بعربيات كثيرة لجمع القمامة وبعدها بساعة يقوم الأهالى بإلقائها مرة أخرى، لافتا إلى أن المدارس قامت بتشجير الشارع من قبل ولكن قام الأهالى وجامعو القمامة بإزالة هذه الأشجار.
الحى يوميا بيشيل 12 عربة قمامة، ولكن هذا سلوك مواطنين، بهذه الكلمات أكد مصطفى السيد مدير مدرسة الصفا والمروة الثانوية، أن الأمر لم يتوقف فقط على القمامة الموجودة فى المجمع والتى خاطب الحى والإدارة التعليمية بسببها مرارا وتكرارا.
وقال مصطفى إن المجمع كان يتحول منذ شهور إلى موقف «تكاتك» وكانت طالبات المدرسة يتعرضن إلى المضايقات كثيرا حتى تم التعاون مع وزارة الداخلية لإنهاء هذه المشكلة، مشيرا إلى أن محافظة الجيزة إذا وضعت قوانين صارمة لمن يقوم بإلقاء القمامة لم يحدث ذلك مرة ثانية، قائلا: «الموضوع كله فى أيد حى الهرم هما صحيح شغالين لكن مفيش حلول جذرية».
وكشف خالد محمد غريب رئيس مجلس أمناء المدرسة الثانوية كارثة أخرى يتم تفجيرها لأول مرة، قائلا إن المجمع لم تتوافر فيه فى الليل أعمدة إنارة، ولذلك يكون ملجأ لجميع الخارجين عن القانون، مؤكدا أنه منذ شهور تم العثور على جثة داخل المدرسة الثانوية وقد تم القاؤها فى الليل داخل فناء المدرسة وتم التحقيق فى الأمر ومعرفة الجانى، حيث يستغل الأشقياء أن المكان بلا إنارة ويفعلون ما يحلو لهم فى الليل، بالاضافة إلى استغلال المدرسة أيضا لأن السور الخاص بها قصير جدا وهذا يتيح لهم كل شىء.
وأضاف غريب فى تصريحات لـ«صوت الأمة» أن السور الخاص بالمدرسة أصبح معرضا للانهيار بسبب القمامة وتأثير عربيات البلدوزر عليه وقد تم مطالبة ميزانية أكثر من مرة من الجهات المختلفة لتعلية السور أو عمل سلك شائك ولكن دون جدوى مؤكدا أن الطلاب فى خطر، وأنه عندما افتتح المحافظ هذا المجمع كان شيئا آخر فى قمة الروعة أما الآن أصبح لا حول له ولا قوة رغم أن لم يمر عليه عام ونصف العام حتى الآن.
الإصلاح الزراعى العائق الأكبر
هذا ما أكده غريب خلال حديثه لـ«صوت الأمة» مؤكدا أنه توجد قطعة أرض كبيرة أمام مجمع المدارس، وهذه الأرض تابعة لإصلاح الأراضى ولم تتصرف بها الدولة حتى الآن، وقد تم المطالبة أكثر من مرة لعمل أسوار لهذه الأرض وغلقها أو وضع حراسة عليها نظرا لما تحولت له قطعة الأرض من جمع القمامة وملجأ للهاربين والبلطجية فى الليل، ولكن حتى الآن لم يقم الاصلاح الزراعى باسفتخدام الأرض أو تقنين وضعها وحماية الطلاب والسكان من ما يحدث فيها.
فيما طالب مديرو المدارس بالمجمع من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تصعيد الأمر ومخاطبة محافظة الجيزة للعمل على حل المشكلة قائلين إن دور الوزارة المخاطبة لأن الطلاب أمانة لديهم، وأشاروا إلى المحافظة على جودة المجمع مثلما تم افتتاحه أول مرة تتطلب متابعته جيدا ومعرفة ما ينقصه، بالإضافة إلى سرعة العمل فى تعلية أسوار المدارس.
واجهت «صوت الأمة» اللواء ابراهيم عبدالعاطى رئيس حى الهرم بما اشتكى منه أولياء الأمور ومديرو المدارس، فى البداية قال عبدالعاطى: «أنا بشتغل برجل حمار.. البحار مليانه بس مش معايا غير سنارة واحدة»، فسر عبدالعاطى مقولته هذه بأن منشية البكارى هى منطقة عشوائية للغاية والعيب الأكبر يقع على عاتق المواطنين بها وسلوكهم فى القاء القمامة حول مجمع المدارس قائلا إنه اذا قامت عربات النظام بتنظيف سور المدرسة فى الساعة الحادية عشرة مساء يقوم الأهالى بالقاء القمامة فى الساعة التالية بعدها. وأشار عبدالعاطى لـ «صوت الأمة» أن إمكانيات حى الهرم فى إيجاد حل جذرى لهذه المشكلة ضعيفة مؤكدا أن الحى لا توجد لديه إمكانيات.
وعن اقتراح توزيع صناديق حول المجمع قال عبدالعاطى «معندناش صناديق»، لافتا خلال تصريحاته إلى أنه اذا أراد أحد أن يتبرع لجلب صناديق للقمامة حول هذا المجمع فعليه أن يتوجه للحى قائلا: «أهلا وسهلا به».
واعتبر عبدالعاطى مشكلة القمامة بحى الهرم متوسعة، خاصة فى منشية البكارى، بسبب تكدس السكان، وأن الحى يعمل بكامل قوته رغم عدم وجود امكانيات لدرجة أن بعض العاملين قد قدموا طلبات رسمية لنقلهم من حى الهرم إلى حى آخر، قائلا: «احنا بنشتغل بس مش بنلاقى اللى يقولنا الله ينور».